اللحوم المُصنّعة.. تنافس بين الشركات وسط تحديات «الحلال» و«الحرام»
سلطت وكالة بلومبرج، الضوء على تحديات الالتزام بالمعايير الدينية أمام نجاح تجربة اللحوم المصنعة في المختبرات، بدلاً من المزارع أو حقول التسمين، في ظل التنافس بين شركات التكنولوجيا الناشئة.
فبحسب رائد الأعمال في مجال تكنولوجيا الأغذية، جوش تيتريك، فإن النجاح لا يعتمد فقط على العلماء ذوي المعرفة في أحدث تطورات الهندسة الحيوية، بل يرتبط كذلك برجال الدين المتخصصين في تفاصيل التشريعات الدينية الخاصة بالتغذية.
تيتريك هو الرئيس التنفيذي لشركة "إيت جست" (Eat Just)، وهي شركة ناشئة في سان فرانسيسكو يدعمها المليارديرات مارك بينيوف، وبيتر ثيل، وإدواردو سافيرين المؤسس المشارك لـ"فيسبوك". وتعمل الشركة على إنتاج اللحوم التي يتم إنتاجها في المفاعلات الحيوية بدلاً من المزارع.
وبخلاف المنتجات النباتية من شركتي "بيوند ميت" (Beyond Meat) و"إمبوسيبل فودز" (Impossible Foods)، يتم إنتاج اللحوم في الشركة من خلايا حيوانية فعلية في المختبرات، وهي متماثلة هيكلياً مع خلايا اللحوم التقليدية. يقول تيتريك: "من الناحية الجينية وخصائص التغذية فهي لحوم". ويضيف: "لكن لا وجود لعنصر الذبح كأحد الخطوات في العملية برمتها".
لكن عدم الذبح وإراقة الدماء يثير عدداً من الأسئلة لدى متبعي الديانتين الإسلامية واليهودية، الذين يأكلون لحوماً مثل لحوم البقر أو الدجاج أو الضأن والتي عليها أن تكون من الحيوانات المذبوحة وفق قواعد معينة فقط.
على سبيل المثال، هل يمكن أن يعتبر اللحم حلالاً أو كوشر في حال تم استنباته في المختبر ولم يأت من حيوان تم ذبحه؟ هل يعتبر حقاً من اللحوم؟
هذه لا تعد أسئلة بسيطة بالنظر إلى أن مليارات الأشخاص على مستوى العالم يتبعون لديانات أو تقاليد تتبع المبادئ التوجيهية الصارمة ذاتها بشأن تحضير اللحوم.
يراهن تيتريك على أن التكنولوجيا الحالية يمكن أن تحظى بتفضيل على العادات التقليدية القديمة، إذ أنها تدشن طريقة جديدة لإشباع شهية العالم الشرهة للحصول على البروتين. وفي عام 2020، بدأت شركة "جست إيت" بيع قطع الدجاج المستنبتة في المختبر بسنغافورة، وفي ديسمبر حصلت على تصريح لتقديم صدور الدجاج من النوع نفسه هناك.