الأرض
الجمعة 22 نوفمبر 2024 مـ 05:29 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
روسيا توقف صادرات الحبوب إلى الاتحاد الأوروبي بعد فرض الرسوم الجمركية الجديدة المجموعة الأوروبية تطلق أسرع وسيلة للتخلص من متبقيات المبيدات «الأغذية العالمي» يعتمد خطة لأوكرانيا بقيمة 2.1 مليار دولار «زراعة البحيرة» تقرر عدم صرف الأسمدة المدعمة لهذه الفئات «الزراعة»: نواصل متابعة المحاصيل الشتوية.. ونراقب سوق المبيدات ومكافحة القوارض والحشرات والآفات «الصحة»: خروج جميع المصابين في حادث انقلاب أتوبيس طريق الجلالة وزير التموين يفتتح سوق اليوم الواحد في حلوان بتخفيضات كبيرة الزراعة»: معدات تحسين الأراضي تزيل التعديات وتطهر المساقى والمراوي وخدمة المزارعين بالإسكندرية والبحيرة برغم فائض العرض.. موسم واعد للمانجو المصرية «الزراعة» تناشد المزارعين عدم التكالب على تقاوي البطاطس .. كميات وفيرة ستصل قريبا باكستان تواجه تحديات الاستدامة في إنتاج الأرز.. من أزمة المياه إلى انبعاثات الكربون شراكة «مصرية - سعودية» جديدة لزيادة التبادل التجاري ودعم الأسواق فى البلدين

نقص المياه يهدد 3 آلاف فدان بالبوار فى القصاصين.. والتل الكبير تغرق بمياه المجارى

أرشيفية
أرشيفية

«الإهمال الحكومى» يقتل المواطنين فى الإسماعيلية

«الأيزو» تتحول لـ«شهادة وفاة» بسبب تلوث المياه بمواسير محرمة دوليا فى سرابيوم

الأهالى: «نحلم بكوب مياه نظيف.. والتلوث يقتلنا بالبطىء»

«مزلقانات الموت» تحصد الأرواح.. والمسئولون فى «إجازة مفتوحة»

تعد محافظة الإسماعيلية من أكثر محافظات الجمهورية إنتاجاً وتصديراً للخضر والفاكهة، ويجرى التوسع فى المساحات المنزرعة بها نتيجة لاستصلاح الأراضى وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، حيث بلغت المساحة المنزرعة بالمحافظة 403253 فداناً، ويجرى استصلاح أراضى جديدة لتوسعة الرقعة الزراعية.

وحظيت الإسماعيلية بالعديد من المشروعات، التي  ساهمت بدورها في التوسع بالزراعات المحمية وترشيد مياه الري، عن طريق تنفيذ نظم الري الحديثة، وإنتاج حاصلات زراعية خالية من الآثار المتبقية من المبيدات الضارة، نظراً لزيادة الوعي لدى المزارعين، والذى تحقق من تطبيق نظم المكافحة المتكاملة واستخدام المقاومة البيولوجية، الأمر الذى يؤدي إلى حماية البيئة وتوفير حاصلات زراعية صالحة للتصدير .

وتبلغ المساحة الإجمالية للمحافظة 1.06 مليون فدان المنزرع، منها نحو403253 فدانا ويجرى استصلاح أراضٍ جديدةٍ تضاف إلى الرقعة الزراعية.

وعلى الرغم من أهمية هذه المحافظة التى تعد واحدة من أهم مدن القناة، إلا أنها تعانى الكثير من المشاكل، وعدم اهتمام المسئولين بها.

"الأرض" انطلاقا من دورها الرائد في رصد معاناة الفلاحين بجميع أنحاء الجمهورية، لحث المسئولين على الاهتمام بمشاكلهم ومحاولة تقديم الحلول السريعة والناجزة للارتقاء بالفلاح، ما ينعكس إيجاباً على إنتاج المحاصيل والارتقاء بالاقتصاد المصري.

وتمثل مياه الري أبرز مشاكل الفلاحين في القصاصين القديمة، حيث لا توجد بها إلا فتحة واحدة لا تكفي 50٪ من الأراضي الزراعية، التي تعاني من الحرمان من مياه الري في منطقة البعالوة، وتسبب ضعف إنتاج المحاصيل وبوار الأراضي الزراعية لأكثر من 3000 فدان.

