رتبوا منازلكم تصحوا.. بقلم: د.آمال صبري
هل سألنا أنفسنا ذات يوم لماذا نرتاح لأشخاص من النظرة الأولى، وننفر من آخرين؟
لماذا نرتاح لأماكن ونشعر فيها بالبهجة، فيما تصيب أخرى صدورنا بالضيق والكآبة؟
كل هذا تتسبب فيه، الطاقة التي تنشأ من اهتزاز الذرات الموجودة في كل خلية من خلايا أجسادنا مكونةً مجالا كهرومغنيطيسياً حولنا "هالة"، نؤثر بها على الآخرين.
والطاقة الصادرة من كل شئيء في الكون يحيط بنا مكونةً مجالاً يؤثر علينا سلباً أو إيجاباً فيؤثر على حالاتنا النفسية ومزاجنا.
ولقد نشأت فلسفة صينية منذ نحو 4000 سنة تدعى الفينج شوي أو الفنغ شوي "Feng Shui" والمقتبسة من الفراعنة، ومبدأها يقوم على فن التناغم مع الفضاء المحيط وتدفقات الطاقة من خلال البيئة والتصالح مع النفس ومع الطبيعة المحيطة بالإنسان حتى يستطيع التعايش معها بشكل إيجابي بدون توتر.
والطاقة هنا هي المتولدة من الأثاث والعوامل المحيطة بالإنسان والتي تؤثر على مزاجه وعلاقته بالآخرين، وبكل ما يحيط به، والفينج شوي باللغة العربية تعني الريح والماء وقد تم استخدامه منذ القدم لتوجيه الأبنية ذات المدلولات الروحانية كالأضرحة واختيار أفضل الأماكن لبناء المنازل اعتماداً على البوصلة من حيث جلب الطاقة الإيجابية والسعادة لساكنيها، واستخدمته أيضا شركات مشهورة صاحبة مركات عالمية حديثاً.
وموروثاتنا من ممارسات أجدادنا الحياتية والتي كنا نسخر منها ما هي إلا تطبيق لعلم الفينج شوي مثل: نثر الملح عند حدوث مشاكل، عدم فتح المقص لأنه يجلب النكد، سرعة التخلص من المرايا المكسورة وعدم استخدام الأواني المشروخة وغيرها. وقد ثبت حديثاً أن هذه الممارسات تقينا من اكتساب الطاقات السلبية.
وفيما يلي نصائح الفينج شوي لترتيب منازلنا بالشكل الذي يجلب الراحة النفسية والطاقات الإيجابية لنا:
- الإهتمام بمدخل البيت والجزء الأمامي من المنزل حيث تتدفق الطاقة الإيجابية من خلاله وذلك بالتخلص من أي فوضى في هذا المكان وإصلاح القطع المكسورة من أثاث وأبواب ونوافذ والإهتمام بالنباتات وتهذيبها إن وجدت.
- وقد ثبت علمياً أن الفوضى في المنزل تحد من تدفق الطاقة الإيجابية وتؤدي إلى التوتر وتشوش الفكر أما المنزل المرتب والمنظم والنظيف يجلب الشعور بالراحة والإسترخاء لذلك لابد من التخلص من كل ما هو غير مستخدم أو مكسور أو باعث على استعادة ذكريات أليمة، كذلك التخلص من نسج العنكبوت على السقوف وقد في ذلك علي بن أبي طالب رضي الله عنه "طهروا بيوتكم من نسج العنكبوت فإن تركه في البيت يورث الفقر."
- ينبغي توزيع الأثاث بطريقة لا تعوق المرور والحركة حتى تنساب الطاقة الإيجابية بسهولة في المكان وكلما كان ظهر الشخص باتجاه الحائط في جلسته كان ذلك أفضل.
- ضرورة فصل منطقة العمل كالمكتب عن غرفة المعيشة أو النوم للتمتع براحة ليلية جيدة في غرف النوم.
- عمل إصلاحات وصيانة دائمة ودورية في المنزل
- والمرايا في عالم الفينج شوي تعكس الطاقة الإيجابية إلا إنه لا يوصي بوضع مرآة أمام الباب الأمامي لعدم عكس الطاقة الإيجابية خارج المنزل مرة أخرى وكذلك عدم وضعها أمام الأسرَّة في غرف النوم لتفادي التوتر والخلل الصحي الذي يصيب الإنسان لاحقاً بسبب الطاقة القوية المنبعثة منها.
- تزيين المنزل بالزهور الطبيعية التي تعزز الطاقة الإيجابية بدلاً من الزهور المجففة التي ترمز لتجمد الحياة.
- وقد أثبتت الدراسات أن الألوان بما تصدره من طاقات لها تأثير ملحوظ على نفس الإنسانومزاجه.
- يعتقد في هذا العلم أن الزوايا الحادة ما هي إلا أسهم من الطاقات السلبية توجه إلينا لذلك لابد من تجنب الجلوس أو النوم أمامها ويفضل استخدام الخطوط والطاولات المستديرة.
- كما يعتقد أن وضع الأسرَّة على حائط الحمام أو المطبخ يجلب الاعتلال الصحي على المدى البعيد.
- لابد من غلق مقعد المرحاض دائما وبابه وإصلاح أي أنابيب أو بالوعات ناضحة وعدم جعل مكانه في الركن الشرقي وهو اتجاه القبلة في الإسلام.
- عدم الهدر والإسراف.
- فصل الأجهزة الكهربائية من أفياشها ليلا، مع فصل الهواتف بغلقها نهائيا، ثم فصل شواحنها من أفياش الكهرباء.
ولم يترك القرآن والسنة النبوية بابا إلا طرقاه، فقد حذرنا الله تعالى من التبذير في قوله "ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا"، وكان يحثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على ضرورة تنظيف الفراش ونفضه قبل النوم والمسح باليد ثلاث مرات وذكر اسم الله عليه كما نهانا عن الأكل في إناءٍ بات مكشوفاً في قوله "اغلق إناءك واذكر اسم الله عليه" كما أمرنا بالوضوء قبل النوم في قوله "من توضأ للنوم بات بين دثاره ملاك يستغفر له حتى الصباح" وقد أثبت العلم أن الوضوء يجدد من طاقتنا الإيجابية، كما أثبت أن قراءة القرآن وسماعه في البيت يشرح النفس ويبث الراحة والطمأنينة في المنزل حيث أن الترددات الصوتية له تؤثر بطريقة خاصة على خلايا الجسد فتعيد لها التوازن.
فيكفي أن نعلم أن بالقرآن وذكر الله نجلب الملائكة لتحيطنا بطاقة نورانية ربانية وتطرد الشياطين بطاقاتها السلبية.
وفي المقال القادم بإذن الله سوف نقدم لكم الأطعمة التي تساعد على تحسين المزاج وتحارب الاكتئاب.