زراعة القمح من الالف إلى الياء ..ملف كامل
من المعلوم للجميع أن الزراعة حالياً أصبحت مكلفة جدا نظر لارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعية وزيادة سعر الأرض وبالتالي فيجب عمل دراسة جدوى لتقليل مستلزمات الإنتاج بأقصى درجة دون التأثير السلبي على الإنتاجية بكل الطرق المتاحة، نستعرض في التقرير التالي زراعة القمح من الالف إلى الياء من خلال تقرير أعده الدكتور عبد السلام المنشاوي استاذ زراعة القمح بمحطة بحوث سخا بمركز البحوث الزراعية.
اختيار صنف زراعة القمح
احرص على أن تزرع أحد أصناف قمح الخبز الآتية أينما كنت في أي منطقة في الوجه البحري وهي:- مصر 3 أو سخا 95 أو جيزة 171 أو سدس 14 أو جميزة 12 أو مصر 1 أو جيزة 168، أما إذا كنت في الوجه القبلي يمكنك أن تزرع أي صنف من الأصناف السابقة بالإضافة إلى أحد أصناف قمح الخبز مصر 2 أو شندويل 1 أو جميزة 11 وأصناف قمح المكرونة بني سويف 1 أو بني سويف 5 أو بني سويف 6 أو بني سويف7 أو سوهاج 4 أو سوهاج 5.
تحذير هام عند اختيار أصناف زراعة القمح
أحذر تماماً أن تزرع أي من أصناف قمح الخبز سدس 12 او جميزة 11 أو شندويل 1 بالوجه البحري نظراً لشدة القابلية للإصابة بمرض الصدأ الأصفر المدمر للمحصول وكذلك يحذر زراعة أصناف قمح المكرونة بالوجه البحري والالتزام بالسياسة الصنفية.
وقت زراعة القمح
التزم بالموعد المحدد للزراعة بالوجه البحري خلال الفترة من 15-30 نوفمبر وفى الوجه القبلي من 10-25 نوفمبر، ومن الممكن أن يمتد وقت زراعة القمح حتى 10 ديسمبر دون حدوث نقص في الإنتاجية.
برنامج زراعة القمح
في البداية يجب إعداد الأرض للزراعة، فالإعداد الجيد للتربة مهم جداً حيث يعمل على وجود بناء تربة جيد ويساعد البادرات على الخروج سريعاً، كما يساعد على إضافة الأسمدة للتربة والتي يحتاجها النبات، وكذلك يساعد على إضافة المبيدات الخاصة بمقاومة الآفات الموجودة في التربة، ويساهم في تشكيل الأرض بصوره تسمح بإضافة وصرف ماء الري بكفاءة.
توصيات هامة يجب اتباعها عند تنفيذ برنامج زراعة القمح
يجب اتباع التوصيات العامة لمعدل التقاوي وهي : 50 كجم (4 كيلات) من التقاوي للفدان في حالة الزراعة بالسطارة، 60 كجم (5 كيلات) للفدان في حالة الزراعة عفير بدار، 70 كجم (6 كيلات) في حالة الزراعة الحراتى (تخضير). ويجب استخدام تقاوي ذات حيوية عالية حتى نضمن نسبة إنبات جيدة وتكون من مصادر معتمدة، حيث يعتمد المحصول على معدل التقاوي وحيويتها ونسبة البادرات التي خرجت فوق سطح الأرض ونسبة ما ظل حيا منها.
طرق زراعة القمح في مصر
هناك الكثير من الطرق التي يتبعها المزارع في الزراعة وبعض هذه الطرق ناجحة وبعضها لها سلبيات ويترتب عليها مشاكل واهم طرق الزراعة الموصي بها هي الزراعة العفير وهى الطريقة الموصي بها بصفة عامة على أن تكون الأرض مستوية وغير موبوءة بالحشائش وهي زراعة بذرة جافة في تربة جافة ومنها، الزراعة علي مصاطب، وفيها يتم زراعة القمح علي مصاطب بعرض 120 سم، ولها مميزات عديدة، كذلك الزراعة العفير باستعمال السطارة وتحتاج إلى مهد بذره ناعم ويجب معايرة السطارة جيداً وضبط المسافات بين السطور وعمق الزراعة.
