الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 04:06 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
محافظ الجيزة ومدير الأمن يشهدان مراسم إجراء القرعة العلنية للحج شعبة المستوردين: تقرير ” موديز” عن الاقتصاد المصري شهادة ثقة في إدارة الاقتصاد الكلي كيف تحصل على جرار زراعي من البنك الزراعي المصرى؟ وزير التموين يبحث مع شركات زيوت الطعام آليات تعزيز التعاون لتأمين احتياجات السوق بيطري الشرقية يضبط ٣ أطنان لحوم و دواجن و أسماك مخالفة خلال الحملات التفتيشية بحوث الصحة الحيوانية يفحص ويعالج 9895 حيوان ماشية في 4 محافظات ماليزيا ترفع رسوم تصدير زيت النخيل الخام لشهر ديسمبر إلى 10% إنتاج الطماطم في إيطاليا يواجه تحديات الطقس وسوء التخطيط وعدم استقرار السوق المركزي لمتبقيات المبيدات (كيوكاب) ينتهي من تنظيم البرنامج التدريبي (نظام إدارة الجودة في معامل الاختبار طبقاً لمواصفة الأيزو مد فترة المشاركة بمسابقة تصميم الحلي ضمن فعاليات ” NEBU4 لنهاية نوفمبر الواردات العالمية من الثوم تصل إلى 742 ألف طن استقرار سعر كرتونة البيض بالشركات والمزارع اليوم الخميس 21 - 11 - 2024

الزيتون والمناخ.. تحديات كبيرة وآفاق الحل

في الآونة الأخيرة لاقى الزيتون اهتماما كبيرا من زارعيه، فهو لم يعد «شجرة» كمالة عدد  أو وسيلة خضراء «لتسقيع» الأراضي، بل أصبح زراعة وصناعة وتجارة مربحة لأصحابها وأفضل حالاً من كثير من الفاكهة الأخرى؛ بسبب التقلبات الحادة فى الأسعار أو تدهور إنتاجيتها أحياناً، إضافة إلى التكاليف الكبيرة جداً.

وأصبح مجال خصب لاستقطاب فرص عمل «متخصصة» وخبيرة، وعمالة موسمية مميزة، حيث يستوعب الفدان أكثر من 60 يومية عمل موسمية تتعدى قيمة اليومية أحياناً  250 جنيه (يومية الجمع).

كما أصبح مساهم قوي في إدرار العملة الصعبة؛ لأنه اخترق أسواق أوربية وأمريكية مهمة وحفر لنفسه اسم وسمعه طيبة تحت كلمة «منتح مصري».

المناخ:

هذا العام اصطدم الزيتون بمناخ قاسي جداً أدى إلى مشاكل كبيرة لبعض المزارع والمناطق والدول بدرجة  ستؤدي إلى نقص «حاد» في الإنتاجية، والإنتاج سيصل في بعض المزارع /المناطق/ الدول لأكثر من 30 إلى 50%.

السبب:

1.. التذبذبات الكبيرة "جداً" فى المناخ والمتمثل فى شتاء بارد طويل وربيع متقلب ما بين الصيف المبكر والشتاء المتأخر ثم الصيف المتوغل قاسي الحرارة، ورغم أن جميع أصناف الزيتون استوفت احتياجات البرودة اللازمة، ودخلت في مرحلة التزهير فعليا وبطريقة كثيفة إلا أن انقلاب الربيع إلى شتاء متأخر بارد أطال موسم التزهير لكثير من الأصناف وخاصة بيكوال - مانزانللو - كلاماتا - بعض العجيزي.

2.. التقلبات المناخية الحادة خاصة في الفترة الانتقالية بين المواسم المناخية (من الربيع إلى الصيف) وخاصة تذبذبات درجات الحرارة وزيادة فرق الليل والنهار وزيادة الرطوبة الجوية أدت إلى ارتباك الحالة الفسيولوجية للنبات؛ بسبب اختلاف مفاجيء في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص، ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب تذبذبات البخر نتح الفجائية وارتباك أكبر فى إفراز وحركة الهرمونات النباتية، وبالتالي زيادة إفراز هرمون "الإيثلين" وحدوث تفاعلات معينه أدت إلى تغيرات فى النمو واستجابات فسيولوجية غير طبيعية فى النبات أدت إلى كثير من هذه الخسائر.

3.. تعرضه لموجات خطيرة من الحرارة المرتفعة والفجائية أثناء التزهير والتلقيح والإخصاب والعقد أدى إلى تساقط الزهر أو العقد أو كلاهما.

4.. ومتوقع أن تسود الموجات الحارة المتتالية والتي ستؤثر على حجم الثمرة ونسبة الزيت وخاصة الأصناف الأجنبية.

