منتجو الدواجن: شحنات العلف ومشتقاته مازالت محجوزة في الموانئ المصرية..
رداً على ”المصيحلي”.. مربون: نقص خامات الأعلاف تسببت في عجز إنتاج لحوم الدواجن وبيض المائدة
ـ شعبة بيض المائدة باتحاد منتجي الدواجن: نقص إنتاجي نسبته 70%
ـ بيع القطعان المنتجة في نصف عمرها بسبب أزمة الأعلاف
ـ المهندس محمود العنانى: تحيدات كبيرة تواجه صناعة الدواجن
حمل تصريح وزير التموين الدكتور علي مصيلحي اليوم السبت8/10/2022، بشأن الاكتفاء الذاتي من الدواجن الحية، بين طياته كثيراً من الجدل بين ارباب صناعة الدواجن في مصر، بعدما أغفل ذكر نقص خامات الأعلاف، ما تسبب في عجز إنتاج لحوم الدواجن وبيض المائدة على حد سواء، حسب ما أكده أهل الصناعة أنفسهم.
وكان الدكتور علي مصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية، قد ذكر في تصريح له اليوم السبت، حول احتياطي مصر من السلع الاستراتيجية، على سبيل التطمين، أن مصر لديها احتياطي 7 أشهر من الدواجن المجمدة، واكتفاء ذاتي من الدواجن الحية.
وتناسى "مصيلحي" أزمة خامات الأعلاف التي تضرب الصناعة، وتسببت في توقف الكثير من المصانع، وإغلاق العديد من عنابر التسمين وإنتاج بيض المائدة، ما تسبب في ارتفاع سعري غير مسبوق خلال الأسابيع الماضية، كما زادت حدة اشتعالها مع بدء موسم الدراسة، إذ وصل سعر طبق البيض الأحمر إلى 76 جنيها في المزرعة، ووصل سعره في بعض الأحياء إلى 90 جنيها للمستهلك، حسب المنطقة، بينما وصل سعر "الأبيض" إلى 70 جنيها.
العنانى: الدولار والإفراجات البنكية والأعلاف أجبرت المربين على إغلاق مزارعهم
من جانبه، أكد المهندس محمود العناني رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أن قطاع الدواجن بمختلف مشتقاته يعاني أزمة دولار كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالأعلاف، لافتا إلى أن الكثير من شحنات العلف ومشتقاته مازالت محجوزة في الموانئ المصرية.
وأضاف العناني في تصريحات صحفية، أن ارتفاع التكلفة أدى إلى قلة المعروض، وبالتالي ارتفع السعر بشكل كبير، متوقعاً ان تستمر الأسعار في الزيادة طالما استمرت أزمة الدولار، لافتاً إلى أن أسعار الذرة تخطت حاجز الـ10 آلاف ونصف، بينما من المفترض ألا تتجاوز الـ8 آلاف جنيه كحد أقصى.
وطالب "عناني" بضرورة تدخل كبار قيادات الدولة المصرية، لحل هذه الأزمة الطاحنة، خاصة مع اقتراب موسم رأس السنة، التي يشهد إقبالاً كبيراً على الدواجن وبيض المائدة، مشيراً في الوقت نفسه، اقتراب شهر رمضان الكريم، أكبر موسم استهلاكي للدواجن والبيض.
وشدد على أن الكثير من المربين أغلقوا مزارعهم، بعد تعرضهم لخسائر ضارية، مضيفاً ان أسعار البيض بالأسواق سيظل في ارتفاع يوما بعد يوم إذا لم تتم الإفراجات البنكية عن الأعلاف الموجودة في الموانئ في أسرع وقت.
وأتم المهندس محمود العناني رئيس اتحاد منتجي الدواجن تصريحه قائلاً: "هناك تحد كبير جدا أمام صناعة الدواجن، حيث يضم القطاع 3 ملايين عامل من العمالة المباشرة وغير المباشرة" .
وبحسب البيانات والإحصاءات الواردة من وزارتي التموين والزراعة واستصلاح الأراضي، فإن مصر حققت اكتفاءا ذاتيا من الدواجن بنسبة 100%، بإجمالي إنتاج وصل إلى 14 مليار بيضة سنويا، فيما تجاوز إنتاج مصر من الدواجن نحو 4 ملايين دجاجة في اليوم و40 مليون بيضة وهو أكبر إنتاج في الشرق الأوسط.
حمادة إبراهيم: الأعلاف والخامات والأدوية البيطرية وأسعار المدخلات أبرز أسباب خسائر القطاع
قال حمادة إبراهيم أمين عام شعبة بيض المائدة بإتحاد منتجي الدواجن، أن السوق المحلي يحتاج إلى كمية كبيرة من خامات الأعلاف، وأن الكميات التي تم الإفراج عنها لا تسد احتياجات السوق.
وكشف إبراهيم، خلال تصريحات خاصة لموقع الأرض، أن أسعار المدخلات ارتفعت بشكل رهيب خلال مدة قصيرة جدا، ومازال المنتجون صغاراً وكباراً يتكبدون خسائر لا حصر لها.