كذلك من بين طرق زراعة القمح بالعفير بدار وهى الطريقة الأكثر استعمالاً في مصر وفيها تبذر التقاوي يدوياً بانتظام على الحقل بعد خدمة الأرض ويجب أن يتم تغطية البذور قبل الري وذلك بالتزحيف بأي زحافة متاحة حيث تعمل على تغطية البذور، ويراعى ضرورة أن يتم تقسيم الأرض إلى أحواض لتسهيل عملية الري والصرف بعد التزحيف في حلة التسطير والبدار، من بين الطرق طريقة الزراعة الحراتي وهي زراعة التقاوي في أرض مستحرثة ولا ينصح باستعمال هذه الطريقة إلا في حالة الارض الموبوءة بالحشائش ولا تستعمل في الأرض الملحية.
طرق ري القمح في مصر
أحذر مشاكل الري حيث أن معظم مشاكل القمح في الأراضي القديمة تتعلق بزيادة مياه الري مع سوء الصرف، ويجب العناية برى وصرف القمح جيداً وخصوصاً رية الزراعة، حيث يجب أن تكون رية الزراعة على الحامي ويتم صرف الأرض مباشرة بعد تمام الري بشرط أن تكون عملية تغطية البذور بالتزحيف، وعلينا أن نعلم أن حبوب القمح حساسة جداً للري وزيادة المياه تسبب مشاكل كثيرة في الإنبات وتخرج البادرات ضعيفة عند الإنبات ويصعب أن تعود البادرات للحالة الجيدة بأي معاملة أخري، كما أن زيادة المياه في رية الزراعة تسبب زيادة الحشائش خصوصا النجيلية والتي يصعب مكافحتها فيما بعد.
ويختلف عدد الريات بالنسبة للمحصول حسب نوع التربة والمنطقة والأمطار والأحوال الجوية، وتعتبر مرحلتي التفريع وتكوين السنابل والسنيبلات داخل النبات هما أكثر المراحل حساسية ويكون الري فيها ضروري جدا، أما مرحلة امتلاء الحبوب فهي أقل المراحل حساسية للري، ويفضل أن يكون الري على الحامي في جميع ريات القمح، ويصرف الماء الذائد مباشرة ولا يتم تعريض النباتات إلى تعطيش ولا تغريق حيث أن هناك أضرار للتعطيش وأضرار ناتجة عن التغريق (زيادة كمية المياه وعدم صرفها) وقد تكون الأضرار الناتجة عن التغريق أشد خطورة من الأضرار الناتجة عن التعطيش.
توصيات هامة خلال تسميد القمح
يحتاج القمح للعديد من العناصر الغذائية لتحقيق أفضل نمو وبصفة خاصة العناصر الكبرى ومنها النتروجين والفسفور والبوتاسيوم (NPK) وتختلف التوصيات الخاصة بإضافة كل من النتروجين والفسفور والبوتاسيوم كثيراً طبقاً لنوع التربة وخصوبتها ومعدل امتصاص النبات للسماد.
إضافة السماد في ميعاد غير مناسب يؤدى إلى عدم تحقيق الاستفادة المثلى منه وحدوث الغرق نتيجة لسقوط الأمطار الغزيرة والتغريق في الري مع الصرف الرديء بأرض ثقيلة القوام يعمل على تقليل كفاءة امتصاص السماد بدرجة كبيرة جدا.
ليس المهم في التسميد الكمية فحسب بل الأهم من ذلك متى وكيف يضاف السماد فلابد من إضافة السماد الأزوتي قبل الري مباشرة ولا ينصح أطلاقا بإضافته بعد الري.
يجب إضافة سماد الفوسفور (السوبر فوسفات) مع الخدمة أو مع البذور وقت الزراعة الآلية لعدم قدرته على التحرك في التربة ويمتص عن طريق الاعتراض أي ملامسة الشعيرات الجذرية للسماد، ويكون الاحتياج إلى الفوسفات أعلى في حالة زراعة القمح بعد أرز.
يجب أن يتم إضافة السماد بالطريقة السليمة وفى الوقت المناسب والانتهاء من إضافة السماد الأزوتي عند مرحلة التعقيل في النبات (ظهور أول عقدة على الساق) وهى تكون غالباً بمتوسط 65-55 يوم من الزراعة تبعاً للصنف وميعاد الزراعة ودرجات الحرارة بالمنطقة.
السماد الفوسفاتي: يضاف 100 كجم سماد فوسفات أحادى (15% فو2 ا5) أو 40 كجم سماد فوسفاتي 37% فو2 ا5 أو 33 كجم سماد فوسفاتي 45% فو2 ا5.
