هكذا يفعل بنا الصيام !
يعد الصيام، هو الإمتناع المؤقت عن الاشباع الفوري لرغبات النفس وبعض حاجات البدن من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وقد قال ﷻ في كتابه الحكيم « یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ»
ومن ناحية الطب البدني، فان الصيام يساعد الشخص على فقدان الوزن وتقليل الضغط وتحسين مستوى الكوليسترول والجلوكوز في الدم، فضلاً عن انه يعمل على توفير الطاقة في الجسم ليستفيد منها الجهاز المناعي ليكون في نشاط وتجدد دائمين.. كذلك يساعد على إعادة بناء الخلايا، ويساعد مرضى الضغط المرتفع، حيث يؤدي الصيام عادةً إلى انخفاض مستوى الضغط بنسبة 17% وكذلك تنخفض نسبة الدهون عالية الكثافة بنسبة 33% حسب دراسات عدة.
وقد يتسبب الصيام في تذبذب نسبة الجلوكوز في الدم وذلك لتغير النظام الغذائي والدوائي، وخصوصاً مرضى السكري، لذا يجب على المريض أن يتابع مع طبيبه، لتحديد مواعيد تناول علاجه من خلال حساب الـ risk Category له لتنظيم دوائه الخافض للسكر antidiabetic drugs.
كما يجب على الجميع تجديد السوائل التي تنخفض أثناء الصيام كي لا يحدث الجفاف، والآثار الجانبية المترتبه عليه، و لاسيما اذا تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف، فنسمع كثيراً عن نوبات المغص الكلوي التي تنتج نتيجة قابلية الجسم لتكوين حصوات بصورة كبيرة خلال تلك الفترة، نظراً لانخفاض السوائل داخل الجسم والتي لها القدرة على إذابة الأملاح، لذلك يجب تناول الماء بكميات وفيرة، وإذا حدث اي تداعيات لمرضى الكلى فيجب عمل اللازم من كشف وتحاليل لمعرفة التشخيص السليم وتناول الدواء المناسب، مع عدم الاعتماد فقط على الاكياس الفوارة سريعة المفعول التي يلجئ لها البعض.
ويتعين أن تحتوي وجبات الإفطار على مستويات جيدة مناسبة ومتوازنة من اغذية الطاقة مثل الكربوهيدرات والبروتينات وبعض الدهون لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لتلك العبادة الروحية والعملية الحيوية.
كما أن هناك دراسة في علم الفسيولوجيا من جامعة شيكاغو، وجدت أن الصيام لمدة أسبوعين يجدد الأنسجة داخل جسم الانسان، واثبتت عدة دراسات حديثة بأنه بعد مرور 16 يوم من الصيام المتواصل يبدأ الجسم بالتكيف تماما مع عملية الصوم ويبدأ القولون والكبد والكلى والجلد بطرد السموم من الجسم.
وهناك بحوث اخرى اوضحت بأن الصيام يساعد على الوقاية من أمراض السرطان وكذلك العلاج منها، إذ يعمل على خفض مقاومة الانسولين لمستويات الالتهاب بشكل عام ويعزز النظام المناعي داخل الجسم.
ولأن تناول جرعات الدواء في رمضان ينحصر في الفترة التي ما بين المغرب إلى الفجر، لذلك يجب إعادة النظر في مواعيد الأدوية الاعتيادية وتعديل المدة من جانب الطبيب، لذا وجب التنبيه على مراجعة الطبيب أثناء هذا الشهر المبارك، فضلاً عن مراعاة ان الصيام يسبب جفاف الحلق، خاصة خلال موجات الحر الشديد، لذا يجب شرب كوب ماء واحد على الأقل اثناء تناول الدواء لأن ذلك يساعد على ابتلاع الدواء وامتصاص اغلب الأدوية ويمنع التصاق الدواء بجدار المرئ أو المعدة وتهيجهم.
وهناك أمر مهم جداً، وهو مراجعة الأدوية، سواء تلك التي تفطر أو التي لا تبطل الصيام، كما أوضحت دار الإفتاء، فعلى سبيل المثال، فإن الأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم وتصل مباشرةً للمعدة فإنها مفطرة، أما تلك التي تمتص عن طريق الجلد كالمراهم والكريمات وقطرات العين والاذن وغسول الفم فإنها لا تفطر.
بقى ان ننصح مرضى الضغط، بان يجب عليهم تأجيل دواء الضغط لما بعد صلاة التراويح لتجنب هبوط الضغط بشكل كبير بعد تناول الإفطار فيجب إعطاء مساحة لتعويض الجسم من السوائل التي فقدها والأهم أن يكون المريض على تواصل دائم مع الطبيب المعالج.
لكن من ناحية أخرى ومن جانب الطب النفسي فإن الصيام يكسبك الصبر وهي ملكه نفسيه وعلاج للجزع والهلع والتوتر والقلق والخوف والانفعال وكل هذه الأشياء التي علاجها في الصبر.. و صدق ﷺ عندنا أخبرنا • صوموا تصحوا •