وفي الوقت الذي يعاني الفلاحون ضعف المياه يجدون مستوي المياه الجوفية مرتفعاً في مناطق العهدة وأم مشاق في التل الكبير، كما تعيش تل الحطب في "برك المياه"، في ظل غياب الصرف المغطي، وهناك بعض القرى محرومة من خدمة الصرف الصحي، مثل (النجع والبعالوة الصغري والهوائية الصغري والكبري وتل ثمود وعزبة حسين عيادة).

 

مشكلة أخرى تعاني منها جميع المحافظات وليس الإسماعيلية فقط، وهي تراكم القمامة، ورصدت الأرض إغلاق أكوام القمامة نفق الثلاثيني، بالإضافة إلى تراكمها أمام المساجد والمحال والمطاعم في منطقة تعتبر أهم شوارع حى أول بمحافظة الإسماعيلية، وسط استغاثات الأهالي للمطالبة بسرعة تدخل المحليات لإنقاذهم من كارثة بيئية محققة.

"معديات الموت"

ونجد معديات قرى الإسماعيلية التي تحصد أرواح الأهالي يومياً، وتُنذِر بوقوع كوارث حقيقية، ففي الوقت الذي يناشد المواطنون المسئولين لإنشاء كوبري مشاة لتسهيل عملية عبورهم، ومنع وقوع كوارث في حالة غرق تلك المعديات، لم يتحرك أحد، وكأنهم ينتظرون وقوع كارثة على غرار غرق مركب الوراق بالجيزة أو معدية سنديون في كفر الشيخ والتي راح ضحيتهما العشرات.

يطلق عليها الأهالي "الصال" ويستخدمونها وسيلة لعبورهم الترع، "ترع الإسماعيلية – السويس – بورسعيد" وغيرها، وتجد معظمها متهالكة وغير مرخصة ولا تخضع لرقابة من شرطة المسطحات المائية، الأمر الذي يجعلها خطراً حقيقياً على أرواح المواطنين، خاصة البسطاء، حيث يستخدمها المزارعون لعبور ضفتي الترع للوصول لأراضيهم، وفى بعض الأحيان يستخدمونها لعبور الحيوانات.  

من جهته قال إبراهيم عبد الكريم، موظف، إنه يضطر لاستخدام المعديَّة يومياً للعبور الضفة الأخرى من ترعة الإسماعيلية أثناء عودته من عمله، الأمر الذي يعرضه وآخرين للخطر؛ نظراً لعدم وجود مختص بتشغيل المعديات، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من الطلبة والموظفين الذي يستخدمونها يومياً، مطالباً بضرورة إنشاء كوبري مشاة أمام عزبة عرب أبو قاسم لتسهيل عبور المواطنين.

وأضاف عبد العزيز شاهين، مدرس، أن عملية العبور اليومية للمعديات تُمثل خطراً على حياة المواطنين، خاصة الطلاب الذين يعبرون بها يومياً، للوصول إلى مدارسهم، ونظرا لتكرار حوادث الغرق في تلك المنطقة يطالب الأهالي بضرورة إنشاء كوبري مشاة لتخفيف العبء عن المواطنين، خاصة الفلاحين الذين يضطرون لعبور الترعة يومياً للوصول إلى أراضيهم، والذين يضطرون للانتظار كثيراً حتى عودة المعدية من الجانب الآخر .

ويُطالب أهالي عرب أبو قاسم وقرية أم عزام اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، بضرورة التدخل لإنشاء كوبري مشاة أمام عزبة عرب أبو قاسم لتسهيل عملية العبور لإنقاذ الأهالى من هذه الكارثة التي تُمثِّل خطراً كبيراً على أمن وسلامة المواطنين.

 

وفي سرابيوم يعاني الأهالي مشكلة مزمنة، وهى تلوث مياه الشرب، حيث يحلم أهالى قرية وتوابعها بكوب ماء نظيف، بسبب تلوث المياه التى تؤدى إلى انتشار الأمراض الخطيرة  ومنها أمراض الكبد وفيروس سى وغيرها، وبدأ الأهالي  جمع توقيعات لمقاضاة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي  بتهمة نشر الأوبئة والأمراض وقتل المواطنين مع سبق الإصرار والترصد، على حد تعبيرهم.

