البطاطس.. سيستمر الضعف ”الشديد” في المعروض
خبراء يطالبون بتحرك الجهات الرقابية المسؤولة عن حماية المستهلك من أضرار الاحتكار وحماية المزارع من الخسائر.
البطاطس محصول استهلاكي مهم جداً، ودعوات المقاطعة لن تفيد مع هذه النوعية من المحاصيل، نظراً لتعدد أشكال واتجاهات استهلاكها، فهي "الساندوتش" رقم "1" المتاح لسد الجوع بعد "تصغير" قرص الطعمية بسبب زيادة سعر الفول، والبطاطس هي "زينة" وجبات الديليفري، فهي أكلة الفقير والغني على السواء، وهي ثاني أعلى معدل استهلاك فرد من الخضر بعد الطماطم.
فزراعة البطاطس تؤرق مزارعيها وتحير تجارها، فقد ترفعهم موسما، وتخفضهم مواسما، "فلسعتها تحرق وزعلتها تقتل"، طيب خش في الموضوع ... الوضع ايه؟؟
الوضع مش ولابد...
فالنقص الشديد في المعروض "الوحيد" المخزن في الثلاجات، يترنح تحت وطأة "اللايقين" فقد ييأس المخزنون ويدفعون بها إلى الأسواق "العطشانة" عشان يريحو "دماغهم" من الهيصة الشغالة دي، وامامنا فجوة إنتاجية حتى ظهور ناتج العروة الحالية الذي يبدأ فى التدفق "شبه الآمن" بعد حوالي 20 يوما على الأقل، يعني بعد 20 نوفمبر 2018 وفعلياً بدأت زيادة أخرى في الاسعار اعتبارا من اليوم ...
طب وأخبار "التدفق" من العروة النيلي ايه؟
برده الوضع مش ولابد ...
نقص كبير فى انتاجية العروة النيلية والشتوية المبكرة، بسبب الأجواء الحارة أثناء موسم النمو والانتاج في بعض مناطق الانتاج (المنيا - البحيرة - اسكندرية – المنوفية - الدقهلية)، واللى هتدي محصولها بداية من منتصف نوفمبر حتى اواخر ديسمبر ..شوفو الخط الزمني ده:
مساحات البطاطس النيلية والشتوية المبكرة في الوجه القبلي بداية من الجيزة كما يلي:
* الجيزة اقل من 100 فدان معظمها عمر 35 يوم ... بداية محصولها آخر ديسمبر
* بني سويف 600 فدان عمرها ما بين 35 الي 45 يوم بداية محصولها النصف الثاني من ديسمبر
* الفيوم اقل من 50 فدان عمرها ما بين 35 الى 45 يوم بداية محصولها النصف الثاني من ديسمبر
* المنيا حوالي 5500 إلى 6000 فدان معظمها في مراكز سمالوط والمنيا ومطاي وبني مزار وابو قرقاص وملاوي ودير مواس بالترتيب، وعمرها في معظمها تعدي 55 الي 65 يوم والباقي ما بين 35 الي 45 يوم ... بداية محصولها النصف الثاني من نوفمبر وهتستمر حتى اخر ديسمبر.
* أسيوط حوالي 650 فدان في مراكز القوصية وديروط وأسيوط عمرها 35 الي 45 يوم .. بداية محصولها النصف الثاني من ديسمبر
* سوهاج أقل من 200 فدان ... عمرها ما بين 35 الي 45 يوم بداية محصولها النصف الثاني من ديسمبر
ده الوجه القبلي والعروة دي اسمها النيلي والشتوي المبكر وهتبدأ تجيب انتاج بداية من 20 الي 25 نوفمبر وتستمر حتي النصف التاني من ديسمبر .
يعني المعروض والمتدفق إلى سوق الاستهلاك أقل من من المواسم السابقة بحوالى 35-45% ، بمعنى "هيستمر سوق الاستهلاك عشطان".
وهنا لازم انصح المزارعين باحجة هامة، وهي نظراً للاجواء الحارة وشديدة الحرارة التى سادت اثناء موسم النمو للبطاطس، فحدث استنزاف وضغط كبير على النمو وتأثر وتراجع كتير ... وبعد انكسار الحرارة وسيادة جو معتدل (ليلاً) بدأ الزرع فى اعطاء نمو خضري غزير (جداً) لدرجة ان النمو اللى حصل فى الاسبوعين اللى فاتو بس بكل النمو خلال الموسم كله.
وده معناه ايه؟؟
ان العمر الحقيقي للزرع ناقص من 20 -25 يوم ولا يحسب من الزراعة والنقطة دي مهمة جداً ، لان البطاطس الان تعطي جهد غير طبيعي للنمو الخضري رغم ان العمر ده بتاع الصب والتحجيم، وعشان البطاطس تعطي محصول (ذو شأن )، لازم نصبر عليها الموسم ده وبلاش استعجال التقليع، بلاش استعجال التقليع.
عشان كمان البطاطس لا تعطي كامل محصولها إلا فى الشهر الاخير من عمرها (الحقيقي) ، وفى ظل ان السوق هيكون ماسك نفسه وحتى نص ديسمبر التاني، فبكررر تاني ... بلاش الاستعجال في التقليع ...
