الصين أرسلت وفدا لتقصي أحوال مزارعي مصر في أزمة 2016
مصدرو حاصلات زراعية: الصينيون يتربصون برائحة الثوم المصري.. فيديو
- مطلوب أصناف تقاو جديدة للثوم المصري
- إزالات المفارش ومراكز التعبئة ترفع تكلفة التصدير
- حلم بتوفير عبوات صغيرة تنافس الصينية لتعبئة ثوم التصدير
لم ينس السيد عبد الواحد (مُصدِّر حاصلات زراعية) أزمة زراعة الثوم في الصين عام 2016، حيث كانت مصيبة للصينيين وفائدة للمزارعين المصريين.
يقول عبد الواحد إن الصين عرفت "من أين تؤكَل الثمرة"، فأرسلت وفدا فنيا زراعيا ولوجستيا إلى مصر، لتقصي أحوال مزارعي الثوم المصريين، حيث تحسست خزانتها حينما نفذت مصر إلى أسواق رفضت الثوم الصيني بسبب زيادة متبقيات المبيدات فيه عن الحد الآمن المسموح.
السيد عبد الواحد صاحب شركة "جارلك هاوس" يستعرض مفرش تجهيز الثوم للتصدير
درس الوفد الصيني هذا العام مراحل ومتطلبات عملية زراعة الثوم، ورعايته في الأرض طوال موسم زراعته، وحتى حصاده وحفظه، ثم فرزه وتعبئته وشحنه للتصدير، بعد أن تحفظت ألمانيا وأمريكا على الثوم الصيني، ليتراجع سعره في الأسواق العالمية بواقع 200 دولار عن سعر الثوم المصري.
ويتحسر الرجل الذي أفنى جل عمره في تصدير الثوم، على ما آل إليه حال الزراعة المصرية، "حيث تراجع الإرشاد الفني، وخلت الجمعيات الزراعية من أي كوادر فنية، أو أنشطة خدمية تعين الفلاح على أعباء الزراعة"، على الرغم من الميزة الربانية التي تتمتع بها الأجواء والتربة المصرية لإنتاج معظم الأغذية النباتية.
الثوم محصول استراتيجي
ويؤكد السيد عبد الواحد أن الثوم محصول استراتيجي في مصر، حيث تجود الأرض بإنتاجية قد تفوق 20 طنا للفدان، شرط توافر الأسمدة، وإرشادات التغذية السليمة، ومكافحة الآفات الفطرية والبكتيرية التي تهدد المحصول، حال الإصابة بها.
تجهيز الثوم على المفارش في بني سويف
ويطالب المُصدِّر المصري بضرورة الاهتمام بمحصول الثوم، من حيث تجديد التقاوي لمواكبة طلب الأسواق العربية والأجنبية، وتوفير العبوات المناسبة للثوم، وتسهيل عقبات الشحن، واختصار خطوات إصدار الأوراق التي تستهلك أياما لا فائدة من هدرها.
ويؤكد السيد عبد الواحد على ضرورة اهتمام مركز البحوث الزراعية ببرنامج للتحسين الوراثي في الثوم المصري، "نتطلع لإنتاج ثوم برؤوس قليلة الفصوص كبيرة الحجم"، كونها مواصفات مرغوبة لكل شعوب العالم.
صادرات الثوم المصري
نجحت مصر بفعل جهود الحجر الزراعي المصري في افتتاح عدد كبير من الأسواق التصديرية، منها 16 سوقا جديدة خلال 2020 فقط، و35 سوقا خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
ويُصدَّر الثوم المصري في صورتين: جاف إلى تايوان، البرازيل، جنوب إفريقيا، والأردن، والصورة ثانية (أخضر فريش)، و80٪ منه تُصدَّر إلى روسيا، بينما تُوجَه البقية إلى هولندا وأسبانيا وجنوب إفريقيا، حيث يدخل في إعداد وجبات المائدة الخضراء، وصناعة الأدوية.
وبلغت صادرات مصر من الثوم العام الماضي نحو 30 ألف طن فقط، من محصول مساحة منزرعة تم تقديرها في العام الماضي بنحو 60 ألف فدان، ما يعني قلة حجم الصادر قياسا بحجم الإنتاج الذي وصل إلى نحو 300 ألف طن موسم 2021.
ويفسر السيد عبد الواحد هذا الخلل بأن الأسواق الخارجية لم تتعرف جيدا على مميزات الثوم المصري إلا منذ عام 2017، إبان أزمة زراعة الثوم المصري في 2016، لافتا النظر إلى إن طن الثوم الأخضر يُنتِج 450 كجم جافا، كما أن الطن الجاف يصفي 650 كجم للتصدير، إضافة إلى 100 كجم فرزة وقشور، "ولا ننسى تأثير جائحة كورونا"، مطالبا بالسعي لتجهيز عبوات تنافس العبوات الصغيرة الصينية.
دعم مزارعي الثوم
ويطالب عبد الواحد بضرورة تقديم كافة التسهيلات اللازمة لمزارع الثوم، مثل الأسمدة المدعمة، والمبيدات الموصى بها من لجنة مبيدات آفات النباتات بوزارة الزراعة، إضافة إلى إحياء مراكز الإرشاد الزراعي بالأقاليم، وتزويدها بالوسائل الحديثة في مجال عمل المرشدين.
ويحدد السيد عبد الواحد هموم مصدّري الثوم والبصل في عدة نقاط، أهمها: عدم حمايتهم بقرارات وزارية لترخيص المفارش ومحطات تجهيز المحصول، وفقا لاشتراطات حماية الأراضي والحجر الزراعي، بحيث تكون المفارش مؤقتة لحين تعبئة المحصول، أما مناطق التجهيز وغسل أيدي العمال فتكون دائمة، ولا تتعرض للإزالة، شرط إقامتها بأعمدة وهياكل حديدية وخشبية قابلة للفك والتركيب، مع تغريم المخالف للاشتراطات النظامية.
محاضر تبوير وغرامات وإزالات
وقال السيد عبد الواحد إن كثيرا من المصدرين يتعرضون لتحرير محاضر مخالفات تبوير لأراض زراعية، على الرغم من أنها أراض مستأجرة لتجميع محاصيل الثوم والبصل لحفظها بالطريقة الوحيدة المعروفة، لافتا إلى أن دخل الفدان الزراعي يقدر سنويا بنحو 15 ألف جنيه من ناتج الزراعة، "لكن فدان المفرش يحقق نتائج اقتصادية كبيرة لمصر، من باب تجميع الحاصلات وتجفيفها وتجهيزها للتصدير، كما يفتح باب العمل لنحو 300 شخص من عمال اليومية لمدة تزيد على 200 يوم سنويا".
وتتركز مساحات زراعات الثوم في محافظات الوجه القبلي، خاصة: الفيوم، بني سويف، المنيا، وأسيوط، إضافة إلى: الشرقية، البحيرة، كفر الشيخ، القليوبية، والدقهلية.
وتهدد زراعات الثوم في مصر، أمراض فطرية وبكتيريا، أهمها: العفن القرمزي، العفن الأبيض، والعفن الطري، وتظل جراثيم العفن القرمزي في التربة ما يزيد على 20 عاما، وهو مرض يهدد زراعة الثوم في الوادي والدلتا، ولذا تشجع مصر حاليا زراعته في الأراضي الجديدة الصحراوية بنظام الري بالتنقيط، كما تفيد في زراعته وحصاده آليًا لتوفير الكثير من نفقات زراعته.