الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 10:38 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

محمد عطية.. مهندس زراعي مصري يلمع في سماء وكالة حماية البيئة الأمريكية

على شاطىء المتوسط وسط شوارع وأحياء الإسكندرية، ولد الدكتور “محمد عطية” في أغسطس عام 1988. والذي نشأ في كنف أسرة مصرية بسيطة الأب غرباوي الأصل عمل مديراً لمركز شباب فلسطين بالعامرية وأم ربة منزل سكندرية عاشا بمنطقة كرموز ثم انتقلا إلى الهانوفيل بحي العجمي.

أنجبا ابنهما الأكبر “محمد” هو الولد الوحيد لثلاث بنات،ورغم كونه الولد الوحيد إلا أنه كان سندا لوالده منذ الصغر فقد ساعد والده خلال دراسته بمراحل التعليم المختلفة بدء من الابتدائية مرورا بالإعدادية و الثانوية حتى المرحلة الجامعية متنقلا بين الورش المختلفة يرتشف من كل صنعه.

التحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية بعدما آثرها عن كلية العلوم بذات الجامعة ودرس الهندسة الزراعية بجد واجتهاد وخلال دراسته الجامعية، اشتهر بمساعدة زملائه فكان يحضر المحاضرات بانتظام ويلخصها، ثم يترك الملخصات في مكتبة تصوير ليقوم زملائه بالاستعانة بها، وظلت ملخصاته في المكتبة حتى بعد تخرجه بخمس سنوات حتى يستفيد منها الطلبة.

منحته جامعة الملك سعود منحة دراسية لدراسة الماجستير في 2010، فتم قبوله. حيث كانت السعودية محطات السفر في حياته خارج البلاد، وكان هدفه هو دراسة الماجستير وفي نفس الوقت العمل كباحث، لكنه وجد حياة مختلفة جدًاوبطيئة جدًا. حياة مملة ولا جديد فيها يتعلمه، فقرر بعد أسبوعين من وصوله التخطيط للرحيل عنها لكنه قضى عامين ليخرج منها.

في العام الثاني من الإقامة بالمملكة نجحت مخاطباته للجامعات الأوربية ، فبدأت تصله ردود من جامعات في ألمانيا، لكن الفرصة الأكبر كانت من طوكيو تك لدراسة الماجستير والدكتوراه معًا وهنا قرر السفر لليابان.

قضى حياة مختلفة أكسبته طبيعته الاجتماعية علاقات عديدة، وتقدم بطلب لدراسة مجال دراسة آخر له علاقة بالطاقة بجانب تخصص المنحة الأساسي، وتسبب ذلك في سفره لحضور مؤتمرات بالخارج في دول مثل إنجلترا أمريكا وغيرها. وكان دائم التقديم على تلك الفرص.

بدأ شراكة بحثية مع جامعة أمريكية، خلال آخر عامين في طوكيو تك، وعرض عليه الأساتذة في الدنمارك وأمريكا العمل معهما، لكنه قرر الذهاب لأمريكا، ليتم أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة كليمسون بولاية كارولاينا الجنوبية، ثم انضم إلى جامعة نورث ويسترن عام 2021 وقضى فيها عامين، ثم انضم منذ ثلاث أعوام إلى مركز الحلول البيئية والاستجابة للطوارئ (CESER) التابع لوكالة حماية البيئة الأمريكية(EPA).

استقر به الحال حاليا بأن يعمل أستاذًا مساعدًا في قسم الهندسة الكيميائية والبيولوجية الجزيئية، بجامعة رايس الأمريكية، ومهندسًا بيئيًا ورئيسًا لمجموعة بحثية في مركز الحلول البيئية والاستجابة للطوارئ (CESER) التابع لوكالة حماية البيئة الأمريكية(EPA).

امتلك “عطية” خبرة كبيرة في الكيمياء البيئية وكيمياء المواد لتطوير وتقييم تقنيات مبتكرة لمعالجة المياه وإزالة أو تحليل الملوثات الناشئة، مثل (PFAS) والجسيمات البلاستيكية الدقيقة.

ويرأس الدكتور محمد عطية حاليًا مشروعًا لتقييم التأثيرات البيئية للمواد الكيميائية وتركيبات استبدال PFAS (مجموعة من حوالي تسعة آلاف مادة عضوية اصطناعية تستخدم في تغليف الوجبات السريعة وأغلفة الطعام والمياه وتجهيزات المطابخ والحلل غير اللاصقة (التيفال) ورغاوي إطفاء الحريق وفي السجاد والملابس المقاومة للبقع والماء والأمطار والحرارة نتيجة استخدام خصائص مواد طاردة للماء والزيت)

حرص في زيارته الأخيرة إلى مصر على لقاء عدد من المسؤولين منهم الدكتور هاني سويلم وزير الري، ودائمًا ما يتطوع “عطية” لإلقاء المحاضرات في مصر كلما سنحت له الفرصة، كما يتطوع في مؤسسة علماء مصر.