الأرض
الجمعة 22 نوفمبر 2024 مـ 05:09 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
المجموعة الأوروبية تطلق أسرع وسيلة للتخلص من متبقيات المبيدات «الأغذية العالمي» يعتمد خطة لأوكرانيا بقيمة 2.1 مليار دولار «زراعة البحيرة» تقرر عدم صرف الأسمدة المدعمة لهذه الفئات «الزراعة»: نواصل متابعة المحاصيل الشتوية.. ونراقب سوق المبيدات ومكافحة القوارض والحشرات والآفات «الصحة»: خروج جميع المصابين في حادث انقلاب أتوبيس طريق الجلالة وزير التموين يفتتح سوق اليوم الواحد في حلوان بتخفيضات كبيرة الزراعة»: معدات تحسين الأراضي تزيل التعديات وتطهر المساقى والمراوي وخدمة المزارعين بالإسكندرية والبحيرة برغم فائض العرض.. موسم واعد للمانجو المصرية «الزراعة» تناشد المزارعين عدم التكالب على تقاوي البطاطس .. كميات وفيرة ستصل قريبا باكستان تواجه تحديات الاستدامة في إنتاج الأرز.. من أزمة المياه إلى انبعاثات الكربون شراكة «مصرية - سعودية» جديدة لزيادة التبادل التجاري ودعم الأسواق فى البلدين البرازيل: انخفاض إنتاج السكر بنسبة 24%

«الأرض» فى قرية «عزيز مصر» ويوسف بن يعقوب بالبدرشين

 

أهالى «العزيزية» يحلمون بمياه شرب نقية ورى الأراضى الزراعية

«قصر العزيز» تحول إلى «خرابة» لإلقاء المخلفات والقمامة ووكر للحيوانات

الصرف الصحى يدمر 7 آلاف فدان.. ويقتل المواطنين بالأمراض والأوبئة

الأهالى يستغيثون من «الموت البطىء».. و«المحليات»: «مفيش ميزانية»

 

تقرير: مها أشرف

محمد رزق

 

في قرية "العزيزية" التابعة لمركز البدرشين بالجيزة، عرف العالم أول حضارة فى التاريخ، عاش فوق ترابها أنبياء الله إبراهيم ويعقوب ويوسف عليهم السلام، كما ولدت السيدة هاجر، وعاشت فيها زوجة فرعون، وماشطة ابنة فرعون تلك السيدة المؤمنة التي ضربت مثالا للثبات والإيمان.

 

اشتق اسم القرية من "عزيز مصر"، الذي تناول القرآن الكريم قصة زوجته "زليخة" مع نبى الله يوسف، عليه السلام، تحول قصر العزيز أو "الكوم"، كما يطلق عليه أهالي القرية، من مكان أثري عريق إلى هضبة كبيرة من الأكوام والأتربة والأحجار، وخرابة لإلقاء المخلفات والصرف الصحي.

 أما "حوض زليخة"، والتي كانت تستخدمه زوجة عزيز مصر للاستحمام مع زوجات كبار الأمراء والأعيان وقتها، وهن النسوة اللاتي تهامسن بقصتها مع سيدنا يوسف، كما جاء في القرآن الكريم، فهو حالياً عبارة عن مساحة زراعية عند مدخل القرية، يقال إن الحوض يقع تحتها.

بالرغم مما تحويه "العزيزية" من آثار وشواهد، إلا أن أحلام أهالي القرية تتلخص في توفير مياه شرب نظيفة للشرب بدلا من الصرف الصحي الذي يجلب الأمراض والأوبئة، والتخلص أكوام القمامة التي تحاصر الأهالي، بالإضافة إلى رصف الطرق.

 

يعاني أهالي "العزيزية"، الذين يبلغ عددهم حوالي 45 ألف نسمة، من تدنى الخدمات والمرافق، فلا يوجد صرف صحي، ولا مياه نظيفة للشرب، فضلاً عن مشاكل تراكم القمامة التي تغطي الترع والمصارف، والتي يروون منها أراضيهم ما يسبب تدمير  ما يقرب من 7 آلاف فدان، فضلا عن إصابة المواطنين بالأمراض الخطيرة، ومنها فيروس سى والسرطان والحساسية وغيرها من الأمراض التي تقتل المواطنين بـ"الموت البطىء".