السماد النيتروجيني : يضاف 163كجم سماد يوريا 46% أزوت أو 224 كجم نترات نشادر33.5% آزوت أو 364 كجم سلفات نشادر20.6% آزوت أو 484 كجم نترات جير15.5% آزوت.
يوصى بإضافة السماد الأزوتي على ثلاث دفعات وهي الثلث مع الزراعة (جرعة تنشيطية) والثلث مع رية المحاياه والثلث مع الرية التالية أو 20%-40% - 40%.
كما ينصح بإضافة الجرعة التنشيطية من السماد الآزوتي في حالة الزراعة الحراتي بشرط أن تضاف وتعامل معاملة التقاوي بمعنى أن تضاف بعد الانتهاء من بدار التقاوي وقبل التزحيف، ويمكن إضافة السماد الآزوتى عن طريق الحقن بالأمونيا الغازية دفعة واحدة قبل الزراعة بأربعة أيام وبعد الانتهاء من الخدمة الجيدة وهي معاملة ممتازة اذا توافرت.
رقاد القمح
كن على حذر لان الرقاد يؤدى إلى خسارة كبيرة للمحصول حيث يدمر البناء السليم ويكون عرضة للعفن والحشرات وقد تصل الخسارة إلى 60% حسب الوقت الذي يحدث فيه الرقاد وزاوية ميل النبات ومن أهم العوامل التي تساعد على زيادة الرقاد زيادة معدل التقاوي الإسراف في التسميد الآزوتي وعدم تغطية البذور عند الزراعة والري وقت هبوب الرياح الشديدة.
مكافحة الحشائش في القمح
تجنب وجود الحشائش فهي تنافس نباتات القمح على الضوء والعناصر الغذائية والماء وعلى مساحة النمو للجذور، ويتم إتباع الزراعة الحراثي في حالة الأرض الموبوءة بالحشائش، وينصح بأستخدام مبيدات الحشائش حسب تخصصها سواء العريضة أو الرفيعة أو التي تكافح النوعين معاً والموصي بها من قبل وزارة الزراعة حسب التعليمات الموجودة بالنشرة الإرشادية.
أمراض القمح
كن على علم أن محصول القمح في مصر يتعرض للمهاجمة من العديد من الكائنات الممرضة التي تسبب خسائر كثيرة لمنتجي القمح وأهمها أمراض الأصداء وتقاوم أمراض الأصداء بصورة عامة بأستنباط أصناف مقاومة من خلال برامج التربية وكما هو معلوم أن أستنباط أصناف مقاومة لأمراض الأصداء الثلاثة مجمعة أو لأحدهما هو أفضل أنواع المقاومة حيث لا يمثل عبئا اقتصاديا على المنتج ولا يسبب أضرارا للبيئة وصحة الإنسان.
مرض صدأ القمح وكيفية مقاومته
وتعد المشكلة الأساسية أن المسبب المرضي لأمراض الأصداء غير متحكم فيه حيث أنه محمول مع الرياح وليس هناك مقاومة مطلقة وثابتة لأي صنف مهما كان ولكنها متغيرة، وبالتالي بعد استنباط الصنف المقاوم من الممكن أن تنكسر المقاومة بعد فترة قد تطول أو تقصر حسب جينات المقاومة الموجودة في الصنف وقدرة المسبب المرضي على إحداث تغيرات في تركيبه الوراثي ليصبح اشد عدوانية وأكثر ضراوة بما يسمح له بكسر المقاومة في الأصناف المتداولة.
يجب الحرص على زراعة الأصناف عالية الإنتاجية والمقاومة للأمراض والآفات وذلك من خلال الالتزام بالسياسة الصنفية لأصناف القمح على المناطق الجغرافية والتي توضع من قبل قسم بحوث القمح وتراعي كل هذه الاعتبارات. بالإضافة إلى متابعة الحقول المنزرعة بالقمح بداية من أواخر يناير بحيث إذا تم مشاهدة أي ظواهر مرضية يتم أبلاغ الجهات المعنية بها بحيث توصي بأجراء الرش العلاجي مباشرة في حالة التأكد من حدوث الإصابة بمرض الصدأ الأصفر خصوصا حيث يعتبر في مصر من أخطر أمراض الأصداء والتي قد تسبب خسائر كبيرة. يجب سرعة إجراء الرش العلاجي بأحد المبيدات الموصى بها، ولا ينصح بأجراء الرش الوقائي قبل حدوث الإصابة حيث أن المبيدات الموجودة مبيدات علاجية وليست وقائية كما أن الإصابة تحدث في مصر في مواسم متفرقة ولا يظهر المرض كل عام.