تكنولوجيا الألبان: طاعون الماعز يودي بحياة ٩٠٪ من القطعان في اليونان..وخسائر فادحة فى تصنيع جبن فيتا
قال الدكتور محمد زكي عيد باحث بقسم بحوث تكنولوجيا الألبان معهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن طاعون PPR هو مرض فيروسي يصيب الحيوانات الصغيرة المجترة مثل الماعز والأغنام، وينتقل بسهولة بين الحيوانات ويسبب إسهالاً دموياً وصعوبة في التنفس والتهابات في الفم والأنف.
وأكد د.محمد خلال تصريح لموقع "الأرض" أن هذا المرض له معدلات وفيات عالية تصل حتى 90% في القطعان المصابة.
ولفت الباحث بقسم تكنولوجيا الألبان أن أول ظهور للإصابة بطاعون الماعز في اليونان عام 1994، وتم تسجيل أول بؤرة إصابة في مناطق شمال اليونان على الحدود مع بلغاريا.
وتابع: وقد إستمرت البؤر المصابة في اليونان خلال السنوات التالية حتى تمكنت السلطات اليونانية من السيطرة على انتشار المرض تدريجيًا، وقد كان لظهور طاعون PPR في اليونان تأثير سلبي كبير على قطاع تربية المجترات الصغيرة وصناعة الألبان واللحوم في البلاد.
وشدد الدكتور محمد علي ضرورة معرفة تأثير طاعون PPR على تصنيع الجبن الفيتا في اليونان:-
حيث أشار إلى أن اليونان هي أحد أكبر منتجي الجبن الفيتا في العالم حيث تعتمد صناعة الجبن الفيتا على تربية الماعز والأغنام وتفشي طاعون PPR في القطعان اليونانية أدى إلى إنخفاض حاد في إنتاج الحليب والمواد الخام اللازمة لتصنيع الجبن الفيتا، وبالتالي فإن هذا أدى إلى إنخفاض كبير في إنتاج الجبن الفيتا في اليونان وزيادة أسعاره محلياً وعالمياً.
الحكومة اليونانية اتخذت تدابير صحية مشددة للسيطرة على تفشي المرض وحماية صناعة الجبن الفيتا الحيوية لاقتصادها تتمثل في الآتي:-
١- برنامج الرصد والمراقبة:-
حيث تم إنشاء نظام رصد وتقصي فعال لكشف أي بؤر جديدة للمرض.
إجراء مسوحات منتظمة في قطعان الماعز والأغنام للكشف المبكر عن أي إصابات.
٢- إجراءات الوقاية والسيطرة:-
تم فرض حظر على تحركات الحيوانات المعروفة بإصابتها في المناطق المتأثرة.
تطبيق إجراءات الحجر الصحي والعزل للقطعان المصابة.
إجراء عمليات الذبح الإجباري للحيوانات المصابة والحيوانات التي تم التعرض لها.
٣- حملات التطعيم:-
تم تنفيذ برامج واسعة لتطعيم قطعان الأغنام والماعز ضد مرض PPR.
تم التركيز على المناطق المعرضة للخطر والحدودية.
٤-التعاون الدولي:-
تم التنسيق مع المنظمات الدولية كمنظمة الصحة الحيوانية (OIE) لتبادل الخبرات والبيانات.
تم التعاون مع الدول المجاورة لمنع انتقال العدوى عبر الحدود.
هذه الإجراءات المتكاملة ساعدت اليونان على السيطرة تدريجيًا على إنتشار طاعون الماعز والحد من التأثيرات السلبية للمرض على قطاع تربية المجترات الصغيرة.
اللقاحات المستخدمة في مقاومة هذا الطاعون:-
هناك تطورات جديدة في مجال لقاحات طاعون الماعز (PPR) في السنوات الأخيرة:-
١- لقاح النورك المضعف:-
في عام 2020، تم تطوير لقاح جديد بإستخدام فيروس النورك المضعف، هذا اللقاح أثبت فعاليته في توفير حماية طويلة المدى ضد PPR في الحيوانات المختبرية والحقلية، ومن مزايا هذا اللقاح تشمل التأثير المناعي السريع والحماية المستمرة لسنوات.
٢- اللقاحات المستندة إلى جسيمات شبيهة بالفيروس:-
تم تطوير لقاحات جديدة بإستخدام تقنية جسيمات شبيهة بالفيروس (VLP)، هذه اللقاحات تحاكي بنية الفيروس الحقيقي دون احتوائها على مواد وراثية ضارة، وقد أظهرت هذه اللقاحات نتائج واعدة في التجارب السريرية مع استحداث استجابة مناعية قوية.
٣- اللقاحات المستندة إلى الـ DNA:-
تم أيضًا تطوير لقاحات مستندة إلى الحمض النووي (DNA) ضد PPR، هذه اللقاحات تستهدف أجزاء محددة من جينوم الفيروس لإثارة الإستجابة المناعية، وأظهرت أيضاً نتائج واعدة في التجارب المعملية والحيوانية.
هذه التطورات في لقاحات PPR الجديدة توفر مزيدًا من الخيارات الفعالة لمكافحة الفيروس والحد من انتشاره في قطعان الماعز والأغنام على المستوى العالمي.
متي ظهر طاعون الماعز في مصر؟
ظهر طاعون الماعز لأول مرة في مصر عام 1987، بعد ذلك انتشر المرض بسرعة في العديد من محافظات مصر، حيث أنه خلال السنوات الأولى من ظهور المرض تفشى PPR بشكل كبير وأدى إلى نفوق عدد كبير من الماعز والأغنام في مصر، حيث أن صغار المربين كانوا أكثر المتضررين و لمواجهة هذا التهديد قامت الحكومة المصرية بتطبيق برامج للتطعيم والرقابة البيطرية لمكافحة إنتشار طاعون الماعز مما أدى إلي السيطرة علي المرض بشكل كبير جداً والحد من انتشاره وحماية الثروة الحيوانية.