الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 09:22 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

أصل حكاية تلطيخ اليد بالدماء عند المصريين .. وسر الاعتزاز بـ ”الكفوف الحمراء” عند ذبح الأضاحي؟

أيام قليلة ويقترب المسلمين من من أحد أغلى المناسبات الدينية الروحانية، عيد الأضحى المبارك، حيث نعيش اجوائها حالياً، ازدحام الشوارع بشوادر الاضاحي بمختلف انواعها، وتشهد تجارة الماشية حالة رواج كبيرة خاصة الأغنام.

في هذه المناسبة، هناك ما يميزها بشدة، وهي "الكف الأحمر"، حيث تمتليء الجدران بالكفوف الحمراء نتيجة ذبح الأضاحى، والتي تعد أشهر حكايات العيد الكبير بما يتخلله من طقوس مقدسة يعاد تكرارها كل عام في هذا التوقيت.
كثيرين لا يعلمون حقيقة الكفوف الحمراء المطبوعة على الجدران، ولكن هناك روايات تروي حكايات وقصص وراء سر هذه العادة عند ذبح الأضحية، حيث تتناثر الكفوف الملطخة بالدماء لتطبع بصماتها هنا وهناك.
هناك من يظن ان عادة "طباعة الكف بالدم" من الشعائر الدينية لدي المسلمين، وآخرون يظنون انها جزء أصيل من الموروث الشعبي عند المصريين.
وفي الحقيقة لا ندري أصل الحكاية، هل وضع الأيدي في دماء الأضحية وطبع الكفوف على البيوت والأبواب وايضاً وضعها على الأجساد البشرية مجرد عادة شائعة، أم هناك قصة غريبة وراء فعل ذلك.

الجزارين وعامة الناس والمشاهير أيضاً :
تبدأ العادة، التي تأخذ مكانة خاصة في مصر، عندما تتم عملية ذبح الماشية والخراف، ثم تظهر الكفوف الحمراء الدموية على واجهة المنازل والسيارات.
و يقوم صاحب الأضحية بغمس كفيه في دماء الذبيحة الساخنة، وطبعها على الحوائط والسيارات، فيما يعرف بـ"خمسة وخميسة" ليمنع العين ويبعد شر الحسد.
في الواقع، هذه العادة لا ترتبط بعملية ذبح الاضحية في العيد الكبير، فالمصريون عندما يشترون منزلاً جديداً أو سيارة، يتصورون أن عملية الذبح قد تنجيهم من عين الحاسد.
كما ان الأمر لا يقتصر فقط على الجزارين أو "عامة" المصريين، لكنها عادة يحرص عليها العديد من نجوم المجتمع والمشاهير والفنانين، ولعل أشهرهم، الراقصة والفنانة فيفي عبدة و الراقصة دينا، والتي نجدهن ينشرون صور لهن عقب كل عملية ذبح في عيد الأضحى ويداهن ملطختان بالدماء.

أشهر الروايات : "إله الشر .. كف مريم .. يد فاطمة" :
هناك من يقول ان وراء هذه العادة، أمر أسطوري، والاعتقاد في قدرات خارقة له إلى الحضارة المصرية القديمة، بحسب خبراء الاثار المصريين، حيث يقال أن "الدماء ترمز لـ"ست" إله الشر عند المصريين، ووضع المصريون القدماء الكفّ الدموي على الجدران معتقدين أنهم بذلك يطردون الأرواح الشريرة".
وهناك الكثير من الأبحاث التاريخية تؤكد أن هذه العادة عرفت في العهد القديم عند يهود مصر: "ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر".
و أنه على الرغم من خروج اليهود من مصر، إلا أن بعض عاداتهم بقيت، حيث اعتقدوا أن الأصابع الخمسة تشير إلى الحواس الخمس، وأطلقوا عليها اسم "يد مريم"، في إشارة منهم إلى السيدة مريم العذراء، واعتقدوا أن وضعها في عنق المرأة الحامل أو الطفل الوليد، يصرف عنهم الشر ويمنحهم الصحة والعافية.
ثم اخترق العادة المصرية القديمة "الفكر الإسلامي" بعد دخول الإسلام مصر، بل وأطلق عليها كفّ فاطمة، نسبة إلى فاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد خاتم الانبياء، و أن الأصابع الخمسة تشير إلى آيات سورة الفلق الخمس التي تمنع الحسد والعين" .

عادة خطيرة على الصحة.. تنقل فيروسات السنط والفارسيلا وارتيكارية الجلد :
يسبب ملامسة دماء الأضحية والعبث بها بطبع الكفوف، انتقال بعض الفيروسات لجسم الإنسان، وأبرزها فيروس السنط والمعروف بعين السمكة، وذلك وفق تصريحات الدكتور أحمد البدوي أستاذ الأمراض الجلدية بالمعهد القومي للبحوث.
ويصاب به الشخص عند ملامسة دم ماشية ملوث، وينتج عنه ظهور حبوب عين سمكة ناعمة الملمس وبلون مقارب للون البشرة وتظهر بصورة واضحة في منطقتي الوجه والرقبة، وتعتبر من أكثر الأمراض خطورة نظرًا لسرعة انتشارها.
ومن ضمن الفيروسات التي تصيب الإنسان عند ملامسة الدم فيروس الفارسيلا، ويظهر على هيئة حبوب حمراء تنتشر في أجزاء الجسم وتثير الشعور بالحكة.
كما أن فيروس بروسيلا ينتقل أيضًا بسبب ملامسة الدم، ويتسبب في الإصابة بالإسهال والقيء، كما يسبب التعرض للحساسية الشديدة والتي تظهر في صورة بقع على الجلد.
ونصح الاطباء بارتداء القفازات عند التعامل مع الأضحية بعد الذبح في عيد الأضحى، وبتطهير الأيدي جيدًا عند ملامسة الدم باستخدام الليمون والخل وخل التفاح، لاحتوائهم على مواد مضادة للفيروسات.
كما حذر اطباء الامراض الجلدية من لمس أي جزء من "الأضحية" بعد الذبح بشكل مباشر، حيث ان "ملامسة الجلد لدماء الذبيحة يعرّض صاحبه للإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية، كمرض البروسيلات، وهي عدوى بكتيرية تؤدي إلى الحمى والإرهاق، وألم المفاصل وفقدان الشهية، ويحتاج علاجها مدة طويلة، كما أن لمس اليد للدماء قد يؤدي إلى ارتيكارية تلامسية، أكزيما وتهيج الجلد".
أما عن شائعة تناول الكبد نيئاً يزيد من قدرة الرجال الجنسية، فأكد الخبراء أنه لا يوجد دليل علمي على ذلك: "هذا كلام عار تماماً من الصحة، بل قد يؤدي إلى أمراض خطيرة، مثل السالمونيلا و الشيجيلا والبكتيريا القولونية، وهذه أنواع مختلفة من البكتيريا تؤدي إلي تسمم غذائي في صورة غثيان، قيء وإسهال أو إسهال وحمّى، لذلك يجب التوقف عن هذه العادات فوراً".