الأرض
الأحد 9 مارس 2025 مـ 04:17 صـ 10 رمضان 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الولايات المتحدة تواجه عجزا زراعيا تاريخيا بقيمة 49 مليار دولار

تشهد الولايات المتحدة، التي طالما اعتُبرت قوة زراعية عالمية، عجزًا تجاريًا زراعيًا متوقعًا بقيمة 49 مليار دولار هذا العام، وفقًا لتقرير وزارة الزراعة الأمريكية حول توقعات التجارة. ويعود هذا العجز بشكل رئيسي إلى الارتفاع الكبير في الواردات، خاصة من منتجات مثل الأفوكادو والقهوة، في حين تفقد المحاصيل الأساسية الأمريكية حصتها في الأسواق العالمية.

انعكاس في الميزان التجاري الزراعي
للمرة الأولى منذ عام 2023، تستورد الولايات المتحدة منتجات غذائية أكثر مما تصدره، وهو تحول عن فائضها التجاري التاريخي. وعلى الرغم من تسجيل عجز تجاري زراعي في عامي 2019 و2020 خلال الصراع التجاري مع الصين، إلا أن هذا الاتجاه لم يكن مستدامًا قبل عام 1960.
في منتدى التوقعات الزراعية التابع لوزارة الزراعة الأمريكية، أعرب مارك باورز، رئيس مجلس البستنة الشمالي الغربي، عن قلقه بشأن اعتماد الولايات المتحدة على عدد محدود من الأسواق. وأكد على أهمية تعزيز الصادرات إلى أسواق أمريكا الشمالية، مشيرًا إلى زيادة صادرات التفاح الأمريكي إلى كندا والمكسيك.
التوترات التجارية وتهديد التعريفات الجمركية
قد تؤدي المقترحات الجمركية التي طرحها الرئيس دونالد ترامب إلى تفاقم الوضع، حيث تشمل فرض ضريبة بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا، وضريبة 10% على السلع الصينية. وقد تشعل هذه السياسات موجة إجراءات انتقامية، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الواردات الغذائية وتعميق العجز التجاري.
تزايد الواردات وانخفاض الصادرات
تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية ارتفاع واردات السلع الزراعية بنسبة 6.5% لتصل إلى 219.5 مليار دولار بحلول 30 سبتمبر، مدفوعة بالطلب القوي على الأفوكادو وعصير البرتقال والقهوة. في المقابل، من المتوقع أن تنخفض الصادرات بنسبة 2.2% إلى 170.5 مليار دولار.
وذكرت وزارة الزراعة الأمريكية أن المكسيك ستواصل تصدير كميات كبيرة من الأفوكادو إلى الولايات المتحدة، حيث تعد هذه الفاكهة أكبر سلعة مستوردة، بفضل ارتفاع الطلب وتحسن ظروف الإنتاج.
المحاصيل الأمريكية في مواجهة المنافسة العالمية
تعاني المحاصيل الأساسية مثل القمح والذرة والقطن وفول الصويا من منافسة شرسة من دول مثل روسيا والبرازيل، التي تقدم منتجات بأسعار تنافسية وجودة متزايدة.
يؤكد جيم سوتر، الرئيس التنفيذي لمجلس تصدير فول الصويا الأمريكي، أن الجهود تتجه نحو الترويج للميزة البيئية لفول الصويا الأمريكي، من خلال شهادات الاستدامة والبصمة الكربونية المنخفضة. كما أشار ريان ليجراند، الرئيس التنفيذي لمجلس الحبوب الأمريكي، إلى أن الضغط التنافسي يدفع نحو التركيز على المنتجات ذات القيمة المضافة مثل الإيثانول، بدلاً من تصدير الحبوب الخام.
مستقبل التجارة الزراعية الأمريكية
مع استمرار هذا العجز التجاري، تواجه الولايات المتحدة تحديات استراتيجية تتطلب تعزيز القدرة التنافسية لمنتجاتها، وتوسيع أسواق التصدير، وإيجاد حلول مستدامة لتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية. فهل يمكن أن تستعيد هيمنتها الزراعية، أم أن الأسواق العالمية ستواصل إعادة تشكيل موازين القوى؟