التغيرات المناخية دمرت محصول العالم في موسم 2022
خبراء زيتون يرسمون خريطة طريق إنقاذ الذهب الأخضر .. الحل في تعاونيات التسويق
ـ اكتشاف سمسار إسباني يثير شائعات في السوق المصرية
ـ تجار بلا ضمير يروجون أخبارا كاذبة لضرب الأسعار محليا
اتفق خبراء زراعة وصناعة زيتون مصريين على ضرورة رسم خارطة طريق لمحصول الذهب الأخضر في مصر، الذي تعصف به التغيرات المناخية، في ظل وجود تحديات أخرى، أصعبها ندرة مدخلات الإنتاج من الأسمدة، وارتفاع أسعار الطاقة المستخدمة في الري، إضافة إلى انعدام برامج التحسين الوراثي في الأصناف المنزرعة في مصر منذ عشرات السنين.
وقال المهندس محمد الخولي الخبير الدولي في مجال زراعة الزيتون وجودة الزيت، إنه وغيره من المهتمين بصناعة الزيتون، يرون ضرورة إنشاء جمعيات نوعية تتخصص في إنتاج الزيتون وتسويقه، بشرط فصل الإدارة عن الملكية، أو العضوية، "على أن تكون الإدارة لها علاقة ودراية بسوق الزيتون وتجارته المحلية والعالمية".
شائعات سماسرة
ورصد خبراء الزيتون تحركات سماسرة أوروبيين ومصريين تستهدف نشر شائعات حول الإنتاجية العامة لمحصول الزيتون في إسبانيا خصيصا، كونها الدولة الحاكمة في مؤشر تسعير أصناف التخليل وزيت الزيتون، كونها الأكبر من حيث المساحة المنزرعة، والأعلى في إنتاجية الزيت، والأكثر جذبا لحركة التجارة وإعادة التصدير، منذ قديم الأزل.
وحذر الخولي في تصريح لموقع "الأرض"، من الانجرار خلف الأخبار الكاذبة التي تروج لارتفاع الإنتاجية المحصولية في معظم مناطق أوروبا، مؤكدا أنه على اتصال دائم بالخبراء والمزارعين والاستشاريين الكبار في أسبانيا، وإيطاليا، واليونان، "حيث توضح الصور المرسلة من مناطق مختلفة في إسبانيا، تعرض الأشجار لحالة موت تام لأزهارها"، مثلما حدث في مصر (جميع مناطق زراعة الزيتون).
من جهته، قال محمد عبد اللطيف (مزارع زيتون في وادي النطرون)، إن هناك تجار محليين يتضامنون مع مروجي الشائعات الأوربيين، ليؤكدوا أن مناطق قليلة جدا في أسبانيا، هي التي تعرضت للدمار بفعل التغيرات المناخية، "ومعظم مناطق أسبانيا زيتونها بخير".
وأكد الخولي وعبد اللطيف في حوار مشترك عبر "جروب خبراء منتجي الزيتون في مصر"، أن هذه الشائعات لا تهدف سوى الاصطياد في الماء العكر، وشراء الكميات القليلة من الزيتون في مصر هذا العام بسعر بخس.
ويرى الخولي في تصريح مباشر أن هناك تجار "عديمي الضمير" دمروا المزارعين، لدرجة أن هناك العديد منهم اتضطر إلى إزالة أشجار الزيتون، وغيرهم اضطر إلى هجر الأرض، وعرضها للبيع أو للإيجار، وذلك بسبب الخسائر المتلاحقة عاما بعد عام.
وأضاف الخولي في هذه النقطة، أن الفلاح هو قاعدة هذه الصناعة، "فإذا دمرها التاجر، فلن يجد ما يعين به نفسه ومصنعه وتجارته".
ويقف الخولي موقفا عادلا بين الطرفين، إذ يرى أن تدمير صناعة الزيتون يبدأ بالقاعدة، "كما أن التاجر أو المصنع هو الجدار الذي تنهض به زراعة الزيتون وتجارته، فإذا سقط التاجر أيضا سقطت المنظومة".