خبراء فيسيولوجيا نباتات: لا مخاوف من رش المغذيات والمبيدات أثناء التزهير

نفى عدد من خبراء تغذية وفيسيولوجيا النباتات، الأضرار المدمرة لرش الأشجار أو النباتات أثناء التزهير، سواء بالمبيدات، أو المغذيات، أو منظمات النمو، شرط استبعاد المواد الفعالة ذات التأثير السلبي على حيوية حبوب اللقاح، وطراوة المياسم ولزوجة.

وقال الخبراء الذين أدلوا بتصريحات إلى موقع "الأرض"، إن رش منظمات النمو ومبيدات آفات الأزهار، وسليكات البوتاسيوم للوقاية من الإجهادات الحرارية والصقيع، واجبة وفق احتياطات فنية معروفة، حتى لا تضر بالمجموع الزهري، لافتين النظر إلى أن النسبة المحتملة للتساقط الميكانيكي لا تمثل ضررا حديا للمحصول، قياسا بالضرر الكبير الذي تسببه آفات البياض الدقيقي مثلا، أو لفحة الأزهار، أو فراشة الياسمين، أو الأمراض البكتيرية مثل اللفحة النارية التي تواجه المجموع الزهري في الكمثرى.

مضادات الإجهاد الحراري

وأضاف الخبراء في تصريحاتهم إلى موقع "الأرض"، أن الموجة الحارة المتوقعة الثلاثاء المقبل (8 أبريل) توجب التدخل برش سليكات البوتاسيوم، أو المواد التي تحتوي على مضادات للإجهاد الحراري، (طحالب - برولين - سالسيلك أسيد) مؤكدين أنها واجبة وملزمة لتحقيق الفوائد العديدة منها للنباتات والأزهار والعقد الثمري.

الرش لا يضر بالمجموع الزهري

وقال الدكتور الباز عبد العليم خبير فيسيولوجيا الأشجار المتساقطة، إنه لا صحة البتة للتأثير السلبي لمحاليل الرش على الأزهار، بشرط تجنب بعض المواد الكيماوية في المبيدات، سواء حشرية أو فطرية، والتي تؤثر سلبا على حيوية حبوب اللقاح، مثل: عائلة التريازول الفطرية (البديل الآمن: ثيفونات الميثيل)، وأيضا تلك التي تتسبب في جفاف المياسم مثل الكلوروبيرفوس الحشري (البديل الآمن: إيمامكتين بنزوات).

نماذج خبيرة من تجارب حية

وذكر الباز في تصريحه الخاص لموقع "الأرض"، توصية الدكتور عاصم شلتوت أستاذ الفواكه المتساقطة الراحل، بأن المجموع الزهري يمثل أهم وأخطر مرحلة من عمر النبات، "وهو معرض للعديد من الآفات الفطرية والحشرية والبكتيرية، ما يدعو للتدخل الفوري بالرش الورقي، مع تجنب المواد الفعالة المؤثرة سلبا على حيوية حبوب اللقاح والمياسم".

أبحاث علمية تدعم الرش الورقي أثناء التزهير

أما الدكتور أسامة أبو العيون أستاذ أقلمة النباتات في مركز بحوث الصحراء، فتصدى لدعاوى إضرار المجموع الزهري بالرش الورقي، متسائلا عن جدوى استخدام منظمات النمو الصناعية لعلاج الخلل الهرموني الناتج عن التغيرات المناخية، ورش الطحالب البحرية، وعناصر دفع إجهادات الحرارة أثناء التزهير، لافتا النظر إلى أن علم استخدام أوكسينات تثبيت العقد، وسايتوكينينات تسريع الانقسام الخلوي، والجبرلينات المستخدمة في استطالة الخلايا وتنظيم الحمل، لا يتم استخدامها إلا رشا على المجموع الخضري بعد اكتمال التزهير.

وقاية الزهرة تعني الثمرة المثالية

وعاد الدكتور الباز عبد العليم للتذكير بأن الدروس المستفادة من الخبرة المدعمة بالبحث العلمي، أثبتت أنه لا ثمرة إلا من زهرة نظيفة، "حيث يجب مكافحة فطريات مهاجمة الأزهار، مثل البياض الدقيقي، والإنثراكنوز، أو بكتيريا اللفحة النارية، بمبيدات آمنة على حيوية حبوب اللقاح، ولزوجة المياسم".

نبذة عن منظمات النمو

وأضاف الباز في تصريحه لموقع "الأرض"، أن جميع منظمات النمو لا تُمْتَص من الجذور، ولذلك لا بديل عن رشها ورقيا بعد التزهير، لأهداف: تسريع نمو الأزهار عبر مراحلها الطبيعية أثناء الظروف المناخية غير المواتية، أو تثبيت العقد على الطراحات باستخدام الأوكسينات المانعة لتخليق الأبسيسيك الداعي لإفراز إنزيم البكتنيز المسبب لإذابة بكتات الكالسيوم مسببا منطقة الانفصال ومن ثم التساقط".

توصيات واجبة لرش المبيدات أثناء التزهير

واختتم الدكتور الباز عبد العليم تصريحه لموقع "الأرض"، بتوصيات واجبة للرش الورقي أثناء التزهير، منها: تجنب المواد الفعالة الفطرية التابعة لعائلة التريازول، كونها تؤثر سلبا على حيوية حبوب اللقاح، والكلوروبيرفوس الحشري كونه يؤدي إلى جفاف مياسم الأزهار، مع استخدام المواد الفعالة الآمنة سابقة الذكر وغيرها من الموصى بها لدى الجهات العلمية المتخصصة".