ما أهم أنشطة الغوص في المحيطات
تعود أصول نشاط الغوص إلى قدم الإنسان نفسه على الأرض، منذ أن بدأ في مطاردة فريسته برًا وبحرًا بحثًا عن الطعام، و كان يأخذ من سيقان النباتات المجوفة كوسيلة للبقاء تحت الماء، لأطول فترة ممكنة لتحقيق هدفه، وسنتحدث بشكل أكثر تفصيلًا خلال السطور القادمة عن تاريخ الغوص وعن أهم الأنشطة الممكن ممارستها أثناء الغوص.
تاريخ الغوص
كما ذكرنا أن للغوص تاريخ طويل منذ قدم الإنسان على الأرض، وهناك رسومات تعود لقبل الميلاد يظهر فيها استخدام الأشوريين للغواصة في المعارك والحروب، معتمدين على سيقان الأشجار المجوفة، وأطقم للغوص مصنوعة من جلد الماعز، وكذلك يتكرر الأمر في فترة الرومان و الإغريق، كانوا يعتمدوا على الغواصين في المعارك.
كما أن الرسام والمخترع الإيطالي كان قد نجح في القرن الخامس عشر من صنع أول اسطوانة هواء من أجل الغطس تحت الماء لفترات زمنية طويلة، وأظهرت التصميمات اعتماده على أدوات بدائية نوعًا ولكن كانت كنواة تم العمل عليها مع التطور، من أجل صنع معدات الغطس الحالية.
ومما سبق يمكنك دون جهد أن تدرك أن الغوص في السابق لم يكن بغرض ترفيهي، بل كان في البدايات بغرض البحث عن طعام للإنسان البدائي، ثم أصبح بعد ذلك يتم استخدامه في الأغراض العسكرية نظرًا لأهميته في إنهاء الحروب، عبر التسلل وراء خطوط العدو، أو إغراق السفن الحربية الخشبية فيما سبق.
ويمكن أن نقول أن بدايات تحول الغوص لنشاط ترفيهي بدأت مع نهايات القرن الـ19، بعدما بدأ يكون لها قواعد ثابتة وأسس تعتمد عليها، وبدأت رياضة الغوص تأخذ منحنى ترفيهي أكبر عندما تم انضمامها في دورة الألعاب الأولمبية عام 1905، ودخلت كرياضة غطس حر، ضمن قائمة الألعاب المائية الأخرى.
أدوات الغطس
تختلف أدوات الغوص باختلاف الهدف منه، فعلى سبيل المثال الغوص الحر لا يتطلب أي شئ، سوا أن يتدرب الغواص على كتم أنفاسه لوقت زمني محدد ثم يصعد مرة آخرى للسطح، ويتم اعتماد هذا النوع في كسر الأرقام القياسية مثل التي تنضم لموسوعة غينيس، ويمكن تلخيص الأدوات الخاصة بالأغراض الأخرى في النقاط الآتية:
v أدوات الاتصال: ويتم استخدامها في رحلات الغوص الاستكشافية، أو رحلات الغوص البحثية وتكون من مهمتها التواصل بين طاقم الغواصين تحت سطح البحر، وأيضًا التواصل مع الطاقم الموجود في المركب أعلى السطح.
v أدوات التحرك تحت سطح البحر: ويندرج تحت هذه الأدوات كل شئ يساعد الغواص بالأسفل مثل الزعانف التي تساعده عالحركة بشكل حر وسريع ومرن، وأسطوانات الأكسجين، وأنبوبة خروج الهواء، والنظارات، والتوربيدات التي تسهل عملية التنقل من مكان لآخر بشكل أسرع، في حال كانت الرحلة لاستكشاف منطقة كبيرة تحت بحر.
v بزة الغطس: تعتبر من أهم أدوات الغوص تحت المياه، نظرًا لكونها أولًا توفر للغواص الدفئ الذي يحتاجه، وخاصًة إذا كانت رحلة الغطس على أعماق كبيرة، وثانيًا تحمي جسمه من ضغط المياه في تلك الأعماق.
أنشطة الغوص في المحيطات
تتعدد وتختلف الأنشطة التي يمارسها الغطاسين تحت البحار والمحيطات، ويمكن أن نضعهم في تقسيم على النحو التالي:
ü أنشطة علمية
يقوم الغواصين تحت المحيطات في بعض الأوقات برحلات غطس علمية، تكون بهدف الاكتشافات الجيولوجية، أو البحث عن أثار مندثرة تحت المياه للمدن التي غرقت، أو في بعض الأوقات تكون رحلة استكشافية للحياه البحرية، لدراسة سلوك الأسماك ومراقبتها.
ü أنشطة صناعية
يكون الهدف منها رحلات إصلاحية للقنوات أو محطات نقل البترول تحت المحيط، وبعضها يكون لتركيب أو إصلاح كابلات الاتصالات الممتدة بين القارات في قاع المحيط.
ü أنشطة ترفيهية
يكون الهدف منها ترفيهي في المقام الأول، ويعمل على تنظيم تلك الأنشطة الترفيهية المنتجعات والفنادق المطلة على شواطئ المحيطات، ويمكن خلالها عمل رحلات استكشافية للكهوف الموجودة أسفل سطح البحر، أو هناك رحلات تتضمن مشاهدة التماثيل المختلفة الموجودة في قاع المحيط أو رحلات الغوص لمشاهدة حطام السفن.
ولا تخرج أنشطة الغوض في المحيطات عن الثلاثة أنواع التي ذكرناها، وجميعها يختلف خلالها الأدوات المستخدمة، على حسب هدف الرحلة ذاتها، وما إذا كانت ستحتاج أكثر من أنبوب للأوكسجين، ولكن يبقى أن الغوص في حد ذاته والانفصال على العالم بالأعلى شئ يساعد على راحة الأعصاب، ويصيبك بالانبهار عن الحياة بالأسفل وكيفية اتباعها لنظام إلهي كوني منذ آلاف السنين.