 

وعن مصرف 6 محيط الأثرى، قال كرم مطاوع، أحد أهالى العزيزية، إن هذا المصرف أنشئ قديما لسحب المياه الجوفية من المناطق الأثرية، التي تقع بممر حوض السيدة زليخة، ويبدأ المصرف من جوار متحف ميت رهينة الأثرى، ونظرا لأن إنشاءه تم بشكل خاطئ صار أعلى من المنازل، فأصبح يرد المياه مرة أخرى، إضافة إلى أنه لم يقم بدوره فى سحب المياه الجوفية من الآثار، وأصبح ممتلئا بالقمامة والحشرات الأمر الذي يؤرق الأهالي والأطفال ليل نهار، مناشدا محافظ الجيزة، اللواء كمال الدالي، ضرورة الالتفات إلى أوضاع القرية ومحاولة إيجاد حلول لمشاكلها لإنهاء معاناة الأهالي.

 

من جهته قال حازم الملط، مدير جمعية قرى مصر للتنمية، "إحنا مبنشربش مياه الحنفية، لأنها مليئة بالرواسب، ولا نعتمد عليها فى الشرب، والسيدات لا يستخدمنها فى تجهيز الطعام، ويقتصر استخدامها على الغسيل فقط، والسبب عدم صلاحية مواسير الاسبستوتى، والتي تم تركيبها منذ حوالى 40 سنة، وتحتاج إلى التجديد،  ونحن نعيش فى القرية على المياه اللى نشتريها من محطات التنقية الخاصة على الحال، وبقالنا 10 سنوات بنشترى الجركن المياه بجنيه ونصف، وبالرغم من ذلك ندفع فاتورة المياه للدولة، الاشتراك بـ 49 جنيها كل شهرين"، على حد تعبيره.

 

وأشار "الملط" إلى أن الوحدة الصحية بالقرية لا تقدم أية خدمات طبية، ولا يوجد بها سوى طبيبة واحدة، وتغادر الساعة 11 صباحا، والممرضين بييجوا ويمشوا بمزاجهم، فضلا عن اختفاء الأدوية أو حتى الإسعافات الأولية"، على حد قوله.

 

واستنكر شريف الحاكم، عامل ميكانيكي من أهالى القرية، الأوضاع التي وصلت إليها القرية من تدني الخدمات وغياب دور المحليات، مطالباً بتوفير أدنى حقوق المواطن وهو الحياة الكريمة، قائلا، "ياريت المسئولين يرحمونا ويهتموا بمشاكلنا شوية، من حقنا نعيش حياة آدمية، إحنا من 2005 بنشترى المياه عشان نعرف نشرب مياه نظيفة بدلا من الملوثة اللي في الحنفيات".

 

أما الحاج فرحات أبو إسماعيل، أحد فلاحي القرية فقال، "إحنا  عايشين مأساة ولا يعلم حالنا إلا الله"، مشيرا إلى انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تراكم القمامة، فضلاً عن ري 7 آلاف أفدنة بمياه الصرف الصحي الملوثة التي تدمر المحاصيل الزراعية، ولا تجلب سوى الأمراض.

 

وبصرخة عالية يقول إبراهيم مكاوي، أحد أهالي القرية، "أغيثونا من تلوث مياه الترعة التي تدمر الأراضي الزراعية بسبب مياه المجاري، وما يترتب عليها من فساد المحاصيل، فضلا عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات والباعوض الناقل للأمراض، وبالرغم من تعدد الشكاوى لمسئولي المحليات لم يتحرك أحد، على حد قوله.

 

وأضاف "مكاوي"، أن الترعة تسببت فى بوار جزء كبير من الأراضى الزراعية بسبب أن المياه الملوثة، مناشدا المسئولين النزول للقرية ومشاهدة الوضع على أرض الواقع، لإنقاذ الأهالي من كوارث محققة.

 

 

 

وأشار عبد النبى طويل، أحد أهالي القرية إلى غياب صناديق القمامة الأمر الذي تسبب في تراكم أكوام القمامة في جميع أرجاء القرية، خاصة على الترع والمصارف، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والثعابين والفئران.

 

 

من جهته أكد كرم رجب، مشرف النظافة في الوحدة المحلية بميت رهينة، تكرار ظاهرة سرقة صناديق القمامة بالقرية، مشيرا إلى أن الأهالي يتعمدون إلقاء القمامة عقب انصراف عمال النظافة من القرية، كما تم تحرير عدة محاضر لأصحاب العربات الذين يلقون الصرف على حافة الترع. 

 

وشدد مدير المتابعة والإشغالات بالوحدة المحلية في ميت رهينة على أن اختصاص الوحدة المحلية هو النظافة حول المصرف فقط، وليس نظافة الترعة والمصرف، موضحا أنه تم تقديم عدة طلبات لمجلس المدينة بضرورة توفير صناديق للقمامة فيكون الرد بأن القرى ليس لها صناديق، إضافة إلى عجز الميزانية التي تقف حائلا أمام توفير شراء الصناديق.