5.. ومتوقع التأثير على «طراح» الموسم المقبل أيضاً.

وما ينطبق على مصر ينطبق على بعض الدول العربية مثل المغرب العربي وبلاد الشام  والعراق، وإن كان تأثير المناخ في بعض الدول يقتصر على نقص في الإنتاجية؛ ففي بلاد أخرى مثل تونس والمناخ والجفاف يؤثران على تدمير بساتين ومزارع الزيتون نفسه وخاصة الأصناف الأجنبية المستقدمة، لذلك وجب العمل تحت خطة فنية علمية لإدارة موسم الزيتون المقبل والمواسم التالية تحت منهج «المناخ القائد» بتفاصيل كثيرة بملامحها الأساسية التالية:

1-  إعداد الخريطة المناخية الزراعية للمناطق المنزرعة أو المناطق المقترح إنشاء بساتين الزيتون بها بحيث يتم تحليل التفاعل بين المناخ وظروف المنطقة والتربة والمياه واحتياجات الصنف ومحدداته المناخية وعلاقتها بدورات النمو وشكل الإنتاج.

2- إعداد برامج التسميد وبرامج المكافحة المتكاملة لأهم الآفات والأمراض في إطار اشتراطات التصدير تحت ظروف "المناخ المتغير".

3- دراسة تأثيرات المناخ على ظروف السوق الخارجي واحتياجاته وظروف مناطق الإنتاج للمنافسين التقليديين والمحتملين.

زيتون 2019:

بعد الانتكاسات الكبيرة فى زيتون 2018 ... اجتهد مزارعي الزيتون منذ بداية الشتاء المنصرم لهذا الموسم  في الإعداد لموسم التزهير والعقد في الزيتون، وأيديهم على قلوبهم من أن يتكرر موسم 2018 ... لكن بدأ الموسم مبشر جداً (كما ذكرت)  .... وعلي حين غرة تفاجأ البعض بتساقط كثيف لأزهار / عقد / ثمار الزيتون .

فماذا جرى بالتحديد أدى إلى تساقط ازهار/ عقد الزيتون

باختصار: الزيتون متأخر التزهير بالتحديد يعني بداية من الأسبوع الأخير من مارس (3)  والأول من شهر أبريل (4) وخاصة الأصناف الأجنبية كلاماتا وبيكوال ومانزانللو وكذلك بعض الأصناف المحلية .. فزيتون الاردن وفلسطين تضررا متمثل في تساقط الازهار وفشل التلقيح والاخصاب ثم لحقتهم سوريا وحتى الزيتون البعلي في لبنان ...وعلى ارتفاع 600 متر تساقطت معظم ازهار الزيتون ومن قبل ذلك زيتون المناطق الشرقية في المغرب والجزائر وتونس وختمت بمناطق عديدة في مصر حيث وصلت في بعض المناطق لتساقط ١٠٠٪ من الازهار أو العقد الحديث ... هذا ما حدث وما زال الأمر جاد متمثل في الانتشار المتوقع لكثير من الآفات الحشرية والمرضية والمتمثل في الحلم الايروفيدي والتربس ودودة البراعم والانثراكنوز ولاحقا تبقع عين الطاووس وذبابة ثمار الزيتون

واستعرض معكم الأسباب الأخرى غير "تقلبات المناخ"  التى أدت الى ذلك (وكل مزرعة تدرس هذه الأسباب فيما ينطبق علي ظروفها) :

أولاً: الري غيرالمنتظم وتأثيره على تساقط أزهار الزيتون:

عدم تنظيم عملية الري ، سواء بالإسراف في الري أو تعطيش الأشجار يؤدي إلى اختلال توازن الشجرة الفسيولوجي، فزيادة الري يعمل علي اختناق الجذور ... واختناق الجذور يعمل علي ضعف تنفسها واختلال في عمليات الشجرة الفسيولوجية ، وبالتالي عدم قدرتها علي الإحتفاظ بالتزهير الكثيف فيتساقط .

أما التعطيش الشديد فيؤدي إلي ضعف عام في الشجرة وخلل في قدرتها علي القيام بوظائفها الحيوية فتتساقط الأزهار .

ثانياً: دور التسميد في تساقط أزهار الزيتون:

** عدم الاهتمام بالتسميد الشتوي للشجرة يؤدي إلى بطأ معدل النمو للنباتات وبالتالي ضعف عام علي النبات... وتصبح الشجرة عاحزة علي تحمل حاجة الأزهار للغذاء ، فتتساقط معظمها .

