تعرف على أهم أسباب العقم في الماشية
يعرف العقم عند الأبقار بكونه خلل في الوظيفة التناسلية يؤدي إلى عدم مقدرة الأنثى على التكاثر، وهو إما أن يكون مؤقت يزول بإزالة المسبب أو أن يكون دائم وعندها لا ينفع العلاج ويكون مصير البقرة الذبح بسبب عقمها.
وفيما يلي أسباب العقم في الماشية وفق ما ذكره الدكتور علاء عكاشة، مدير إدارة الإرشاد بكفر الشيخ سابقًا، لـ"الأرض":
*أسباب العقم عند الأبقار:
-سوء التغذية
-سوء التربية
-أمراض الجهاز التناسلي
-أخطاء التلقيح الاصطناعي
*تدخل البقرة مرحلة العقم إذا مضى على ولادتها أكثر من 30-40 يوم ولم تصرف، وبالنسبة للبكاكير إذا مضى شهر على وصولها عمر التربية وهو 16-18 شهر وبلوغها وزن مقداره 320-350 كجم ولم يحدث عندها أول إصراف.
*إزالة أسباب العقم يعني الحصول على 100 مولود من كل مئة بقرة سنوياً، ولتحقيق هذه النسبة من المواليد يتوجب علينا القيام بتلقيح الأبقار في الوقت المناسب وتنفيذ أعمال الرعاية التناسلية للأبقار والبكاكير بشكل جيد وذلك من أجل تحديد نسبة العقم عندها ومن ثم معالجتها بأسرع وقت ممكن وتقدر الخسائر التي تحدث بسبب العقم عند الأبقار بمبالغ باهظة وذلك لعدم الحصول على أعداد كبيرة من المواليد ومن منتجات الأبقار من الحليب واللحم وما يؤول إليه هذا العقم من ذبح مبكر للأبقار.
وقد تفوق الخسائر الاقتصادية التي تحدث بسبب العقم مجموع الخسائر التي تسببها جميع الأمراض الأخرى مشتركة، لهذا كان التقليص من فترة العقم عند الأبقار يعني الحصول على موارد إنتاجية واقتصادية كبيرة تحقق الهدف المرجو من تربيتها.
*عادة يصرف حوالي 23-27% من الأبقار في الشهر الأول بعد الولادة و48- 50% في الشهر الثاني و18-22% في الشهر الثالث، وبذلك يكون متوسط الفترة بين الولادة والإصراف الأول حوالي شهرين وكلما حاولنا (سواء بطرق التغذية الجيدة أو التربية الجيدة) من تقليل الفترة بين الولادة والإصراف الأول كلما قللنا من فترة العقم وبالتالي ازداد المردود الاقتصادي للتربية.
ويعتبر الإخصاب مقبولاً إذا أخصب حوالي 50-60% من التلقيحة الأولى وجيداً إذا وصلت النسبة إلى 60-70% وممتازاً إذا كان أكثر من 71% لكنه لم تصل في الوقت الحالي نسبة الإخصاب من التلقيحة الأولى سواء في المحطات أو في المحافظات إلى المستوى المقبول عالمياً مما أدى لأن تكون التربية عند كثير من المربيين غير اقتصادية، ولذلك يجب تكثيف جهود الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين العاملين في مجال الإنتاج الحيواني للوصول إلى نسبة عالية من الإخصاب.
*العقم الناتج عن سوء التغذية:
-ترتبط جميع العمليات الحيوية في جسم الأنثى والمتعلقة بشكل مباشر أو غير مباشر بالتكاثر بالعوامل البيئية الخارجية وبالدرجة الأولى عامل التغذية، ويظهر تأثير سوء التغذية على الوظيفة التناسلية بأشكال متعددة منها: عدم انتظام دورات الشبق، غياب التبويض، ضمور وخمول المبايض، احتباس المشيمة، التأخير في تراجع الرحم إلى الوضع الطبيعي بعد الولادة، الموت المبكر للأجنة، ظهور تحوصلات وأجسام صفراء دائمة في المبايض، وغيرها من المشاكل التناسلية التي من شأنها أن تطيل فترة العقم عند الأبقار.
