احذروا الاحتراق النفسي!!.. فإنه يلتهم الصحة.
إذا شعرت يوماً أنك لا ترغب في الذهاب إلى العمل أو القيام بمسؤولياتك وواجباتك اليومية أو حتى لا ترغب في الاستيقاظ من النوم بعد ساعات نومٍ طويلة، فاحذر أن تكون مصاباً "بمتلازمة الاحتراق النفسي".
ولم تقتصر هذه المتلازمة على تلك الأعراض فقط، بل تتطرق إلى الشعور بالخواء أو الفراغ الداخلى، عدم تقدير الذات وفقدان الثقة بها، الفتور العاطفي اتجاه كل أوجه الحياه، الإحباط وتنتهي بالاكتئاب الذي يهوي بك إلى الأمراض النفسية والجسدية.
وقد أشارت كثير من الدراسات على ارتفاع نسبة المصابين بالاضطرابات النفسية والقلق والاكتئاب الناتجين عن متلازمة الاحتراق النفسي إلى أكثر من الضعف على مستوى كثير من بلدان العالم وخاصة بعد جائحة كورونا، مما أدى إلى إقبال الكثير على تناول الأدوية المضادة للاكتئاب أو تعاطي المخدرات والافراط في التدخين وتناول الكحوليات، هذا بالإضافة إلى السلوكيات الحياتية والغذائية الخاطئة.
وقد ارتبطت متلازمة الاحتراق النفسي بالانهاك الوظيفي منذ تم اكتشافها عام 1974، حيث أصيب بها كثير ممن كانوا يعملون لعدة ساعات في اليوم دون راحة مع ممارسة ضغوط عليهم من الزملاء أو المدراء وغياب التقدير، مما أثر سلباً على أدائهم الوظيفي، بل وكرههم لوظائفهم.
ومع الاستمرار في الإرهاق الدائم في العمل وعدم توفر الوقت لإعطاء الجسم احتياجاته من الراحة والنوم الجيد وممارسة الحياة الاجتماعية بشكل صحي، يصاب الشخص بتلك المتلازمة التي تؤثر سلباً على صحته النفسية والجسدية، فيلاصقه الأرق، الصداع، الأوجاع، عدم التركيز، الأرق، ارتفاع ضغط الدم والجلطات.
ولم تعد هذه الظاهرة قاصرة على طبيعة العمل القاسي، بل هناك الكثير ممن يجعلون من حياتهم العادية لهيباً يلتهم أنفسهم وأجسادهم، هؤلاء من يكبلون أنفسهم كل يوم بأعباءٍ متعددة،
يريدون إنجازها يومياً، كلٌ بنفس القدر من الكفاءة والجودة.
وإننا لنجد هؤلاء الباحثين دائماً عن الكمال، متجاهلين قدراتهم وامكانياتهم النفسية والجسدية، يضغطون على أنفسهم لتلبية احتياج كل المحيطين، ومتجاهلين احتياجاتهم، وتكون النتيجة الانهيار الداخلي والاستنزاف النفسي والجسدي والطاقي، فيصبحون بلا حوافز لاستمرار الحياة.
وحتى لا تُلتهم نفسك، عليك بالانتباه الدائم لصوت جسدك، استمع جيداً لنداءاته، إذا أراد النوم فلتطاوعه، وإذا طلب منك الراحة لبي النداء فوراً.
وعليك كل صباح بترتيب أولوياتك لتبدأ بأهمها ثم ما يليها في الأهمية، ولا تهدر وقتك في مطالعة السوشيال ميديا قبل أن تنجز مهامك حتى لا تضغط نفسك.
لا تكلف نفسك إلا وسعها، تعود أن ترفض ما يؤذيك نفسياً.
اعتني بصحتك لأنها وقودك ، نم مبكراً حتى تخفض مستويات هرمونات التوتر في جسدك مثل الكورتيزون والأدرينالين والأنسولين المسببين للأرق والعصبية والغضب وزيادة الوزن.
انتبه لاختياراتك في الطعام، فتجنب السكريات والدقيق الأبيض والعصائر الجاهزة والمشروبات الغازية والدهون المدرجة والمتحولة في الوجبات السريعة.
اهتم بشرب الماء لتزيل سموم جسدك، فلا تقل عن ٢-٣ لتراً من الماء يومياً.
مارس الرياضة، على الأقل المشي لمدة ٣٠ دقيقة يوميا، فهي تساعدك على التغلب على التوتر وتحسن دورتك الدموية ومزاجك النفسي.
حاول أن تستمتع بكل لحظة، فمثلاً أثناء سيرك في الشوارع لا تركز على السلبيات والزحام بل تأمل الأشجار والطيور.
خصص لنفسك كل يوم وقتاً تستمتع به مع أفراد أسرتك حتى تقيهم من ضغوط الحياة التي تسلمهم للاحتراق النفسي.
تعلم مهارات جديدة حتى تستطيع أن تغير مجال عملك المجهد بشجاعة.
بهذه النصائح تستطيع أن تحمي نفسك من احتراقها بدلاً من الاندفاع نحو ما يزيد الطين بلة.
والخلاصة إن لبدنك ونفسك عليك حق.
استشاري طب الأطفال والتغذيةالعلاجية.