الأرض
الخميس 2 يناير 2025 مـ 02:47 مـ 3 رجب 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أحمد مستجير.. عبقري الزراعة يتصدر معرض الكتاب 2025

أحمد مستجير
أحمد مستجير

ولد الدكتور أحمد مستجير مصطفى عام 1934م بقرية الصلاحات مركز بني عبيد بمحافظة الدقهلية، وتوفى عام 2006م عن عمر يناهز 72 عامًا، يعد أحد أبرز العلماء المصريين في مجال الوراثة والهندسة الوراثية، وصاحب إسهامات رائدة في تطوير الزراعة بمصر والعالم العربي، استطاع مستجير المزج بين علم الوراثة والأدب بأسلوب فريد، مما جعله شخصية متعددة الأبعاد أثرت في المجتمع العلمي والثقافي، وتم اختياره كشخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب 2025 احتفاءً بانجازاته العلمية.

في هذا التقرير يستعرض "موقع الأرض" لمحة عن حياته الشخصية، ومسيرته العلمية، وإسهاماته في مجال الزراعة، ومساهماته الأدبية، مع التركيز على تأثير أبحاثه في تحسين الإنتاج الزراعي وتعزيز الأمن الغذائي.

تعليمه ودراسته العلمية

حصل على بكالوريوس العلوم الزراعية من جامعة القاهرة عام 1954 بتفوق، وأكمل دراسته العليا في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة وحصل على درجة الدكتوراه في علم الوراثة عام 1961.

المناصب العلمية
عمل أستاذاً لعلم الوراثة بكلية الزراعة جامعة القاهرة، وشغل منصب عميد كلية الزراعة في الفترة من 1986 إلى 1995.


إسهاماته في مجال الزراعة

تخصص أحمد مستجير في مجال الوراثة والهندسة الوراثية، وساهمت أبحاثه بشكل كبير في تحسين الإنتاج الزراعي والحيواني، مما جعله أحد أهم العلماء المصريين في هذا المجال، حيث تأتى أبرز إسهاماته كالتالى:

1- تحسين المحاصيل الزراعية

- كان أحمد مستجير من أوائل العلماء المصريين الذين أدخلوا تقنيات الهندسة الوراثية لتحسين المحاصيل الزراعية، وركز على زيادة إنتاجية المحاصيل الأساسية مثل القمح والأرز من خلال استنباط سلالات مقاومة للأمراض وتتحمل الظروف البيئية القاسية، كما أجرى أبحاثاً على التهجين بين الأنواع النباتية المختلفة لتحقيق صفات وراثية أفضل.

2- تطوير تقنيات البصمة الوراثية

استخدم تقنيات البصمة الوراثية في دراسة المحاصيل الزراعية لتحديد السلالات المتميزة جينياً، وساعدت أبحاثه على فهم التغيرات الجينية التي يمكن استغلالها لتحسين جودة المحاصيل.

3- السلالات الحيوانية
عمل مستجير على تحسين السلالات الحيوانية المستخدمة في إنتاج الألبان واللحوم من خلال تطبيق الهندسة الوراثية، واستهدف تقليل الأمراض الوراثية في الماشية وزيادة إنتاجيتها بطرق علمية.

4- مكافحة الجوع والأمن الغذائي

كان مستجير من أبرز المدافعين عن استخدام التكنولوجيا الحديثة لحل مشكلات نقص الغذاء في الدول النامية، وركز على تطوير الزراعة المستدامة التي تحقق الاكتفاء الذاتي وتحافظ على الموارد الطبيعية.

إسهاماته الأدبية

كان أحمد مستجير يتمتع بروح أدبية عميقة، واستخدم الكتابة لنشر الوعي العلمي بأسلوب بسيط وجذاب، حيث كتب العديد من الكتب والمقالات التي تجمع بين العلم والأدب، من أبرزها:

1- مدخل إلى الهندسة الوراثية: كتاب علمي مبسط يشرح المبادئ الأساسية للهندسة الوراثية، ويستعرض تطبيقاتها في الزراعة والطب.

2- التفكير العلمي: تناول فيه أهمية التفكير العلمي كأسلوب حياة، مع تسليط الضوء على دوره في حل المشكلات.

3- في بحور العلم: مقالات علمية تناقش التطورات العلمية بأسلوب يناسب القارئ العادي.

4- أعمال أدبية: نشر العديد من القصائد والمقالات التي تمزج بين الإبداع الأدبي والرؤية العلمية.

جوائزه وتكريمه

حصل أحمد مستجير على جائزة الدولة التقديرية في العلوم عام 1994، ونال جائزة السلطان قابوس للثقافة والعلوم، كما تم تكريمه من قبل العديد من الهيئات العلمية في مصر والعالم تقديراً لإسهاماته في تطوير الزراعة والهندسة الوراثية.

تأثير أحمد مستجير على الزراعة والمجتمع

ساهمت أبحاث مستجير في زيادة الوعي بأهمية الهندسة الوراثية كوسيلة لتحقيق الأمن الغذائي، فضلا عن دوره الكبير في إدخال التقنيات الحديثة إلى الزراعة المصرية، مما ساعد على تحسين الإنتاجية وتقليل الفجوة الغذائية.

وألهمت كتاباته العلمية والأدبية أجيالاً من الباحثين والمثقفين لتبني التفكير العلمي واستخدامه في حل مشكلات المجتمع، لذلك فإن دكتور أحمد مستجير ترك إرثاً علمياً وثقافياً ساهم في تطور الزراعة المصرية والعربية، وألهم الكثيرين للتفكير في العلم كأداة للتغيير الإيجابي.