الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 03:11 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أزمة مميتة تهدد أبقار العالم.. حقيقة إنقراض الماشية بفعل تغير المناخ

مايزيد عن مليار بقرة في خطر
مايزيد عن مليار بقرة في خطر

كشفت دراسة حديثة، عن خطر يداهم أكثر من مليار بقرة حول العالم، مؤكدة ان الماشية ستعاني الإجهاد الحراري بحلول نهاية عام 2023 الجاري، مشيرة إلى إرتفاع انبعاثات الكربون، في ظل بيئة، تعاني من إنخفاض الحماية، أمام التغير المناخي.

وحذرت الدراسة، التي نشرتها "إنفيرومينتال ريسيرش ليترز"، من ناقوس خطر، يخص تربية الماشية، كونها ستواجه إجهادًا حراريًا مميتًا في معظم أنحاء العالم، بما في ذلك أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية الاستوائية وأفريقيا الاستوائية وجنوب شرق آسيا.

ووجدت الدراسة الأمريكية، أن التخفيض السريع لانبعاثات الغازات، والحفاظ على إنتاج الماشية من التغير المناخي، من شأنه أن يقلل من التأثيرات السلبية للأبقار، بنسبة 50% على الأقل في آسيا، و63% في أمريكا الجنوبية، و84% في أفريقيا.

وأشارت الدراسة، إلى أن الحرارة الشديدة تضر بالماشية بعدة طرق مختلفة، خاصة عندما تقترن بالرطوبة العالية، فهي تقلل من الخصوبة، وتضعف نمو العجول، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة الوفيات، كما أنها تقل من إنتاج الحليب في الأبقار الحلوب، وكل هذا يؤثر على جدوى تربية الماشية، ما يقلل من رفاهية الحيوان ودخل المزرعة.

التأثيرات الحالية والمستقبلية للإجهاد الحراري على الماشية:

حلل باحثون، من جامعات كيب تاون وكوازولو ناتال بجنوب إفريقيا وشيكاغو بأمريكا، ظروف الحرارة والرطوبة الحالية في جميع أنحاء العالم، وقدروا مدى تأثيرها على الماشية في العقود المقبلة، اعتمادا على مستويات مختلفة من الانبعاثات وأشكال استخدام الأراضي.

ويتوقع الباحثون أنه إذا كانت انبعاثات الكربون في المستقبل مرتفعة للغاية، فإن 9 من كل 10 أبقار حول العالم سوف تواجه 30 يوما أو أكثر من الإجهاد الحراري سنويا، وأكثر من 3 من كل 10 سوف تعاني منه طوال العام بحلول نهاية القرن.

وفي حين أن البلدان الأكثر تضرراً ستكون في المناطق الاستوائية، فإن أجزاء أخرى كثيرة من العالم ستواجه أيضا عدة أشهر من ظروف الإجهاد الحراري كل عام، بما في ذلك أجزاء من أوروبا وأمريكا الشمالية، وستشهد بعض مناطق اليابان وأستراليا والمكسيك، من بين مناطق أخرى، 180 يوما من الإجهاد الحراري أو أكثر سنويا.

تدابير التكيف باهظة الثمن مستقبلياً:

ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، من شأنها أن تجبر المزارعين، على التكيف مع هذه الظروف الجديدة، على سبيل المثال، من خلال توفير التهوية أو حتى تكييف الهواء للحيوانات أو التحول إلى سلالات الماشية المتكيفة مع الحرارة.

ورغم إمكانية توافر تلك الحلول، إلا أن هذه التدابير ستصبح باهظة التكلفة على نحو متزايد، مع ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل، ولن تكون ممكنة في جميع المناطق، مما يعني أن تربية الماشية لم تعد قابلة للاستمرار في الأماكن التي تعتبر فيها مهنة رئيسية حاليا، مثل الهند والبرازيل وباراجواي وأوروجواي ودول شمال أفريقيا وشرق الأرجنتين، وأيضاً عبر دول الساحل وشرق أفريقيا.

ويقول الباحثون، إذا تم "خفض انبعاثات الكربون" بشكل سريع، سيحافظ على الإنتاج الحيواني، ويقلل بشكل كبير من عدد الماشية المعرضة للإجهاد الحراري، خاصة في بعض المناطق الأكثر تضررا، بما في ذلك آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، وسيؤدي تقليل الانبعاثات أيضا إلى حماية الماشية في المناطق المعتدلة من الإجهاد الحراري.

هل تقليل اللحوم على المائدة.. مفيداً للماشية

يوضح الباحثون أن "تقليل كمية لحوم البقر في الوجبات الغذائية، وتناول البدائل من المنتجات النباتية، من شأنه أن يقلل من طلب المستهلكين على منتجات الماشية، وبالتالي سينخفض الطلب على الأبقار، مما يقلل من فرص تعرض الحيوانات لخطر الإجهاد الحراري.

هل اللحوم ستنقرض بفعل التغير المناخي ؟

وأتمت الدراسة، بتعليق الدكتورة ميشيل نورث، الطبيبة البيطرية والباحثة في جامعة كوازولو ناتال، قائلة: "أتضح لنا بكل وضوح، أن الماشية تتعرض بشكل متزايد لدرجات حرارة، تقلل من النمو والإنتاج ويحتمل أن يؤدي إلى زيادة وفيات الماشية، خاصة في المناطق الرئيسية لتربية الماشية، ومن المهم أيضا أن نأخذ في الاعتبار التغيرات في توافر المياه، وما يعنيه هذا، هو أن تربية الماشية ستصبح أقل جدوى في أجزاء كثيرة من العالم.