-يؤدي نقص البروتين في العليقة إلى ضعف النشاط الهرموني للغدد الداخلية الإفراز وخاصة الغدة النخامية والغدة فوق الكظرية وإلى خلل في تركيب الخمائر اللازمة لجسم الحيوان واضطرابات في الجهاز العصبي المركزي.
-جميع هذه الأمور تؤثر سلبياً على الوظيفة التناسلية مسببة عدم انتظام دورات الشبق وانخفاض في نسبة الإخصاب، ولدى فحص الجهاز التناسلي عن طريق المستقيم يلاحظ أن المبايض صلبة وصغيرة الحجم (مثل حبة البازلاء).
-يلعب أيضاً نقص المواد الكربوهيدراتية دوراً هاماً في اضطرابات الوظيفة التناسلية، لاسيما وأنه توجد علاقة بين المواد البروتينية والمواد السكرية في جسم الحيوان فلكل 100 غرام بروتين يجب أن يعطي 80-150 جرام سكر. ولهذا فإن زيادة البروتين في العليقة (عندما تعطى الأبقار أكثر من 500 جم علف مركز لكل لتر حليب أي عندما تكون أكثر من 50% من العليقة مواد بروتينية) يؤدي إلى ظهور مرض الكيتوزس (ظهور الأجسام الكيتونية في البول والحليب).
-أكبر نمو للجنين داخل الرحم يحدث في الأشهر الأخيرة من الولادة، فإذا كان وزن الجنين بعمر 7 أشهر 7- 10 كجم فإن وزنه خلال الشهرين الأخيرين يتضاعف 3-5 مرات لهذا يجب اعتبار فترة الجفاف عند الأبقار هي الفترة التي يتم فيها تعويض النقص الغذائي الذي يحدث خلال فترة الحلابة، أي أن تغذيتها في هذه الفترة يجب أن تكون متكاملة لكي نحصل على أكبر كمية ممكنة من الحليب دون أن يتأثر الوضع الإخصابي فيها في الأشهر الأولى التي تعقب الولادة.
-العامل التغذوي الأكثر أهمية في عقم الأبقار هو نقص الفيتامينات، وكما هو معروف أن الأبقار تستطيع أن تركب فيتامينات المجموعة B بفضل البكتيريا الموجودة في كروشها، أما بقية الفيتامينات A,D,E فيجب أن تحصل عليها مع العليقة.
ويعتبر فيتامين A من أهم الفيتامينات اللازمة لعمليات التكاثر من حيث تأثيره على الوظائف التناسلية، ويسميه بعض المؤلفين فيتامين التكاثر، حيث أن نقصه يسبب تقرن الأغشية المخاطية المبطنة للمجاري التناسلية ويضعف من مقاومتها للمسببات المرضية ويوقف إفرازات الغدد الرحمية والمهبلية، ومن أعراض نقصه أيضاً ضعف الخصوبة وظهور دورات شبق غير منتظمة وتشكل حويصلات وأجسام صفراء دائمة في المبايض.
كما يحدث موت مبكر للأجنة أو يحدث ولادات لأجنة ضعيفة بالإضافة إلى حدوث إجهاضات متكررة.
لايؤثر فيتامين A على انتظام دورات الشبق وإنما يؤثر على نمو الجنين داخل الرحم وكثيراً ما يسمى فيتامين الحمل، حيث أن نقصه يسبب إجهاضات متكررة وموت مبكر للأجنة.
أما بالنسبة لفيتامين D فهو يلعب دوراً في تنظيم عمليات تبادل الكالسيوم والفوسفور في الجسم ونقصه يؤدي إلى ظهور دورات شبق غير متظمة وتظهر علائم الإصراف ضعيفة مع حدوث حالات من الإصراف الخالي من التبويض وبالتالي انخفاض في نسبة الإخصاب عند الأبقار.
إضافة إلى تأثير نقص الفيتامينات على الإخصاب الذي يؤدي إلى إطالة فترة العقم هناك كثير من العناصر المعدنية الواجب توفرها بصورة متوازنة في جسم الحيوان والتي يؤدي نقصها إلى خلل في كثير من الوظائف التناسلية وبالتالي إلى إطالة فترة العقم عند الأبقار مثل الكالسيوم والفوسفور واليود والمنغنيز والكوبالت وغيرها.