طب اخبار وجه بحري والدلتا ايه؟
هيخش مع المنيا مناطق من وجه بحري زي كفر الدوار وابيس ومنوف والطويلة وبلقاس وطلخا، وهيبدأو تقليع من اول ديسمبر وحتي نص يناير، وبرده الانتاجية متأثرة والمساحات قليلة من هذه المناطق
بعد كده دخلنا في العروة الشتوية "الأساسية" والمنزرعة في باقي مناطق الدلتا، ومعظمها بنزرع دلوقتي، وهيستمر الزراعة حتي نص نوفمبر ..ومنها الاراض الجديدة "الخالية من العفن البني" .. مناطق التصدير ودول بيمثلو 90 % من مساحة العروة الشتوية وبيفضل انتاجهم حتي اخر مارس .
وكده انتهت العروة الشتوية، وهنا فيه وقفة وملاحظات هامة:
للاسف المتوقع هو تقلص فى مساحات العروة الشتوية بسبب زيادة سعر تقاوي الكسر المحلي، بسبب ارتفاع سعر المعروض للمستهلك ، وانتهاء مبكر لموسم الزراعة بسبب اختفاء تقاوي الكسر المحلي، واقتصار الزراعة للشركات والمساحات الكبيرة فى المناطق الجديدة (الخالية من العفن البني).
** انخفاض متوقع فى ناتج العروة الشتوية (يناير - مارس) ..
= سوق تصدير عالمي "متحفز" ومستوعب لأي كمية يتم تصديرها وبأسعار مرتفعة، بسبب النقص غير المسبوق في إنتاج البطاطس فى أوروبا بالتحديد.
نظرة عامة GLOBAL POTATO MARKET لإنتاج البطاطس في أوروبا ، (تقارير دولية واوربية) حيث تشير التقديرات إلى انخفاض الحصاد وعائدات مخيبة للآمال للغاية.
كان الجميع يتوقعون بالفعل أن يكون الطقس الجاف خلال الأشهر الماضية له تأثير سلبي على المحصول، هل هناك تشاؤم؟ وكيف تسير الامور في اوروبا؟ وما هو الوضع في جنوب افريقيا والولايات المتحدة واستراليا؟ هذه نظرة عامة على سوق البطاطس العالمي.
أوروبا: الطقس الجاف ، الحرارة عملها معاهم ....
في شمال غرب القارة ، كان الحصاد أقل بكثير بسبب الطقس المتطرف المسجل في أشهر الصيف. وتتوقع فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا والمملكة المتحدة حجمًا أقل مقارنةً بالعام الماضي. بسبب الطقس الحار والجاف ، سيكون هناك انخفاض بنسبة 20 إلى 30 ٪ مقارنة بمتوسط الخمس سنوات.
هولندا: عوائد منخفضة
يبدو أن محصول البطاطس في هولندا تراجع بشكل حاد. مشاكل الجودة تنطوي أيضا على التحديات. بالنسبة للعديد من قطع الأراضي المفتوحة ، جاء المطر بعد فوات الأوان بعد فترة طويلة من الطقس الجاف.
#المحصلة = استمرار فى وجود فجوة انتاجية واضحة للبطاطس للسوق المحلي واستمرار السعر المرتفع طوال 2019 ...وزيادة كبيرة فى تكاليف زراعة العروة الشتوية والصيفية بحيث لن يقل تكلفة الكيلو من البطاطس عن 3 - 4 جنيهات حسب العروة ...
وكما ذكرت فى المنشورات السابقة فالحل هو "حتمية تنظيم وضبط سوق تداول البطاطس فى مصر"
ويجب مراجعة تصدير الكميات الضخمة من البطاطس المصرية "الرخيصة" للدول العربية .. ويقتصر التصدير للسوق الأعلي سعراً (الاتحاد الأوربي) ... حتى يتم استقرار سوق تداول واستهلاك البطاطس المحلية ...
يبقي احافظ على معروض معقول فى البلد بحيث يحافظ على سعر مناسب للمزارع وسعر مناسب للمستهلك ... ويقلل جدا الهوامش التسويقية اللى بتروح فى الاسواق والسلاسل الوسيطة.
وللمرة الثانية أؤكد ان الكلام ليس معناه ان نوقف التصدير "تماما" لكن تنظيمه وضبطه ...
لانه لو توقف التصدير سوف يحدث زيادة كبرة فى المعروض "اكرر كتير" ويؤدي الى خسائر "فادحة" للمزارعين والمنتجين ... بالموضوع يحتاج تنظيم وضبط بحكمة وبمعلومات دقيقة ...
وبكرر تانى ان التصدير ممكن ان يقتصر على الاسواق الاعلى سعرا زي الاتحاد الاوربي وده هيستوعب الموسم ده ما يقارب من 800 الف طن لوحده ... يعني بلاش نصدر للاسواق الرخيصة، عشان ميحصلش ازمات فى المعروض المحلي ..
الحاجة الاهم هي ... ومن واقع الخبرات المتراكمة وتعاملى مع هذا المحصول فان انتاجية فدان البطاطس "الواقعية الممكنة" تحت ظروف مناخ وتربة مصروللاصناف المتداولة يمكن ان تزيد باكثر من 40% واكثر كمان ... وفقط لا غير بجهود توعوية وارشادية فنية علمية وبدون اى زيادة فى التكاليف ، لان متوسط تكاليف انتاج الكيلو من البطاطس تحت ظروف انتاجه الان لا يقل عن 3.5 الى 4.5 جنيه.
بالتالي اكرر تانى لابد من البدأ فوراً فى تنفيذ "حملة قومية" ليست على غرار الحملات القومية للمحاصيل التقليدية ... وتكون مدعومة جيداً وتعمل وفق خطة علمية واقعية مبتكرة.
يعنى الكل لازم يشارك ... لازم يشارك وتجتمع الأيادي معاً ... زي الصورة كده
وللعروة الصيفية كلام تانى ...