من أين تستمد الطماطم اللون الأحمر المميز لها؟.. إليك الإجابة
كثيرًا ما نتساءل عن اللون الأحمر المميز للطماطم ومن أين تستمده، ولماذا هو دليل على جودتها، وما هي آثارها الصحية، ويجيب عن هذا التساؤل المهندس محمد إبراهيم صالح، أخصائي الإرشاد البستاني بأشمون في المنوفية.
هذا اللون تستمده حبة الطماطم من مادة الليكوبين، وبالإنجليزية هي Lycopene، وهي مادة صبغية ذات لون أحمر ونتيجة لتوافر هذه الصبغة في الثمار بنسب مرتفعة فإنها تُكسبها ذلك اللون الأحمر.
-لماذا اللون الأحمر دليل جودة الطماطم؟
الفوائد التي تعود على الجسم بكثير من المنافع تنبع من مادة الليكوبين، التي لها العديد من الخواص الصحية الوقائية والعلاجية، وكلما كانت الطماطم أكثر حُمرة كان ذلك دليلاً على ارتفاع معدلات صبغة الليكوبين بها مما يعني مضاعفة القيمة الغذائية لها ومضاعفة الفوائد الصحية التي ينالها الإنسان من تناولها.
-ما هي الآثار الصحية لتلك المادة؟
تم تناول هذه المادة وخواصها من قبل العديد من الفرق البحثية حول العالم والنتائج التي توصلوا إليها أقل ما توصف به هو إنها سحرية، وكفيلة بأن تجعل مادة الليكوبين واحدة من أهم المواد والعناصر الغذائية، وتجعل من الطماطم غذاء رئيسياً على موائدنا.
1-معززة للمناعة :
كشفت الدراسات إن مادة الليكوبين المحتوية عليها الطماطم هي من أكثر المواد المضادة للتأكسد فعالية، وعليه فإنها تحمي خلايا الجسم من أضرار العوامل البيئية ومن ثم فإنها تمثل إحدى سبل تعزيز جهاز المناعة البشري، ويحقق الليكوبين تلك الوقاية بصفة عامة أي إنه يحسن الحالة الصحية العامة للإنسان ويحد من احتمالات تعرضه لمختلف الأمراض.
2-واقي من السرطان :
تعمل صبغة الطماطم الحمراء أيضاً على مكافحة مرض السرطان على وجه الخصوص سرطان الجهاز الهضمي وسرطان البروستات، وقد وجدت الدراسات إن الرجال ممن يحصلون على مقدار 6 ملجم من الليكوبين يومياً انخفضت لديهم احتمالات التعرض لمرض تضخم البروستات بنسبة 21%، مقارنة بهؤلاء ممن حصلوا على نسب أقل منه.
3-واقية للجلد :
مادة الليكوبين المتوفرة في الطماطم أيضاً لها خواص تجميلية فهي تحفظ نضارة البشرة ونعومتها، وذلك لأنها تقضي على الجذور الحرة التي تمثل تهديد لصحتها، هذا بجانب انها تحارب أعراض الشيخوخة فتحد من ظهور التجاعيد والانكماشات وتشقق الجلد، كما انها تعد عامل وقائي ضد أشعة الشمس الضارة والتي تمثل تهديداً على الجلد قد يصل لحد حدوث الإصابة بمرض سرطان الجلد.
4-حماية القلب :
كشفت الدراسات إن غالبية حالات الإصابة بمشكلات صحية متعلقة بسلامة القلب، مثل التعرض لأزمات القلبية المفاجئة أو الإصابة بحالة من انسداد الشرايين وتصلبها كان السبب الرئيسي المؤدي إليها هو انخفاض نسبة الليكوبين في الدم، ومن ثم يمكننا افتراض إن الحرص على زيادة نسبه، يؤدي بالضرورة إلى حماية عضلة القلب ويحمي الشرايين ويحد من احتمالات تعرض كلاهما لأية مشكلات صحية، خاصة لمن هم بالمرحلة العمرية المسماه مرحلة منتصف العمر.
-كيف تستفاد من الطماطم الحمراء؟
1-لا تتناول عصير الطماطم :
عصير الطماطم هو أحد ألذ أنواع العصائر الطبيعية وأطيبها مذاقاً، لكن إن كنت تعتمد على تناوله في الحصول على مادة الليكوبين، فإنك بذلك ترتكب خطأ جسيماً في حق صحتك، وتهدر القيمة الغذائية لثمار الطماطم وتحرم صحتك العامة منها، إذ أن الدراسات العلمية وجدت إن الجسم يصعب عليه امتصاص الليكوبين المتوفر بـالطماطم المعصورة.
2-أضف زيت الذرة :
صحيح إن جسم الإنسان يمكنه امتصاص الليكوبين من الطماطم النيئة، وإن تناول السلطة الخضراء المحتوية عليها أمر كافي لاغتنام فوائده، ولكن هذا لا يمنع من إضافة بعض العوامل المُعززة، التي تسهل من عملية امتصاص خلايا الجسم لمادة الليكوبين الصبغية والاستفادة منها، ومن بين المواد الفعالة في هذا الخصوص زيت الذرة، لذا ينصح خبراء التغذية بإضافة القليل منه إلى سلطة الطماطم.
3-تناول الطماطم المُصنعة :
إن الطماطم لا يستعان بها في الأكلات المطهية إلا معصورة، فهل هذا يعني إن من يتناولونها بهذا الشكل لابد أن يحرموا من فوائد الليكوبين، أخيراً تمكن خبراء التغذية من الإجابة على هذا السؤال بـ”لا”، وذلك بعدما قادتهم أبحاثهم إلى إدراك القيمة الغذائية للطماطم المُصنعة، والتي من بينها إن مادة الليكوبين تتوفر بها بنسبة مرتفعة، فإن كان لابد من طهي ثمار الطماطم مع الوجبات المختلفة، لا تقم باستخدامها معصورة لهذا الغرض، إنما يُفضل الاستعاضة عن ذلك بمنتجات معجون الطماطم أو الصلصة.
4-تناول المواد الغذائية الأخرى :
لتحقيق الاستفادة الكاملة من مادة الليكوبين الصبغية، يُنصح بعدم الاعتماد بشكل كامل على ثمار الطماطم كمصدر لها، فصحيح إنها أكثر الثمار احتواءً على هذه المادة بمقارنة النسب، لكن في النهاية فإنها ليست الغذاء الوحيد الذي يحتوي عليها، ولضمان الحصول على نسبة كافية من مادة الليكوبين والاستفادة بآثارها الصحية، يمكن تضمين هذه المواد إلى النظام الغذائي المتبع، ومنها التالي:
البطيخ
الجوافة
جريب فروت
الشمام
هذه الأطعمة جميعها تحتوي على مادة الليكوبين بنسبة أقل من الطماطم، لكن هذا لا يعني إهمالها أو الاستهانة بها، فتناولها يضمن حصول الجسم على القدر اللازم له من مادة الليكوبين الحمراء، وبالتالي اغتنام الآثار الصحية الإيجابية العديدة التي تنتج عنها.