لا بديل عن تطبيق المعادلة السعرية لإنقاذ الصناعة
24 جنيها خسائر طبق البيض و15 جنيها للدجاجة اليوم
سجلت صناعة الدواجن اليوم حلقة جديدة من حلقات الخسائر المتواصلة، وذلك بهدر 24 جنيها من كل طبق بيض، و15 جنيها لكل دجاجة تسمين زنتها 1.5 كجم.
وقال خبراء في هذا المجال في تصريحات خاصة بموقع "الأرض"، إن تكلفة طبق البيض اليوم تبلغ نحو 72 جنيها، ويُباع من عنابر الإنتاج بسعر 48 جنيها، فيما يحصل عليه المستهلك بسعر 63 جنيها للأبيض و68 للأحمر.
تراجع الإنتاج السنوي لبيض المائدة
وأوضح المهندس إيهاب الشربيني مدير عام شركة صحارى لتعبئة بيض المائدة، أن خسائر هذه الصناعة ضربت الإنتاجية العامة في مقتل، مؤكدا أن المعدل السنوي الحالي لإنتاج بيض المائدة يشير إلى نحو 7 مليارات بيضة سنويا، بعد أن سجل نحو 13 مليار بيضة في الوقت ذاته من عام 2020.
وأضاف الشربيني أن إنتاجية بيض المائدة بدأت تتراجع تدريجيا منذ بداية 2021، تأثرا بالخسائر في هذا القطيع، وذلك بفعل ارتفاع أسعار خامات الأعلاف، والطاقة، وجميع مدخلات الإنتاج، "وبالتالي بيع القطعان، أو تراجع كفاءة إنتاج القطعان بسبب عدم القدرة المالية على التغذية الجيدة أو مكافحة الأمراض".
خسائر قطاع إنتاج بيض المائدة
وأشار الشربيني في تصريحه لموقع "الأرض" إلى أن خسارة منتجي البيض بمعدل 24 جنيها للطبق، تعني تآكل نحو 450 مليون جنيه يوميا من الاستثمارات الحية الدوارة في صناعة الدواجن حاليا، "وهذا بخلاف الخسارة الاقتصادية الناجمة عن تراجع الإنتاجية بنحو 40٪ ، نتيجة خروج الكثير من المربين، وتوقف العنابر عن الإنتاج".
وأكد الشربيني أنه لا بديل عن تطبيق المعادلة السعرية، وتدخل الدولة لإلزام التجار بعدم الضغط على المنتجين لشراء سلعتهم بأقل من تكلفتها، استغلالا لطبيعة السلعة التي لا تقبل التخزين أكثر من أربعة أيام في هذه الأجواء الحارة حاليا، وفي ظل الاحتياج إلى السيولة المالية اللازمة لتأمين العلف يوميا "كاش".
الفجوة بين سعر البيع من المزرعة والبيع للجمهور
وشدد الشربيني على ضرورة إلزام التاجر بتضييق الفجوة ما بين سعر البيع من المزرعة، وسعر البيع للجمهور، والذي بلغ 15 جنيها لطبق البيض، لا فتا إلى أن جميع منتجي البيض "المنضبطين"، ينتظرون في طابور بيع قطعانهم البياضة كدجاج لاحم، وذلك لوقف خسائرهم، موضحا أن تباطؤ حركة البيع والخلاص من القطعان ما هو إلا نتيجة طبيعية لانخفاض أسعار التسمين أيضا.
خسائر تربية دواجن التسمين
من جهته، قال مربو دواجن تسمين من فئة "صغار المربين"، إن خسائرهم بلغت حدا لا يُحتمل، حيث بلغت من 10 إلى 15 جنيها في كل دجاجة، على الرغم من تراجع الإنتاجية العامة للدواجن في مصر، "ما يعني خللا في المعادلة الاقتصادية الطبيعية للعلاقة بين العرض والطلب".
ويتعجب عماد إبراهيم زكي "من صغار المربين في المنوفية"، من ضغط السماسرة لتخفيض أسعار دواجن التسمين لمستوى 24.5 جنيه للكيلو، مع تكلفة تصل إلى 33 جنيها في أفضل ظروف التربية، ومع تراجع الإنتاجية بخروج الكثير من صغار المربين.
وأكد عماد زكي أن خسائر الدجاجة 15 جنيها على الأقل، تعني خسارة إجمالية 45 ألف جنيه لعنبر صغير سعته 3000 دجاجة، خلال دورة تسمين لا تزيد على 35 يوما.
كارثة أسعار أعلاف الدواجن
وأوضح زكي أن سعر طن علف التسمين بلغ 12700 جنيه، ما يعني أن تكلفة العلف فقط للدجاجة زنة 1.5 كيلو تبلغ نحو 32 جنيها، ما يعني أن حصة كيلو التسمين من العلف فقط تبلغ نحو 21.3 جنيه، تضاف إليها تكاليف ثابتة ومتغيرة أخرى تصل بسقف التكلفة الإجمالية للكيلو إلى نحو 34 جنيها.
ويُباع كيلو الدواجن اللاحمة الطازجة للمستهلك حاليا بسعر يتراوح بين 33 و35 جنيها، حسب المنطقة، ما يعني وجود فجوة سعرية قوامها من 9 إلى 11 جنيها بين سعر البيع من المزرعة وسعر البيع للجمهور، تجنيها الحلقات الوسيطة.
ويطالب صغار المربين في مجال التسمين، بتدخل الدولة لإلزام السماسرة بشراء الدواجن بسعر يزيد على حد التكلفة بجنيه واحد للكيلو، والاكتفاء بهامش ربح قدره 2 جنيه أيضا للحلقات الوسيطة، قبل ربحية منفذ البيع النهائي للجمهور.
سقوط تاج "الاكتفاء الذاتي"
يُذكر أن مصر كانت قد حققت الاكتفاء الذاتي من دجاج التسمين وبيض المائدة، وتمكنت من تصدير كتاكيت التسمين عمر يوم واحد إلى دول إفريقية، وذلك قبل التأثر السلبي بجائحة كورونا، ثم تصاعد مؤشر الأزمة بدخول الحرب الروسية على أوكرانيا.
ويقدر خبراء تراجع إنتاج بيض المائدة بنسبة تبلغ نحو 40٪، مقابل تراجع نحو 30٪ من دواجن التسمين، وذلك بفعل الخسائر التي تستمر منذ نحو عامين، كنتيجة طبيعية لأزمة نقص الخامات عالميا.