ملكة الذهب الأحمر.. آية تدرس الآداب وتهذب الفراولة لتهديها إلى العالم
7 ساعات يوميا تقضيها آية عيد طالبة كلية الاداب بجامعة بنها، أمام أطنان الفراولة الطازجة التي احضرها العمال لتوهم إلى محطة جويلي فارم لتجهيز وتعبأة الفروالة المجهزة لتعبر البحار إلى بلاد الغرب البعيدة التي تنتظر كل شتاء ما لذ وطاب من الذهب الأحمر صنيعة فلاحين مصر وأرضها الطيبة.
تمسك آية بسكين صغير وحاد وتوجه ضربات دقيقة ومحسوبة، بمهارة لحبات الفراولة لتجهيزها للتعبأة والتصدير لتصل إلي أسواق أوروبا وأمريكا لتكتب قصة تفوق الفراولة المصرية وتفردها بين أقرنها في العالم.
تمتلك آية مهارتان وهما القدرة على الاستمرار في مشوار التعليم المرهق وأن تجهز يومياً ما يقارب ربع طن من الفراولة الممتازة دون كلل، فهي من هؤلاء اللذين اختارو أن تثقلهم الحياه بتجاربها المختلفة خاصة إن كان العمل في محطة جويلي فارم يوفر لها دخل جيد يساعدها على مواصلة طريقها إلى التميز العلمي والمهني أيضا، فمن يدري فقد تنجذب آية إلى "نداهة" الفراولة يوماً ما وتقرر أن تصنع قصة جديدة مع الفراولة تكون فيها مالكة لمحطة او مزرعة في سوق تحكمه المرونة وميزانه الاجتهاد.
تعتبر آية واحدة من جنود صناعة السمعة البراقة للفراولة المصرية في العالم، فخلال السنوات الآخيرة صعدت صادرات مصر من الفراولة عدة مراتب لتحتل مراكز متقدمة في الأسواق الدولية، خاصة في بريطانيا والولايات المتحدة الذي يحتل ذهبنا الأحمر الصدارة في كثير من سلاسل السوبر ماركت الكبيرة فيها.
وتتركز خبرات زراعة الفراولة في مصر في محافظات القليوبية والبحيرة إلى جانب الإسماعيلية، ويمتلك السوق المصري الريادة في تصدير الفراولة المجمدة للعالم بكميات سجلت عام 2019 قرابة 140 ألف طن تمثل 20% من السوق العالمي للفراولة المجمدة وبقيمة وصلت إلى165 مليون دولار وفقا إحصاء عام 2019، إلى جانب تصدير 20 ألف طن من الفراولة الطازجة، والتي تعتبر احدي السلع الزراعية المطلوبة بشدة خلال فترة احتفالات الكريسماس وتستهلك منها الأسواق الاوربية والامريكية كميات كبيرة.