ملاحظتان في ملف القطن
شاهدت حلقة من برنامج "الأرض" على قناة "مصر الزراعية"، والذي يقدمه محمود البرغوثي، والتقى فيها الدكتور مصطفى عمارة الأستاذ بمعهد بحوث القطن، ولي عليها ملاحظتين، بعد تسجيل الإشادة بمعلومات الضيف وثقافته المهنية والعلمية وإلمامه الجيد بملف القطن المصري.
* الملاحظة الأولى:
قول الضيف العالِم إنه تم تطوير أصناف القطن لدرجة أنك تزرع في مارس أو مايو، وتجني في شهر سبتمبر، مما يُفهم منه أنه تم استنباط هُجُن جديد قصير العمر، وهذا غير موجود في الواقع، لأن الأصناف الموجودة هي ذاتها القديمة.
ما يُزرَع في مايو يحصد مثل الصنف الذي يُزرع في مارس، وهذا أمر طبيعي جدا، لأن باختصار عامل الحرارة مهم جدا، حيث لا تتفتح اللوزات إذا انخفضت الحراره بعد شهر سبتمبر، ليظل الفارق بين ما يُزرع في ٣ وما يُزرع في ٥ سيكون فقط في عدد الافرع الثمرية، ما يعني أنا ما يُزرع في مارس سوف يُنتِج ما بين ١٥ و٢٠ فرعا ثمريا، بينما سيُنتِج ما يُزرع في مايو أفرخا ثمرية تتراوح ما بين١٠ ل ١٢ فرع ثمري، وهذا يُحدث فارقا كبيرا في الإنتاج.
فلو حسبنا لكل فرع لوزتين ثمريتين فقط في ٢ جرام متوسط في ٢٠ ألف نبات للفدان، فهذا يعني زيادة ٢ قنطار لكل فدان.
صحيح أن الوزارة من خلال معهد بحوث القطن منذ فترة بدأت تُنشئ مناطق عزل (إكثار)، ونرى نتائج ذلك في انخفاض عدد الشوارد ( النباتات الغريبة) في هذه الفترة، وأعتقد أن هذا تمً بعدما امتلأت الحقول بأصناف غريبة عن الصنف، خاصة القطن الأمريكي.
الملحوظة الثانية
ذكر الدكتور الضيف على حلقة برنامج "الأرض"، أن سعر القطن هذا العام كان مفاجئا له، ومعنى ذلك أنه لم يكن هناك تخطيط أو سياسة زراعية معدة لرفع الأسعار، وإنما تظل زيادة الطلب المحلي والعالمي على القطن، هي سبب ارتفاع الاسعار.
والسؤال المهم هنا حول حديث الدكتور عن تثبيت حد أدنى للسعر، ليبدأ بعده المزاد، فهل نستطيع تثبيت سعر القطن الموسم المقبل، بما أننا ثبتناه هذا الموسم، أم سنقول بأن كل موسم وله ظروفه؟
سأكون سعيدا جدا إذا ماكان ارتفاع سعر القطن هذا ألعام بفضل خطة واستراتيجية موضوعة مسبقا لان هذا يدل على قدرتنا في الإصلاح والتنميه ليس في محصول القطن فقط ولكن في باقي المحاصيل، وستؤكد أننا لا نتخذ من الحدث موجة جديدة نبني عليها نجاحا وهميا.
* وكيل الإدارة الزراعية بميت سويد - دقهلية