فيروس البلطي المزعوم.. تورط باحثون مصريون مع جهات اجنبية في تشويه صورة السمك المصري
شهدت تجارة الأسماك في مصر خاصة التصدير، أزمة كبيرة بسبب إعلان بعض المنظمات على رأسها منظمات "الفاو"، عن إصابة سمك البلطي المصري بفيروس خطير، هو السبب في نفوق البطلي المصري، وهو ما تكشف "الأرض" عن أنه مخطط لتشويه صورة البلطي المصري.
البداية كانت مع نتائج خطيرة كشفت عنها دراسة علمية لجامعة سترلنج البريطانية، التي أكدت أن سبب موت ونفوق أسماك البلطي صيفا في مصر هو فيروس خطير منتشر في "إسرائيل والإكوادور"، وذلك بعد تحليل عينات من سمك البلطي المصري، في حين أكد باحثون مصريون أن هذا بحث غير علمي ومزعوم لتدمير صناعة السمك في مصر.
وكشف تقرير صدر عن الدكتورة مني محرز، نائب الوزير للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية حول زيارة وفد من المركز الدولي للأسماك إلى مصر، عن براءة أسماك البلطي المصري من فيروس "بلطي البحيرات"، مع استمرار التواصل بين مصر والمركز فيما يتعلق بتنفيذ خطط لرفع قدرات العاملين في مجال الإنتاج السمكي وتنمية الثروة السمكية في مصر.
وقال وزير الزراعة الكتور عبد المنعم البنا، في تصريحات صحفية، إن الوفد الدولي أكد أن مصر تطبق المعايير الدولية المعنية بتبادل المعلومات حول الأمراض، وأنها حريصة على إنتاج غذائي آمن".
وأدان باحثون مصريون استناد منظمة الأغذية العالمية "الفاو" لهذة الدراسة للتحذير من البلطي المصري، والذي أشار إلى أن الفيروس الذي يدعى "TiLV" ظهر في 5 دول وهي (كولومبيا - الإكوادور - إسرائيل - وتايلاند - ومصر)، بعد تأكيد معدي الدراسة أن هناك صلة قوية بين الفيروس والارتفاع الأخير في الوفيات في البلطي المصري المستزرع.
الدراسة التي نشرتها جامعة سترلنج البريطانية، أكد أن هذا الفيروس الذي يدعى " تيلفيا ليك" يشكل تهديدا عالميا لصناعة استزراع أسماك البلطي تقدر قيمتها بحوالي 7.5 مليار دولار سنويا، وكذلك مصر باعتبارها من الدول الرائدة في مجال صناعة الأسماك والاستزراع السمكي".
وأوضح الباحثون، أنه في السنوات الخمس أو الست الأخيرة، شهدت مصر زيادة في عدد الوفيات من أسماك البلطي المستزرع في أشهر الصيف مع ارتفاع درجات حرارة المياه، مشيرين إلى أن دراساتهم الاستقصائية أكدت أن 37 في المائة من المزارع السمكية المصرية تأثرت بهذه الوفيات في عام 2015، مع ما يترتب على ذلك من أثر اقتصادي قدره 100 مليون دولار على سلسلة القيمة والاقتصاد الأوسع نطاقا.
وقال الباحثون في تقريرهم، إن تحديد سبب هذه الوفيات ومنعها يشكل أهمية كبيرة في مصر، التي تعتمد على تربية الأحياء المائية المحلية على 60٪ من الأسماك المستهلكة، وتشكل البلطي المستزرع 75٪ من هذا الإنتاج.
الدكتور محمد شهاب، استاذ وخبير الاستزراع السمكي بجامعة الإسكندرية، يقول لـ "الأرض"، إن تفاصيل الدراسة بدأت بالتشاور مع السلطات المصرية أخذا عينات (كبد- مخ- كلى-الطحال)، من 7 مزارع تأثرت بنفوق البلطي الصيفي (3 سمكات من كل مزرعة)، 4 عينات من أنسجة اسماك صحيحة من مزارع لم تتأثر.
وأشار إلى أن هذه العينات تم إرسالها إلى إلى معهد الاستزراع المائي بجامعة سترلنج-انجلترا لأختبار وجود فيروس TiLV، موضحا أنه تم عزل الفيروس بجامعة سترلنج، لكنها لم تؤكد أن نفوق السمك المصري يرجع لوجود الفيروس، و لم يتم الإفصاح عن الجهة المصرية التي تم التشاور معها، حسب ما ذكر في بحث جامعة سترلنج.
