الأرض
الأحد 24 نوفمبر 2024 مـ 09:17 مـ 23 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

لمواجهة تأثيرات التغير المناخي على الزيتون.. انتبه لهذه الإجراءات

يعتبر الزيتون أحد أبرز المحاصيل التي تأثرت بالتغيرات المناخية، حيث وقعت معظم مناطق إنتاج الزيتون فى مصر تحت نطاق الصيف شديد الحرارة والخريف الحار، مما أدى إلى حدوث مشاكل نضج مبكر وتحجيم ضعيف وتساقط للثمار لبعض الأصناف، كما زادت دورات النمو الصيفية عن الحد وشغلت الشجرة عن مهمتها الأساسية فى تحجيم ونضج الثمار، وتوسع الشجرة في فترة النمو للدورة الصيفية أدى إلى استنزاف معظم الكربوهيدرات المخزنة في الطرحات والتي كان من المفترض أن تقضى بها فصل الشتاء كي تبدأ في استهلاكها مع بدايات الربيع لأجل موسم الازهار الجديد.

وأوضح الدكتور محمد علي فهيم، أستاذ المناخ الزراعي بمركز البحوث الزراعية، أنه يجب العمل على زيادة محتوى الكربوهيدرات في الطرحات (زيادة نسبة اللجننة) بأسرع وقت ممكن لأن زيادة كمية الغذاء الموجه هو العامل المحدد الأول لزيادة نسبة العقد ونجاحه ومقاومته لبعض التغيرات المناخية الحادة، مشيرًا إلى أن توافر الكربوهيدرات ونقلها أمر حيوي لبدء الإزهار في الزيتون بشرط توفر الظروف المحفزة والتي تعتمد على الظروف البيئية والتوازن الأيضي السائد، ونظرًا لأن عملية الحث الزهري والإزهار عملية إستقلابية تستهلك طاقة فإن الحاجة إلى زيادة الطلب على الكربوهيدرات عند الإزهار واضحة.

وأضاف أن الزياة في الكربوهيدرات تصاحب التغيرات في الهرمونات النباتية وإنخفاض مستويات الجبيريلينات من شأنه أن يؤيد بناء الكربوهيدرات البسيطة، حيث أن أحد التأثيرات الرئيسية للجبريلين هو تعبئة الكربوهيدرات عن طريق تحفيز تحللها إلى السكريات البسيطة وبالتالي فإن البيئة التي يكون فيها الجبرلين مرتفعًا لا يمكن أن يحدث فيها تراكم للنشا، ومع ذلك يجب أن ينخفض تركيز الجبريلين لأدنى مستوى لإظهار ميل تراكم الكربوهيدرات وبدء الإزهار.

ولفت "فهيم" إلى أن سبب زيادة الطلب على الكربوهيدرات لتحسين معدل التمثيل الضوئي كنتيجة لزيادة كفاءة التمثيل الضوئي المطلوبة لتشجيع عملية الحث الزهري والتزهير، علاوة على ذلك تتطلب الحركة الإتجاهية للسكريات من أوراق التمثيل الضوئي إلى الأنسجة طاقة عالية، وقد يساعد التدفق الكتلي للسكريات المستوعبة من الأوراق في نقل أحد محفزات florigenic إلى اللحاء لتسهيل إنتاج البراعم الزهرية.

وأوضح "فهيم" أهم العناصر الغذائية التي تلعب دورا هاما في زيادة نسبة الكربوهيدرات في أشجار الزيتون خلال فترة التخزين وقبل مرحلة التكشف الزهري في أشجار الزيتون والتي تؤدي إلى زيادة نسبة التزهير والعقد النهائي، وهي البوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم والبورون والزنك والمولبيدنيوم.

وأفاد أنه يجب العمل على زيادة تعرض أجزاء كبيرة من الشجرة للهواء البارد أثناء هذا الشتاء بمعنى أن يكون التقليم فاتحًا قلب (حجر) الشجرة ناحية الاتجاه الشمالى والشمالى الغربي قدر الإمكان لكي تستفيد الشجرة من أقل نسبة برودة متوفرة في هذا الشتاء، لذا يجب تسميد البورون مرة في آخر شهر نوفمبر (بوريك أسيد) ربع كيلو للفدان، ومرة في 15/1 (بوريك أسيد) ربع كيلو للفدان، ومرة ثالثة في 15/2 نفس المركب ونفس المعدل، وفي الخدمة الشتوية يجب الاهتمام بإضافة المركبات التي ينتج عن تحللها زيادة فى تخزين الكربوهيدرات مثل الكمبوست وسلفات النشادر، بالإضافة إلى المركبات الداعمة مثل سلفات الماغنسيوم (5-7 ك كمبوست + 100 جم سلفات نشادر + 30 جم سلفات ماغنسيوم) / شجرة.

وأضاف أنه يجب الاهتمام بتسميد ورش سماد عالي الفوسفور في صورة  NBK 10-60-10فى أواخر ديسمبر، بمعدل 2 جم لكل لتر ماء، وذلك لتخزين الفوسفور (عنصر الطاقة) بكمية كافية تساعد على نمو البراعم الزهرية مطلع مارس، مع مراعاة عدم الإسراف في استخدام البوتاسيوم خلال نوفمبر وبداية ديسمبر الحالي، حتى لا تتجه الأشجار إلى التخشب (زيادة حجم الأخشاب على حساب البراعم الزهرية والخضرية)، ويكفي 2 كيلو سلفات البوتاسيوم 0-0-50/ للفدان، للأشجار التي يزيد عمرها على سبعة أعوام.

وذكر أن الري المتوازن ضرورة حتمية لأشجار الزيتون، ومع انخفاض درجات الحرارة، لذا يصبح الري بمعدلات متوسطة ثابتة، وفِي فترات معتادة هو الأمثل، حيث تؤدي ذبذبة معدلات وأوقات الري إلى خلل فيسيولوجي للأشجار، مع العمل على زيادة تعرض أجزاء كبيرة من الشجرة للهواء البارد أثناء هذا الشتاء بمعنى أن يكون التقليم فاتحًا قلب (حجر) الشجرة ناحية الاتجاه الشمالى والشمالى الغربي قدر الإمكان لكي تستفيد الشجرة من أقل نسبة برودة متوفرة في هذا الشتاء، إلى جانب عمل بعض الاجراءات التي تقلل من انبعاثات حرارة التربة أثناء فصل الصيف.