المواقيت المكانية للحج

إن المواقيت المكانية للحج هي الأماكن التي قام رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بتحديدها للحجاج الذين لديهم نية تأدية الحج أو العمرة.
أنواع المواقيت للحج:
أما عن عدد المواقيت المكانية للحج فهي خمسة مواقيت مكانية ، كما أن له مواقيت زمانية محددة بشهر شوال ثمّ شهر ذو القعدة وبالأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة.
وقد ظهرت المواقيت الزمانية للحج في الآية 197 في سورة البقرة من خلال قوله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ".
المواقيت المكانية للحج:
إن مناسك الحج أو العمرة تبدأ من خلال إحرام الحاج من أحد خمسة أماكن أطلق عليها المواقيت المكانية للحج والعمرة.
وهذه المواقيت الخمسة هي: أبيار علي أو ذو الحليفة، قرن المنازل، الجحفة، ذات عرق، ويلملم، وهي مناطق منتشرة حول الجهات الأربع من مكة المكرمة.
وحول تفصيل هذه المواقيت التي حددها رسول الله عليه الصلاة والسلام لمن أراد الحج أو العمرة، فهي ترتبط بالجهة التي يقبل منها الحاج، وذلك وفق الشكل التالي:
1. ميقات "ذو الحليفة" أو "أبيار علي" وبين هذا الموقع وبين مكة المكرمة مسافة 430 كم تقريباً، وهو ميقات أهل المدينة.
2. ميقات "الجحفة" الذي يبعد عن مكة المكرمة مسافة 187 كم لجهة الشمال الغربي، وهو الميقات المخصص لأهل الشام ولمن في طريقهم.
وهذا الموضع قريب من موقع "رابغ" الذي يبعد عن مكة المكرمة مسافة 204 كم، وبعد ذهاب معالم ميقات الجحفة فقد بات "رابغ" هو ميقات لأهل الشام وأهل مصر ومن في طريقهم.
3. ميقات "قرن المنازل" وهو جبل يطل على عرفات، ويقع شرقي مكة المكرمة على مسافة عنها تصل إلى 94 كم، وهو الميقات المخصص لأهل نجد.
4. ميقات "يلملم" وهو جبل يقع جنوبي مكة المكرمة على مسافة عنها تصل إلى 54 كم، وهو الميقات المخصص لأهل اليمن.
5. ميقات "ذات عرق" وهو من المواقيت المكانية للحج الخاصة بأهل العراق، وموضع هذا الميقات بالشمال الشرقي لمكة المكرمة، وعلى مسافة تصل إلى 94 كم.
وبذلك نجد أن المواقيت المكانية للحج حددها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لمن يريد الحج والعمرة، باستثناء من كان يقطن في مكة المكرمة أو من لا يمر بالمواقيت الخمسة المحددة.
فبالنسبة لمن كان يقيم في مكة المكرمة ونوى الحج فإن منزله هو ميقاته، ومن يكون بمكان آخر لا يمر بالمواقيت المحددة سابقاً فإن ميقاته هو مكانه، كما أن ابن حزم قال من أحرم قبل المرور في المواقيت المكانية للحج صح إحرامه.
وكما أن كل ما ذكرناه هي مواقيت محددة للحج فإنها مواقيت محددة لمن يؤدي العمرة كذلك، باستثناء أهل مكة فالميقات بالنسبة لهم هو أدنى الحل، بحيث يخرج الشخص من مكة ويحرم من هناك.
أما بالنسبة لمن تجاوزه ميقات الحج أو العمرة دون أن يحرم فعليه أن يعود إلى الميقات ويحرم منه لكي لا يوجب عليه دم، وإن لم يجد فعليه صيام ثلاثة أيام خلال الحج أو سبعة أيام بعد العودة إلى اهله.
ووفق مذهب الشافعية فإن من يسلك طريقاً لا تنتهي إلى أحد المواقيت المكانية للحج يحرم من محاذاته، وإن حاذى أكثر من ميقات فيحرم وفق أقرب الميقاتين إليه، وإن كانا بنفس القرب منه يحرم من محاذاة من يكون أبعد منهما عن مكة المكرمة.
وبحال لم يحاذِ ميقاتاً يحرم من مكة على مرحلتين، أي على مسافة قصر تقارب الـ80 كم.
الدليل على المواقيت المكانية للحج:
إن حديث التحديد الذي رواه البخاري ومسلم هو الدليل الواضح على مواقيت الحج المكانية.
فعن ابن عباس قال: وقّتّ رسول الله لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرن المنازل ولأهل تهامة وأهل اليمن يلملم فقال: "هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج أو العمرة فمن كان دونهن فمهله من أهله وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها"
وبناءً عليه نجد أن الناس بالنسبة للمواقيت المكانية للحج هم ثلاثة أقسام:
1. أهل الحرم وهم المقيمون في مكة سواء كانوا من أهلها أو من غير أهلها.
2. أهل الحل وهم الذين يقطنون ضمن المواقيت الخمسة للحج، أي المقيمين بين مكة وأحد هذه المواقيت.
3. الآفاقيون وهم الذين يقطنون خارج المواقيت المكانية للحج.