الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 01:02 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

كل ماتريد معرفته عن الكينوا.. المواصفات القياسية والشروط التصديرية للمحصول

تمتاز الكينوا عن بقية الحبوب الأخرى كونها من البذور الراقية، تؤكل على غرار الحبوب، وغالباً ما يتمّ طهيها وإضافتها إلى الحساء، أو تُطحن للحصول على دقيق يُستخدم لصنع الخبز أو الشراب أو الحلويات.
من جانبها، قالت الدكتورة شكرية المراكشي خبيرة زراعة الكينوا، ان الكينوا تفوق المحاصيل الآخرى المعروفة من حيث الطاقة، مؤكدة ان الكينوا تشتهر بأنها مصدر جيّد للعديد من المغذيات، ومن المهمّ تناولها كجزء من وجبة متوازنة إلى جانب العديد من أنواع الطعام الأخرى للحصول على تغذية جيدة بشكل عام.
وقالت ان العناصر الغذائية لـ الكينوا تختلف من منطقة لأخرى حسب طبيعة التربة والمياه والعوامل الجوية.. وعلى سبيل المثال :

كمية البروتينات في الكينوا :
تعتمد كمية البروتينات في الكينوا على نوعها و الجهة التي زرعت فيها من حيث التربة والمياه، وتتراوح بين 10.4% إلى 17.0% ، علماً أن كمية البروتينات أكبر عادة في الكينوا منها في معظم الحبوب، إلا أنها أفضل من سواها من حيث نوعية البروتينات.
وتتكون البروتينات من الأحماض الأمينية التي تُعتبر ثمانية منها أساسية للأطفال وللكبار على حد سواء، وتتخطى الكينوا كمية الأحماض الأمينية الأساسية في غالبية الحبوب.

الألياف الغذائية في الكينوا :
أما بالنسبة للألياف الغذائية في الكينوا النيئة فهي تتراوح بين 13.6 و16.0 غرام تقريباً لكل 100 جرام من الوزن الجاف.
ومعظم الألياف الغذائية غير قابل للذوبان وهي تتراوح بين 12.0 و14.4 غرام مقابل 1.4 و1.6 غرام من الألياف القابلة للذوبان لكل 100 غرام من الوزن الجاف.

الكينوا وعملية الهضم :
ونوهت "المراكشي" إلى القيمة الإجمالية للبروتينات في الكينوا، وقيمة أليافها الغذائية الأعلى عادة من قيمتها في معظم الحبوب، مشيرة إلى ان الألياف الغذائية هي الجزء غير القابل للهضم من الأغذية النباتية وهي هامة لعملية الهضم الجيدة وللوقاية من الإمساك.

الكينوا والدهون :
أما الدهون.. فتحتوي الكينوا، على 1 غرام لكل 100 غرام من الوزن الجاف مقارنة مع الفاصوليا (1.1 غرام) والذرة (4.7 غرام) والأرزّ (2.2 غرام) والقمح (2.3 غرام).
وتشكل الدهون مصدراً هاماً للسعرات الحرارية وتساعد في امتصاص الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، وإنّ أكثر من 50 % من محتوى الكينوا الإجمالي من الدهون مصدره حمضا اللينوليك (أوميغا-6) واللينولينيك (أوميغا-3) من الأحماض الدهنية الأساسية غير المشبعة المتعددة.

حمضا اللينوليك واللينولينيك والكينوا :
ويُعتبر حمضا اللينوليك واللينولينيك حمضين دهنيين أساسيين لعدم قدرة جسم الإنسان على إنتاجهما.
وقد تبيّن أنّ الأحماض الدهنية في الكينوا تحافظ على نوعيتها بسبب محتوى الكينوا العالي طبيعياً على (فيتامين هـ ) الذي يُعتبر مضاداً طبيعياً للتأكسد وهذا يعطي للكينوا قيمتها الغذائية العالية، والتي تختلف ايضاً من منطقة لاخرى من حيث مناخ كل جهة و عناصر التربة ونوع السميد.
ومن حيث المواد المعدنية تُعتبر الكينوا بالإجمال مصدراً للمواد المعدنية أفضل من معظم الحبوب.
وتشكل الكينوا بشكل خاص مصدراً جيداً للحديد والمغنيسيوم والزنك قياساً بالمتناول اليومي من المواد المعدنية الموصى بها، وغالباً ما يشكل نقص الحديد أكثر حالات النقص في المغذيات شيوعاً.
غير أنّ الكينوا، كجميع الأغذية النباتية، تحتوي على بعض المكونات غير المغذية التي من شأنها أن تقلّص محتواها من المواد المعدنية وأن تحدّ من امتصاصها. ولعلّ أبرزها مكونات السابونين الموجودة في الغلاف الخارجي لبذور الكينوا والتي تُنزع في العادة أثناء تجهيز الكينوا للتخلّص من طعمها المرّ.
وتحتوي الكينوا أيضاً على كمية عالية من الأوكسالات التي قد ترتبط بالمواد المعدنية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم وتحدّ بالتالي من قدرة الجسم على امتصاصها.

الحبّة الأمّ والكينوا :
وأضافت " شكرية المراكشي "، ان الكينوا محصول غذائي عالي القيمة، ويشكل بالنسبة إلى البعض غذاء جديداً ومغذياً قد أصبح متاحاً في الآونة الأخيرة في المحال أو في المطاعم، وذلك كبديل عن عدد كبير من الحبوب المستهلكة في العادة.
وتابعت ان العديد من مناطق العالم، يعتبر الكينوا محصولاً غذائياً هاماً، كما كان لدى الحضارات الكولومبية في أمريكا اللاتينية، ولا تزال كذلك لشعبي كيشوا وأيمارا في المناطق الريفية في منطقة الأنديز في أمريكا الجنوبية، مشيرة إلى ان الكينوا تسمى بلغة كيشوا chisiya أي ما معناه "الحبّة الأمّ".

الكينوا ونشره في مصر :
وأوضحت الدكتورة شكرية المراكشي خبيرة زراعة الكينوا، ان الدول المستوردة لهذا المحصول وضعت مواصفات قياسية عند استيراد الكينوا..
ان تكون أولاً زراعته عضوية ، وان يكون الصنف خالياً من الخلط بمعنى ان تكون اقل كمية في الجهة الواحدة المنزرعة 40 طن للمنطقة حتى تكون نصب العناصر الغذائية واحدة وليست مخلوطة.
واختتمت د. شكرية المراكشي قائلة : ان هذا ما يجعلنا نحاول نشر هذا المحصول في مصر، حيث اكدت نتائج التحاليل التي أجريناها مع أهم الجهات البحثية المحلية تؤكد أن مناخ مصر وتربتها الصحراوية أفضل بيئة لإنتاج هذا المحصول الغذائي الصحي المميز، بل وتفوق في جدوتها تربة سهول الأنديز في أمريكا الجنوبية، وهي الموطن الأصلي للكينوا.