محلات العطارة مفيدة ام مضرة لعلاج كورونا.. خبير يجيب
سبع شهور (تقريبًا) على ظهور «كوفيد -19»، إلا أن العالم حتى الآن لم يتوصل إلى علاج فعال للمرض الذي استطاع الفتك بعشرات الآلاف من البشر، وإصابة الملايين، وتسبب في تعطيل الحياة على وجه الأرض، إلا أن المسألة اختلفت 180 درجة عند بعض العطارين الذين وجدوا في فيه وسيلة للربح (غير المشروع) وهم يقدمون وصفات للناس لا يعترف بها الطب.
وقع الكثيرون في الفخ، وأقبلوا على شراء تلك الأعشاب التي يقدمها إليهم العطار على أنها الدواء من كورونا، وهو يتحدث إليهم كأنه خبير في الطب، ويقسم لهم بأغلظ الأيمان أن الوصفة مجربة وشفت العديد من المرضى، ما يجعل البسطاء يصدقونه ويدفعوا له مقابل «لا شئ».
يعتمد العطارون على أن خلطة الأعشاب التي يبيعونها للجمهور، لا ضرر منها، ولا تؤدي إلى مضاعفات، وفي الوقت نفسه إذا شفي المريض بدونها، يمكنهم أن ينسبوا النجاح لأنفسهم.
تجارة المرض انتشرت بطريقة واسعة خاصة في الأحياء الشعبية التي يتكاسل فيها المواطنون عن الذهاب إلى المستشفيات، أو يبحثون عن حل رخيص، بعيدا عن الآشعة، والتحاليل التي تكلفهم الشئ الفولاني ليجدون أنفسهم أمام محلات العطارة التي تتعامل معهم على قدر ما في جيوبهم، للحصول على أي نقود منهم.
ولم تقف المسألة عند جشع هؤلاء التجار ولكنها امتدت إلى السوشيال ميديا باعتبارها وسيلة إعلانية سريعة الانتشار من خلال صفحات «الطب النبوي»، ليتم فيها عرض تلك الوصفات، والسعر «إنبوكس»!.
تنوعت الأعشاب المعروضة بين المضادة للفيروسات، ورفع جهاز المناعة، والخاصة بالجهاز التنفسى، وتقليل ضغط الدم ومانعة للتجلط وضبط نسبة السكر في الدم، وتقليل أعراض آلام وتكسير الجسم، وغير ذلك.
ويؤكد د. عبد الباسط إدريس مدير إدارة الطب الوقائي السابق بالأقصر، أن المعلومات المغلوطة التي يروج لها بعض العطارين والتجار ممن يستغلون المرضى للحصول على الأموال، خطرة جدًا على صحة الإنسان.
ويطالب كل شخص بمراجعة الطبيب أولًا عند الحصول على علاج معين، لأن هذا اختصاصه، موضحًا بأنه لا يوجد حتى الآن علاج فعال لوباء كورنا.
ويضيف: لو وجد فإن منظمة الصحة العالمية هي أول ما سيقوم بإدراجه، في بروتوكول العلاج، أو من خلال موقعها على شبكة الإنترنت، لافتًا أن كل ما يحدث مجرد عمليات نصب على المواطن البسيط.
ويحذر ممن يستخدمون اسم الطب النبوي لدغدغة مشاعر المرضى، وإيهامهم بأن الوصفة صحيحة، مستغلين قلة الوعي لدى العديد من الأشخاص الذين يعتقدون أن الأعشاب لا خطر منها، وهذا الكلام ليس صحيحا في المطلق، فهناك أعشاب ضارة جدا بالبعض ممن يعانون من أمراض معينة، ما يعني تفاقهم الأمور، وحدوث كوارث نحن في غنى عنها.
ويشير د. عبد الباسط إلى دراسة صينية بشأن دور الأدوية العشبية في الوقاية من عدوى كورونا، أكدت على تحذير الخبراء من تناولها في المطلق، حيث يمكن أن تؤدى تلك الأدوية إلى زيادة فرص التعرض لمشكلات صحية غير مرغوب فيها.
ويلفت إلى أن انتشار معلومات خاطئة على صفحات التواصل الاجتماعي من غير المتخصصين من مدمني الـ«كوبي بيست»، في القت الذي يتعامل فيه الآخرون مع تلك المعلومات على أنها حقائق لا تقبل الشك، في حين أنها صادرة عن أشخاص يجلسون على المساطب!.