من جهته أكد السيد عبد الله، من سكان منطقة القرية النموذجية، أن الشركة مازالت تستخدم مواسير "الإسبستوس" المحرمة دولياً، والتي تم تركيبها منذ  أكثر من ثلاثين عاما، ورغم وعود المسئولين بتغييرها منذ سنوات، إلا أنه سرعان ما يكتشف أنها مجرد وعود رنانة ولم يتغير شىء على أرض الواقع.

«الأيزو» تتحول إلى «شهادة وفاة»

وفجّر  محمد جمعة، أحد سكان القرية، مفاجأة من العيار الثقيل، مؤكدا حصول محطة مياه الشرب بالقرية على شهادة الأيزو فى جودة المياه، وهذا حقيقى، لأن المياه تكون صالحة للشرب داخل المحطة فقط، ولكن عند خروجها للمواسير وقبل وصولها للأهالى تفقد صلاحيتها بسبب المواسير من جهة، وعدم وجود شبكة غسيل متكاملة حتى الآن، فتتحول الأيزو إلى "شهادة وفاة".

 

وأضاف المحاسب على شعبان، من أهالي القرية، أن سوء حالة المياه وعدم نظافة مأخذها بالترع، كفيل بأن تبقى سرابيوم" أكبر البؤر إصابة بـ"فيروس سي" على مستوى الجمهورية، حسب قوله.

 وأكد المهندس عبدالرحمن الزفتاوى من سكان القرية، أن الشركة لا تتردد فى مطالبة الأهالي بتركيب العدادات ودفع الفواتير، في حين أنهم لا يحصلون على أدنى حقوقهم بشرب كوب مياه نظيف، وتجدهم يشربون مياه ملوثة تقتلهم بالبطىء.

واستغاث أهالي بشارع البحري في منطقة البلابسة بجوار مساكن الهيئة بالإسماعيلية من غرق المنطقة بمياه الصرف الصحي؛ ما يؤدي لغلق المحال التجارية والورش، ويسبب خسائر فادحة لأصحابها، وتعطل مصالح الأهالي، وسط تجاهل مسئولي المحليات.

بينما سيطرت حالة من الغضب على أهالي قرية فنارة، التابعة لمركز فايد بمحافظة الإسماعيلية، بسبب غمر مياه الصرف الصحي للشوارع، والتي يصل ارتفاعها لأكثر من متر وتستمر لثلاثة أيام متتالية دون تحرك المسئولين، حسب تعبير الأهالي.

وأكد عدد من الأهالي تعرض كثير من المنازل للانهيار بيبب مياه الصرف الصحي الممتدة على الطرق، في الوقت الذي يستغيث فيه المواطنون بالمسئولين فى مدينة فايد ولم يستجيب أحد.

«مزلقانات الموت»

أما المزلقانات في سرابيوم، فحدث ولا حرج، وبالرغم من تعدد شكاوى الأهالي عقب حوادث القطارات بسبب تلك المزلقانات، خاصة بوابة مزلقان سرابيوم وأبوشلبى وأبوديب والعاشر من رمضان والعقادة والمخاضة، إلا أنها مازالت حتى الآن خطرا يهدد الأهالي يوميا، كما يعكس الصورة الحقيقية لفشل المنظومة ويمثل صداعا مزمنا في رأس الحكومة، خاصة مسئولي وزارة النقل بتصريحاتهم الرنانة حول تطوير المزلقانات، إلا أنهم عندما يأتون إلى الإسماعيلية تجدهم فى "إجازة مفتوحة"، حسب تعبير الأهالي.

والغريب في الأمر هو تكرار حوادث القطارات يوميا بسبب تلك المزلقانات في جميع أنحاء الجمهورية، إلا أن المسئولين فى خط الإسماعيلية السويس والإسماعيلية الزقازيق يرفعون شعار "لا نرى لا نسمع إلا بعد وقوع الكارثة".

من جهته قال عبد الرحمن الزفتاوى، أحد سكان قرية سرابيوم، إن مزلقان القرية تسبب فى العديد من الحوادث، بسبب عدم وجود بوابة، وهذا الطريق يتجه إلى معدية سرابيوم والسحارة الجديدة وتسير عليه سيارات نقل ثقيل كثيرة، ولابد من تحرك سريع للمسئولين ومحاسبة المقصرين فى عدم تركيب بوابة للمزلقان، وهناك أيضا أكثر من مزلقان عشوائي لابد من تقنين وضعها للحد من الحوادث اليومية.