مصر تقلص واردات زيت عباد الشمس وتعزز التصنيع المحلي لفول الصويا

في تحول استراتيجي، خفضت مصر بشكل كبير وارداتها من زيت عباد الشمس خلال الربع الأول من السنة المالية 2024/2025، مفضلة استيراد فول الصويا وزيادة عمليات التكرير والتصنيع المحلي.
تراجع حاد في الواردات الأوروبية والروسية
وفقا لبيانات ASAP Agri، شهدت واردات مصر من زيت عباد الشمس تراجعا بمقدار 3.3 مرة، حيث انخفضت إلى 65.6 ألف طن فقط خلال الفترة سبتمبر – نوفمبر 2024، مقارنة بـ 217.5 ألف طن في نفس الفترة من العام الماضي.
وكان الاتحاد الأوروبي الأكثر تضررا، حيث توقفت الإمدادات تماما من هولندا وبلغاريا. كما انخفضت واردات الزيت الروسي بنسبة 55%، متراجعة من 88.1 ألف طن إلى 39.6 ألف طن، بينما بقيت الإمدادات الأوكرانية مستقرة.
التضخم وأزمة العملة وراء التحول إلى فول الصويا
أوضح أحمد الهواري، رئيس القسم التجاري بمجموعة المجد، أن التراجع الحاد في واردات زيت عباد الشمس يعود إلى تراجع الطلب المحلي بفعل التضخم وأزمة العملة، مما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين وتأثير مباشر على استهلاك الزيوت والحبوب.
قفزة في واردات فول الصويا
في المقابل، اتجهت مصر إلى تعزيز استيراد فول الصويا وتصنيعه محليا، حيث ارتفعت وارداته بنسبة 63.5% على أساس سنوي خلال الربع الأول من الموسم، متجاوزة مليون طن. وكانت الولايات المتحدة المستفيد الأكبر من هذا التحول، حيث قفزت صادراتها إلى مصر من 193 ألف طن إلى 741.5 ألف طن، ما يعكس توجه مصر نحو تقليل الاعتماد على الزيوت المكررة المستوردة وزيادة الإنتاج المحلي.
توجه نحو الاكتفاء الذاتي؟
يبدو أن مصر تتجه نحو استراتيجية جديدة في الأمن الغذائي تعتمد على التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات الجاهزة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة. فهل يمهد هذا التحول الطريق لتحقيق الاكتفاء الذاتي التدريجي في قطاع الزيوت النباتية؟