خبير زراعي يحذر من التبقع البني في البطاطس
حذر الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، من ظهور التبقع البني في البطاطس، موضحًا أن المرض لا يشبه العفن البني على البطاطس أو حتي التبقع البني على الفول، كما أن أعراضه مشابهة تماما لأعراض نقص الماغنسيوم على الأصناف المبكرة ومتوسطة التبكير سريعة الصب مثل الاسبونتا والمونديال، وهذا المرض متسبب عن فطر الترناريا الترناتا المشابه لفطر الترناريا سولاني المسبب للندوة المبكرة، مضيفًا أن مرض اللفحة (الندوة) المبكرة، الناجم عن Alternaria solani ، هو مرض فطري شائع جدا موجود في معظم المناطق التي تنتج البطاطس، أما التبقع البني الناجم عن Alternaria alternate فقد اكتسب الاهتمام البالغ مؤخراً لتشابهه مع اللفحة المبكرة، وتظهر أعراض التبقع البني التي غالبا ما تعزى بشكل غير صحيح إلى انها ندوة مبكرة في وقت مبكر، حيث تعتمد المكافحة الناجحة لكلا المرضين على تحديد دقيق ونهج مخصص، وعامة يحدث المرضين في نطاق واسع من الظروف المناخية، وشدة المرض تعتمد في جزء كبير على تواتر ترطيب أوراق النباتات من هطول الأمطار، الضباب، الندى أو الري، وعلى الحالة التغذوية من أوراق النبات وعلى درجة مقاومة الأصناف.
وأشار "فهيم" إلى أن الفطر المسبب للتبقع البني يرتبط في سلوكه ارتباطًا وثيقًا بالفطر المسبب لمرض اللفحة المبكرة، ويقضي التبقع البني الشتاء مثل الجراثيم والفطريات على الأنسجة المصابة من العائلة الباذنجانية المختلفة، وتؤدي درجات الحرارة الأكثر دفئًا في الربيع إلى إطلاق الجراثيم من كل من الفطريات، والتي تتحرك بفعل الرياح والمياه على نباتات البطاطس، وعندما تتوفر الرطوبة، تنبت الأبواغ وتخترق أنسجة البطاطس، وغالباً عن طريق الجروح الموجودة، وينتج عن العدوى الأولية للمرضين أعراضًا متماثلة، بقع صغيرة داكنة على الأوراق السفلية، ومع ذلك فإن البقع على الأوراق التي لا تتطور أبدًا في الحلقات المتداخلة الداكنة والتي تميز اللفحة المبكرة، فهي تتجمع عبر الأوعية (العروق) الكبيرة حتى تتحول الأوراق الكاملة إلى اللون البني وتتدلى من النبات. يشار عادة إلى أعراض الدرنات من التبقع البني باسم الحفرة السوداء Black dot، التي تظهر على شكل ثقوب سوداء صغيرة في سطح الدرنات، ويمكن أن ينتج عن التبقع البني أيضا بقع جلدية مشابهة لتلك التي تسببها اللفحة المبكرة ، وغالبا ما يتم ملاحظتها بعد الغسيل.
ونادرا ما تتجاوز الخسائر الناتجة عن الاصابة بهذا المرض 20 في المئة ، في حالة ما إذا تركت بدون مكافحة فعالة وأحيانا يمكن أن يكون المرض مدمرًا جدًا.
وفيما يتعلق بأعراض المرض واختلافها عن أعراض الندوة المبكرة، لفت "فهيم" إلى:
*التبقع البني يظهر على الأوراق فى توقيت مبكر غالبا فى بداية الموسم عن توقيتات الندوة المبكرة.
*تزيد الإصابة بالتبقع البني فى حالة سيادة ظروف مناخية متقلبة (زيادة تذبذبات الحرارة والرطوبة والأمطار وهبوب رياح محملة بالرمال والأتربة).
*تظهر الأعراض أولاً فى الأوراق الوسطى من النباتات، أما الندوة المبكرة فتحدث غالبا على الأوراق القديمة أولاً.
*عند اشتداد الإصابة تتجمع البقع الصغيرة ولا تقتصر على العروق الكبيرة كما هو الحال في بقع الندوة المبكرة ، وفى الاصابات الشديدة بالتبقع البني تصبح الورقة كلها بنية اللون chlorotic ، وتتدلى حواف الأوراق وقد تجف لكن تبقي عالقة وقد تنتشر البقع السوداء السطحية على ساق النبات وأعناق الأوراق المصابة بشدة وفي النهاية تذبل الأوراق وتموت.
*دورة حياة الفطر تبدأ من انتشار الجراثيم "نهاراً" والمحمولة عن طريق الهواء وتسقط على الأوراق الرطبة ومع وجود الندى أو مصادر أخرى للرطوبة الليلية، ومع انخفاض الرطوبة النسبية وسرعة الرياح يحدث زيادة عدد الجراثيم المحمولة جوا بشكل عام وخاصة في منتصف النهار .
وفيما يتعلق بطرق العلاج، أشار "فهيم" إلى أن مبيدات الفطريات التي غالباً ما توصف لعلاج اللفحة المبكرة (على سبيل المثال: المنيب والمانكوزيب والكلوروثالون وهيدروكلوريد ثلاثي فينيلتين) فعالة بشكل معتدل ضد التبقع البني عند تطبيقها على فترات من سبعة إلى عشرة أيام تقريبا، والمبيدات وقائية أو علاجية مثل مانكوزيب مع مبيد نحاسي أو عند وجود إصابة الرش بالمبيدات بوليرام أف دي، فوستيل المونيوم، سكيبر بلص وغيره .