منتجو الدواجن والبيض يستغيثون: ارتفاع التكاليف يهدد بإغلاق العنابر .. وحملات إعلامية بالمقاطعة تهدد الصناعة .. ودعوة لمقارنة سعر البيضة بسعر الفشفاش الضار .. فيديو
التحذير من استيراد البيض بعد الاكتفاء الذاتي
ـ التجار يتنمرون بالمنتجين والاستيراد نهاية النفق.. وسعر البيضة المستوردة يكسر حاجز الـ 5 جنيهات
ـ التجار يغرقون المنتجين بشراء طبق البيض بـ 40 جنيها وتكلفة إنتاجه اليوم 45.5 جنيه
ـ الحل في إحكام تداول السلع الغذائية في حلقة واحدة وطنية
ـ التاجر يستغل ضغط السوق دون مراعاة لتخريب صناعة وطنية قائمة على التشغيل وتدفع ضرائب لخزينة الدولة
ـ منتجون: الحل في فتح الباب للتصدير .. وأسعار البيض المصري منافسة لمثيله في البلاد المجاورة
ـ كيلو الجبن الرومي بـ 130 جنيها وكيلو البيض الصافي 33 جنيها للمستهلك
ـ منتصف نوفمبر موعد نهائي لتصفية عنابر البياض في مصر .. بسبب تراجع الطلب في صيام الأشقاء المسيحيين .. وتوقع بارتفاع سعر البيض إلى 70 جنيها بعد عيد الميلاد
ـ شعبة بيض المائدة في "اتحاد المنتجين": نحارب طواحين هواء لأن أيدينا تحت أنياب التجار .. والهجمات الإعلامية غير المسئولة تدعو للمقاطعة
وجه مستثمرون ومربون في مجال الإنتاج الداجني (بيض مائدة وتسمين)، استغاثة عاجلة إلى المسئولين عن ملف الأمن الغذائي في مصر، ضد الآثار السلبية لانفلات أسعار الخامات، بمعدل مرة كل يومين، مع تراجع سعر البيع من المزرعة، بفعل ضغط التجار والسماسرة الذين يصرون على ربط أرباحهم عند أكثر من 10 جنيهات للطبق، في الوقت الذي يخسر فيه المنتج حاليا نحو 5 جنيهات.
وقال لموقع "الأرض" المهندس عادل سيكا، مدير عام شركة "سيكا موديل فارم" لإنتاج بيض المائدة، وأحد المنتجين الكبار منذ أكثر من 35 عاما، إن خطورة تراجع سعر البيع عن تكلفة الإنتاج، تتجسد في خروج المربين الصغار والمتوسطين من سوق الإنتاج، "ووصل الأمر حليا إلى تفكير المنتجين الكبار في بيع قطعانهم، وعدم تجديد الكبير منها"، وذلك لحقن الخسائر اليومية.
ـ استغلال تجار بيض المائدة
وأضاف سيكا أن استمرار تصاعد مؤشر أسعار خامات الأعلاف (ذرة وصويا ومركزات وإضافات أعلاف)، تسبب في رفع تكاليف الإنتاج اليوم الثلاثاء 26/10/2021، بمعدل 75 قرشا لكل طبق بيض، حيث زاد سعر طن العلف نحو 375 جنيها عن الأيام الثلاثة الماضية، التي كانت التكلفة فيها تقدر بنحو 45.25 جنيه للطبق، "ولايزال التجار والسماسرة يضغطون على المنتجين لشراء إنتاجهم بـ 40 جنيها، لمعرفتهم بأن البيض سلعة لا تخزن، كما أن معظم المستثمرين ـ حتى الكبار في هذا المجال، لا يملكون مصانع لبسترة البيض وتجفيفه".
وأكد المهندس عادل سيكا في تصريحه لموقع "الأرض"، أنه قرر بالفعل عدم إدخال قطعان بياض جديدة، حيث يبلغ سعر كتكوت الأم البياضة حاليا نحو 18 جنيها، ويتكلف نحو 130 جنيها لمدة 150 يوما لبلوغ العمر الذي تضع فيه أول بيضة، "وهذا يعني عدم قدرة أي منتج على الاستمرار في الإنفاق دون أي أمل في تحقيق التعادل بين سعر البيع وتكاليف الإنتاج".
أسرار خفية وراء ارتفاع أسعار خامات الأعلاف
وأشار سيكا إلى أن جميع المنتجين في مصر، ومنهم منتجو التسمين أيضا، لا يعرفون السر الحقيقي وراء الارتفاع اليومي لمؤشر أسعار مدخلات صناعة الأعلاف، حيث أن تأثر الولايات الأمريكية الأكثر إنتاجية للذرة بفعل العواصف والنوات الجوية، وارتفاع أسعار الشحن العالمية، لا يمكن أن تتسبب في هذه الموجة المتصاعدة في الأسعار دون التوقف عند حد معين.
وحذر سيكا من تراجع إنتاج البيض في مصر، بعد أن حقق اكتفاءا ذاتيا وزيادة خلال الأعوام الخمسة الماضية، حيث تتاح الفرصة للتجار أعضاء الغرفة التجارية، لاستيراد البيض المبستر والطازج، ليحصل المستهلك على البيضة بسعر يزيد على 5 جنيهات، بعد أن تضرر كثيرا من بلوغه جنيهين بفعل مبالغة التجار أيضا في وضع هامش الربح على سعر الشراء من المزرعة.
