الأرض ينشر القيمة الإقتصادية والغذائية للبقوليات
قال الدكتور إيهاب الحارتي رئيس بحوث بقسم بحوث المحاصيل البقولية، أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة الطلب علي المحاصيل البقولية خاصة مع تزايد التعداد السكاني وإنخفاض القدرة الشرائية، وذلك لأسباب عدة منها القيمة الإقتصادية والغذائية والتصنعية، بالإضافة إلي دورها البيئي وتحسين خواص التربة.
وأكد الدكتور الحارتي خلال تصريح لموقع الأرض أن المحاصيل البقولية تعتبر ذات أهمية كبيرة لعدة أسباب، منها:-
1- القيمة الإقتصادية والغذائية والتصنيعية:-
البقوليات لديها جذور وتدية تنمو عليها بكتيريا تثبت النيتروجين الجوي، مما يقلل من إستهلاك الأسمدة المعدنية في زراعتها ويخفض تكاليف الإنتاج، مما يجعلها ذات عائد إقتصادي عالٍ.
كما أن المحاصيل التي تلي البقوليات في نفس الأرض تستفيد من النيتروجين المتبقي منها.
2- الدور البيئي وتحسين خواص التربة:-
أوضح الدكتور الحارتي أن زراعة المحاصيل البقولية مفيدة للبيئة، فهي صديقة للبيئة لأن النيتروجين الجوي من الغازات المسببة في أرتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي وتساعد في تشكيل ظاهرة الصوبة الزجاجية.
كما يعمل أيضاً تحسن البقوليات الخواص الميكانيكية للتربة بسبب جذورها التي تتعمق في التربة لأكثر من متر، مما يساعد في تكسير الطبقات الصماء والتخلص من المياه الزائدة (الصرف الزراعي).
3- العائد الإقتصادي العالي:-
البقوليات ذات عائد إقتصادي عالٍ بسبب احتياجاتها السمادية المنخفضة، وتزداد هذه الأهمية مع أرتفاع أسعار السماد المعدني.
في ظل أرتفاع أسعار اللحوم، تعتبر البقوليات بديلاً غنياً بالبروتين النباتي، مما يجعلها مصدرًا هامًا للبروتين للفقراء، حيث تحتوي بذورها على نسبة بروتين تصل إلى أكثر من 40%.
4- الإستخدامات الصناعية:-
تدخل المحاصيل البقولية في عدة صناعات، منها إنتاج الأعلاف الحيوانية، حيث تكون بذورها ومخلفاتها النباتية غنية بالبروتين هذا بالإضافة إلي أن بعض من المحاصيل البقولية مثل فول الصويا ترتفع بها نسبة الزيت وتدخل في صناعة إنتاج الزيوت.
وأشار رئيس بحوث بقسم بحوث المحاصيل البقولية إلي أن القسم يهتم بعدة محاصيل بقولية منها الفول البلدي، العدس، الحمص، الترمس، والحلبة، وجميعها محاصيل شتوية.
كما يعمل القسم على تحسين إنتاجية محصول فول الصويا خلال الفترة الصيفية.
ويُزرع فول الصويا في الصيف خلال شهري أبريل ومايو، بينما يزرع مزارعو مصر العليا عروة أولى في الصيف وعروة نيلية في شهر أغسطس نظرًا لإرتفاع درجة الحرارة هناك وطول الموسم الصيفي مقارنة بالموسم الشتوي.
تزداد الإقبال على تقاوي أصناف فول الصويا المقاومة لدودة ورق القطن مثل جيزة 111، جيزة 6، وجيزة 10، لقدرتها الواسعة على التأقلم في جميع أنحاء الجمهورية.
ومن المهم زراعة الأصناف المبكرة في النضج، وفول الصويا هو محصول بقولي يحتوي على نسبة 40% بروتين ونسبة الزيت في بذوره تصل إلى أكثر من 20%، مما يجعله محصولًا تصنيعيًا بإمتياز حيث يدخل في العديد من الصناعات، وتعتمد صناعة إنتاج الدواجن عليه بشكل أساسي.
ويُعتبر فول الصويا محصولاً متعدد الإستخدامات نظرًا لقيمته الغذائية العالية وتنوع منتجاته الصناعية.
فيما يلي أبرز استخدامات فول الصويا:-
1. الغذاء البشري:-
الصويا المطبوخة: تُستخدم حبوب فول الصويا المطبوخة في العديد من الوصفات الغذائية حول العالم.
التوفو: يُعتبر التوفو (جبن الصويا) بديلاً ممتازاً للبروتين الحيواني في الأنظمة الغذائية النباتية.
حليب الصويا: يُعد بديلاً نباتياً لحليب البقر ويُستخدم في العديد من المنتجات الغذائية.
صلصة الصويا: تُستخدم كتوابل شهيرة في الطبخ.
الميسو والتيمبيه: منتجات تقليدية مصنوعة من فول الصويا المخمر تُستخدم في المطبخ الآسيوي.
2- صناعة الأعلاف الحيوانية:-
كسب فول الصويا: يُستخدم كعلف غني بالبروتين في تغذية الماشية والدواجن، مما يساعد في تعزيز النمو وزيادة الإنتاجية.
سيلاج الصويا: يُستخدم كمصدر غذائي للماشية.
3- الصناعات الغذائية:
زيت الصويا: يُستخرج من بذور فول الصويا ويُستخدم في الطهي والسلطات وصناعة المارجرين.
بروتين الصويا المعزول: يُستخدم في صناعة اللحوم البديلة والمنتجات الغذائية المصنعة لزيادة المحتوى البروتيني.
4- الصناعات غير الغذائية:-
البلاستيك الحيوي: يُستخدم زيت الصويا في إنتاج البلاستيك القابل للتحلل، مما يُسهم في تقليل التلوث البيئي.
الزيوت الصناعية: يُستخدم زيت الصويا في تصنيع زيوت التشحيم، والدهانات، والأحبار، والشموع.
الإيثانول الحيوي: يُستخدم فول الصويا في إنتاج الوقود الحيوي كبديل مستدام للوقود الأحفوري.
5- الإستخدامات الطبية والتجميلية:
مستحضرات التجميل: تُستخدم مستخلصات فول الصويا في تصنيع منتجات العناية بالبشرة والشعر بفضل خصائصها المغذية والمرطبة.
المكملات الغذائية: تُضاف بروتينات الصويا إلى المكملات الغذائية لتعزيز محتواها من البروتين.
فوائد فول الصويا المتعددة تجعله محصولًا مهمًا في الإقتصاد الزراعي والصناعي، حيث يسهم في تحسين الأمن الغذائي وتطوير منتجات صديقة للبيئة