** أما الإسراف في التسميد النتروجيني يؤدي إلي ضعف في منطقة الإنفصال وهو عنق الزهرة الملتصق بالشجرة ، مما يتسبب في حدوث تساقط طبيعي نتيجة هذا الضعف .

** ولعل عنصر الفسفور هنا هو "الزعيم" في تلك المرحلة ، حيث تستطيع الشجرة من خلاله تخزين طاقة كبيرة تساعدها علي عملية الدفع الزهري .

وبالتالي فإن عدم الإهتمام بدفعة التسميد الشتوي الفسفوري يجعل الشجرة ذات مخزون ضعيف من الطاقة ، وبالتالي عدم قدرتها علي التزهير الجيد ، وتساقط الكمية القلية المزهرة .

** كما أن عنصر البوتاسيوم يلعب دور خطير في مرحلة التحول المهمه في الزهرة إلي عقد صغير، وعدم توفره داخل أنسجة النبات يتسبب في فشل عملية العقد وتنتهي بذلك دورة حياة الزهرة فتتساقط .

** كما يجب الا نغفل عن عنصري الكالسيوم والبورون في النباتات ، وذلك لما لهما من دور مهم في العقد .

ثالثاً: دور الملوحة في تساقط الأزهار:

** ارتفاع نسبة الأملاح في التربة أو في ماء الري يسبب إجهاد عام في النبات وبالتالي عدم القدرة علي القيام بالعمليات الحيوية المهمه من تزهير وعقد وخلافه .

** ومما لا شك فيه أن ارتفاع الملوحة يخلف ضرراً بالغاً في المجموع الجذري ويجعله ضعيفاً معرضاً للإصابات المرضية بالنيماتودا أو بفطريات التربة أو كليهما .

رابعاً: الإصابات الحشرية الربيعية ودورها في تساقط أزهار الزيتون:

تنتشر بكثرة الحشرة القطنية ودودة أوراق الزيتون في الربيع مسببة تساقط كثيف في التزهير ومن الضروري هنا مراقبة الأشجار وعند ظهور الإصابة ننصح بسرعة الرش قبل أن تتمكن من إلحاق الضرر.

آفاق الحل تتلخص في نقاط محددة:

1- تحسين الحالة الصحية للزيتون وتهيئتها فسيولوجياً ان تدخل مباشرة فى التزهير المبكر (قدر الامكان) بتكثيف اضافة مركبات الطاقة فى توقيت مبكر (يناير) وعلى دفعات وعدم التوقف حتى بعد دخول الشجرة فى التزهير - يالاضافة الى تكثيف معاملات  تسريع وتثبيت العقد - وليكن نضف مارس (3) هو المكمل للتزهير قدر الامكان.

2- توفر قدر مناسب ومستمر من المياه فى منطفة الجذور من اهم عوامل استقرار الشجرة فسيولوجياً ومن الطبيعي علاج مشاكل الملوحة وارتفاع الماء الارضي تماما قبل شهر نوفمبر.

3- التخلص التام من الإصابات الحشرية والخلم والمرضية مع نهاية موسم الحصاد والجمع...

4- العمل على زيادة محتوى الكربوهيدرات في الطرحات (زيادة نسبة اللجننة) باسرع وقت ممكن لان زيادة كمية الغذاء الموجه هو العامل المحدد الاول لزيادة نسبة العقد ونجاحه ومقاومته لبعض التغيرات المناخية الحادة.

الرأي:

من الأخطاء "الفادحة" التي ارتكبها كل من أدخل أصناف أجنبية واعتمدها للإنتاج بمناطق ذات مناخات مغايرة تماما لمناخ مناطق تواجدها الأصلي. فأصناف بلدان شمال المتوسط لها خصوصيات هيكلية ذاتية تتماشى ومناخ بلدانها لكنها في مناخ جنوب المتوسط (أشعة شمس، طول الْيَوْمَ ارتفاع درجات الحرارة وووو) تتسبب لها في تغيير فسيولوجي وبيولوجي حياتي هام يجعلها غير قادرة على التأقلم بها بل وتتسبب لها في Stress دائم من أهمها طول فترة الجفاف الصيفي الذي يؤدي لازدياد النتح وطلب عالي من مياه الري في غياب تغطية الري / الأمطار لحاجياتها الدنيا للنمو والإنتاج (أكثر من 400 مِم) ... وهذا حال بعض البلدان العربية مثل ليبيا ومصر وهذه الظاهرة ستغزو رويدا رويدا بقية البلدان مثل تونس التي تلتجيء للأصناف الأجنبية في برامج التكثيف دون الاعتماد على أصنافها المحلية أو اعتماد التحسين الوراثي لأصنافها المحلية لتأهيلها لهذه البرامج.