40 جنيها سعر بيع طبق البيض من المرزعة اليوم
من جهته، قال المهندس إيهاب الشربيني مدير عام شركة صحاري للأمن الغذائي، المتخصصة في إنتاج بيض المائدة وتعبئته، إنه اضطر اليوم بفعل الاحتياج إلى سيولة مالية تؤمن شراء خامات الأعلاف للقطعان الحية، بسعر 40 جنيها لتجار يستغلون الظرف الراهن، مشيرا إلى استعداده لتسليم المنافذ الحكومية بالسعر الذي يفرضه التجار، "حتى تكون الخسارة لصالح المستهلك مباشرة، وليست لصالح التجار المستغلين".
ولفت المهندس إيهاب النظر إلى أهمية حماية صناعة الدواجن وبيض المائدة في مصر، كونها الوجبة الأكثر أمانا من الناحية الصحية التغذوية، مقارنا بين سعر البيضة الحالي، وسعر كيس "الفشفاش" عديم الفائدة الغذائية، والضار بالصحة.
ـ كيلو الجبن الرومي وكيلو البيض
وطالب الشربيني عموم المستهلكين الوطنيين بإجراء مقارنة بسيطة بين سعر طبق البيض المبالغ فيه حاليا (مع التسليم بـ 60 جنيها للطبق)، وسعر شراء كيلو الجبن الرومي مثلا، حيث أن متوسط وزن طبق البيض يبلغ نحو 1.8 كيلو جرام، ومعنى ذلك أن كيلو البيض الصافي يبلغ سعره نحو 33 جنيها، في الوقت الذي يبيعه المنتجون اليوم بسعر22 جنيها، وتقدر تكلفته الفعلية في اليوم ذاته بنحو 25.3 جنيه.
م. إيهاب الشربيني مدير عام شركة صحاري للأمن الغذائي
كما ضرب المهندس إيهاب الشربيني مقارنة بين سعر كيلو الطعمية المقلية في زيت مجهول الصفة والنوع، بسعر كيلو البيض، واصفا البيضة بقطعة لحم سائلة وزنها الصافي نحو 60 جراما، وتباع للمستهلك بسعر التجار بـ 2 جنيه.
ويطرح الشربيني المتضرر من خسائر قطعان أمهات البياض، سؤالا للمعنيين بأمر الأمن الغذائي المصري، يتعلق بالقوة الشرائية للجنيه أمام الطعمية، حيث يبلغ سعر القرص الصغير حاليا نصف جنيه، أي أن السعر المبالغ فيه للبيضة (2 جنيه)، يشتري أربع أقراص طعمية فقط.
ـ حل الأزمة
وفي نهاية تصريحه لـ "الأرض"، اقترح المهندس إيهاب الشربيني حلا عاجلا لأزمة بيض المائدة في مصر، قبل أن يسقط عرض هذه الصناعة بفعل غلاء مدخلات الأعلاف، وانتهازية السماسرة والتجار، ويتمثل الحل في تدخل الدولة لخلق حلقة تسويق واحدة وطنية، تضمن وصول السعلة الغذائية من المنتج إلى المستهلك مباشرة، بسعر يضمن عدالة الربح للطرف الأول، والرأفة بالطرف الثاني.
ويضيف الشربيني حلا آخر، يتمثل في تنشيط حركة تصدير البيض الطازج من كبار المنتجين، الحاصلين على شهادة المنظمة العالمية لصحة الحيوان بخلو مناطقهم من الأوبئة التي تعوق التصدير، حيث يمكن فتح منافذ التسويق الخارجية عاجلا، لتصريف المخزون الحالي، قبل حلول موعد صيام الأشقاء المسيحيين في 15 نوفمبر.
شعبة بيض المائدة
وتعليقا على هذه الأزمة، قال المهندس محمود فوزي لبنة وكيل الشعبة العامة لبيض المائدة في اتحاد منتجي الدواجن، إن أعضاء الشعبة بالتعاون مع رئيس الاتحاد يدرسون كافة الآليات الممكنة بمواجهة هذه الأزمة، ومنها: مواجهة التصريحات غير المسئولة لرئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارية بالحقائق المتعلقة بتكاليف الإنتاج، والتعاون مع الوسائل الإعلامية كافة لتبيان حقيقة معاناة المنتجين وخسائرهم التي تتراكم يوميا، بفعل الدعوات لمقاطعة بيض المائدة.
المهندس إيهاب الشربيني والمهندس محمود فوزي لبنة وكيل شعبة البيض في اتحاد الدواجن
وأضاف لبنة في تصريح خاص بموقع "الأرض" أن أيادي المنتجين تحت أنياب التجار المستغلين، كما أن الحملات الإعلامية غير المسئولة لا ترحمهم، داعيا إلى معرفة الحقيقة قبل التورط في تصريحات ودعوات تصب في صالح الاستيراد، الذي يهدم الصناعة المحلية، وفي النهاية سيكون المستهلك هو المتضرر، حيث سيصل سعر البيضة المستوردة ـ لا قدر الله ـ إلى نحو 5 جنيهات.