وأوضح "شهاب" أن الدراسة اعتمدت في تحديد نتائجها على تحليل عينات من 7 مزارع مصرية فقط، من كل منها 3 سمكات، لتعمم النتائج على جميع الغنتاج المصري، الذي يبلغ أكثر من 800 ألف طن بلطي سنويا، موضحا أن محافظة كفرالشيخ وحدها يتواجد بها أكثر من 7 آلاف مزرعة سمكية تنتج البلطي وأسماك العائلة البوريه بصفة أساسية).
وتسائل استاذ الاستزراع السمكي: هل تكفى هذه العينات للوصول إلى أن مرض فيروسي، منتشر في مزارع سمكية بمصر؟ مع العلم أن مزارعي أسماك مصريين، عندما لاحظوا نفوق بعض أسماك البلطي لديهم، في فترة الصيف، قاموا بوقف العلف، ثم تغيير للمياه، فتوقف النفوق.
وشدد "شهاب"، على أن المؤسسات البحثية المصرية و الجامعات، لم تقم بعزل الفيروس المزعوم، كما لم يخرج بيان سواء من هيئة الثروة السمكية أو الاتحاد التعاوني للثروة المائية أو أي جهة بحثية، ما يؤكد أو ينفى أو يجلى الحقيقة مما توفر لديه من معلومات، خصوص الفيروس المزعوم، لافتا إلى أن الملفت أن مصريا واحدا شارك في هذا البحث، وهو باحث في معهد علوم بحار.
وأضاف الدكتور إسماعيل، خبير الاستزراع السمكي بجامعة الإسكندرية، وأحد كبار العاملين في مجال الاستزراع السمكي في مصر، أن إرجاع نفوق سمك البلطي إلى فيروس مشابه لفيروس مشابه اصاب البلطي في إسرائيل و الإكوادور، يروج لها اجانب ذكروا في التقرير، و استطاعوا استقطاب بعض الأكاديميين الباحثين في مصر لأمور ضارة بمزارع مصر السمكية، و يروج له مؤسسة دولية موجوده بالعباسة - محافظة الشرقية، للتواجد في صناعة الاستزراع السمكي رسميا من خلال ما يطلق عليه بروتوكولات تعاون بين الجامعات".
ويضيف الدكتور إسماعيل رضوان ، أن هذه الحملة الضارية منهجية الغرض منها منع تسويق السمك المصري في الأسواق العالمية بعد أن يكون تم وصم الإنتاج المصري كممارسة عامة بوصمة الفيروس أو علاجه
وأشار إلى أن أزمة الفيروس فرية بدأ الترويج لها منذ حوالي عامين بالتدريج، من ناحية بعض من ذكر أسماؤهم من الأجانب، واستطاعوا استقطاب بعض الأكاديميين، الباحثين عن فرصة للتواجد في صناعة الاستزراع السمكي رسميا من خلال ما يطلق علية بروتوكولات تعاون بين الجامعات.
وأكد "رضوان"، أنه بدأ في حملات التوعية بين مزارعي كفر الشيخ وبعض مزارع البحيرة والفيوم، مؤكدا أنه من الملفت أن يظهر الفيروس فى كولومبيا، التى توجد بينها و بين البرازيل مجارى مائية و حدود، و لم يظهر فى مزارع البلطى بالبرازيل، وهى ليست قليلة، كما أن ما يلفت النظر، تأكيد منظمة "الفاو" بتفشى الفيروس فى 5 دول (كولومبيا-الإكوادور- إسرائيل- مصر – تايلاند)، بينما ما أخذ من عينات من مصر من حيث الكمية و الطريقة، لا يؤكد أقوال الفاو.
وأكد خبير الاستزراع السمكي، أنه حدث من منظمة الصحة العالمية من عدة سنوات، أن أصدرت إنذار بخصوص مرض أنفلونزا الخنازير، و لكن قيل بعدها أن كبار موظفيها تحولوا للتحقيق، بسبب خضوعهم لمصالح شركات أدوية.
وأكد الفريق الدولي، من المركز الدولي للأسماك، والذي ضم الدكتور مايكل فيليبس مدير عام البحوث بالمركز، ود هاريسون شارو القائم بأعمال المدير القطري بمصر، ود أحمد نصرالله، والدكتور ضياء قناوي، الخبيران الدوليان في الاستزراع السمكي، بحضور الدكتور جمال النجار المدير السابق للمركز الدولي للأسماك، والدكتور أيمن عمار مدير المعمل المركزي لبحوث الثروة السمكية بالعباسة، أن الأبحاث والتحاليل والمسوحات أكدت عدم وجود فيروس البحيرات في عينات البلطي النيلي المصري من سلالة العباسة.