وأشار إلى ارتفاع أسعار خامات الأعلاف، وأبرزها الصويا، حيث وصل سعر الطن إلى ١٩٠٠٠، ما أدى إلى بيع قطعان الدواجن البياضة في منتصف عمرها الإنتاجي، مؤكداً ان الوضع أصبح كارثيا، والمنتجون لا يستطيعون السيطرة على هذه المشكلة، مما ينتج عنه فجوة كبيرة في الإنتاجية.
وأضاف أمين عام شعبة بيض المائدة في الاتحاد العام لمنتجي الدواجن، أن هناك عجزا كبيرا أيضا في الأدوية البيطرية التي يحتاجها المنتجون للحفاظ على حياة الدواجن، باعتبارها عامل أساسي أثناء التربية، مطالباً الحكومة المصرية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، بضرورة البحث على آلية معينة لحل مشكلة ارتفاع الأسعار الكارثية.
وفي ختام تصريحه لموقع "الأرض"، قال حمادة إبراهيم: "مصر ليس لديها اكتفاء ذاتي حاليا من الإنتاج الداجني، لافتا النظر إلى أن قطعان "البياض" تباع منذ نحو 8 أشهر بسبب الخسائر، الناتجة عن ارتفاع أسعار الأعلاف، وينتج عن ذلك خروج العديد من المنتجين من القطاع منعا لزيادة وتفاقم الخسائر، مشيراً إلى أن القطيع البديل يحتاج لمدة تصل إلى ٧ شهور.
نبيل: خسائر طبق البيض 11 جنيهاً .. والافراجات عن الخامات ضئيلة
المهندس أحمد نبيل نائب رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد منتجي الدواجن، أكد بدوره تراجع إنتاجية العديد من العنابر بنسبة 70 %، حيث بيعت قطعان، وتم تخفيض برامج تغذية قطعان أخرى، نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف، كنتيجة طبيعية لاختفاء بعض الخامات مثل الصويا، وقلة كميات الذرة المفرج عنها، مشيراً إلى أن إفراجات الأسبوع الماضي لا تمثل شيئا مهما بالنسبة لاحتياجات السوق (نحو 22 ألف طن ذرة ونحو 5 آلاف طن صويا يوميا).
وقال نبيل في تصريحات خاصة لموقع "الأرض"، إن هناك ترقب من جانب المنتجين بشأن مزيد من الإفراجات بداية من غد الأحد، تزامناً مع عودة البنوك للعمل، بعد توقف ثلاثة أيام بسبب الإجازة الرسمية بمناسبة انتصارات أكتوبر.
وأضاف نبيل أن الأسبوع الماضي شهد إفراجات بكميات ضئيلة للذرة، بينما مازالت الصويا غير متوفرة، حيث وصل سعر طن الصويا إلى 19000 جنيه، "وهذا الأمر يُتَرجَم فورا في بيع القطعان الكبيرة، وتراجع إنتاجية القطعان الحديثة، وذلك للمربي أو المنتج المتوسط والكبير، ناهيك عن المنتج الصغير الذي غادر دائرة الصناعة بعد ارتفاع أسعار الخامات، وهذا ما يؤكد تراجع الإنتاجية بنسبة لا تقل عن 70% من الإنتاجية الطبيعية التي كانت تحظى بها مصر قبل الأزمة".
وأوضح نائب رئيس شعبة بيض المائدة أن تكلفة طبق البيض وصلت إلى 80 جنيهاً في المزرعة، ويتم بيعه للحلقات الوسيطة والتجار بسعر 69 جنيهاً للبيض الأبيض، و73 جنيهاً للبيض الأحمر، مؤكداً أن متوسط خسائر منتجي البيض في الطبق الواحد بلغت 11 جنيهاً، وذلك خلال فترة لا تقل عن 8 أشهر مستمرة.
رعب: انقذوا صناعة منتجات الألبان من الغلاء
بدوره، قال المهندس احمد رعب رئيس غرفة الدقهلية التجارية، إن تغيرات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار، تسببت في ارتفاع أسعار معظم مدخلات إنتاج الأغذية، سواء الدواجن، أو البيض، أو متنتجات الألبان.
وارتفع سعر متوسط كيلو الجبن الفلمنك المستورد من ١٨٠جنيهًا إلى ٢٢٠جنيهاً خلال شهر سبتمبر الماضي، وحتى اليوم السبت 8 أكتوبر 2022، والشيدر المستورد ٢٣٠جنيهاً بدلاً من ٢١٠جنيهات للمستهلك في الفترة ذاتها.
أما كيلو الجبن القريش الفلاحى فارتفع إلى٤٠ جنيها بدلاً من ٣٠ جنيهاً، والجبن الرومى القديم ١٢٥ جنيها مقابل ١١٠جنيهات قبل ذلك، فيما ارتفع الرومي الوسط إلى ١١٠ جنيهات مقابل ١٠٠جنيه للكيلو.
وأشار رئيس غرفة الدقهلية التجارية إلى زيادة جميع أنواع الجبن المعبأة من كافة الأنواع بواقع ٢ و٣ جنيهات فى العلبة، لافتاً إلى أن هذه الزيادات تعد نتيجة طبيعة لارتفاع أسعار الدواجن بشكل ملحوظ، كونها السلعة البديلة لتوفير عنصر البروتين للمستهلك.