عرفه المصريون قبل الميلاد.. حكاية «القلقاس» فى احتفالات الأقباط بعيد «الغطاس»
ظل «القلقاس» أحد الرموز المميزة لـ«عيد الغطاس» المصري، الذي يتزامن منذ آلاف السنين مع بداية الانقلاب الشتوي في شهر طوبة، حيث اعتقد المصريون القدماء والأٌقباط فيما بعد أن القلقاس بلون لحمه الأبيض والوردي دليل على طهر القلوب وسلامها.
وتكشف النقوش على جدران المعابد الفرعونية، أن المصريين عرفوا زراعة القلقاس قبل ميلاد السيد المسيح بقرون، ومازال يزرع إلى الأن في محافظات وقرى الدلتا والوادي.
وتبلغ المساحة المنزرعة بالقلقاس في مصر أكثر من 6 آلاف فدان ترتكز أغلبها في الدلتا، وتحتل قريتا المنير بمركز مشتول السوق بالشرقية وشنوان بالمنوفية صدارة القرى المنتجة للقلقاس.
ويزرع في مصر صنفان من القلقاس هما الصنف المصري : يتميز بإنتاجه ثمرة واحدة كبيرة وحجم الورقة الكبير واحتوائه على مادة مخاطية كبيرة ولون أرجواني وينضج بعد 9 شهور من الزراعة، أما الصنف الأمريكي فيتميز بانتاج ثمار صغيرة عديدة والأوراق صغيرة والنصل صغير ومنطقة اتصال العنق بالنصل أحمر أو قرمزي ولون لحم الثمار ابيض وقليل المادة المخاطية وينضج بعد 7 شهور من الزراعة.
ويصنف المزارعين إنتاج القلقاس بين الذكر و«النتاية»، ويتم التمييز بينهما بطول عنق ثمرة ذكر القلقاس بينما العنق فيها يكون عريض، ويفضل الطهاة وربات المنزل اختيار الثمرة «النتاية»، والتي تتكيز بسرعة نضجها خلال الطهي وملمسها الطري، بينما يغلب على الثمار المذكرة الملمس الخشن والقوام الصلب عند الطهي.
ويعتبر القلقاس محصول صيفي لا يتحمل الصقيع ويحتاج لموسم نمو طويل دافئ وحرارة مرتفعة ونهار طويل خلال فترات النمو الأولى والمتوسطة من حياة النبات لتكوين مجموع خضري قوي بينما يحتاج إلى درجة حرارة منخفضة ونهار قصير في أواخر حياته في فترة تكوين الكورمات حيث يزداد سرعة تراكم وانتقال المواد الكربوهيدرات من الأوراق والكورمات، ويفضل زراعة القلقاس في التربة الصفراء والخفيفة أو الثقيلة الخصبة جيدة الصرف المفككة نوعا، ولها قدرة جيدة على الاحتفاظ بالرطوبة ولا يجود في الأراضي الرملية والجيرية.