مصدرو بصل وطنييون يصرخون: انقذوا مصر من استيراد البصل اليمني في ديسمبر

ـ تضاعف حجم تصدير البصل المصري في 2023 بسبب فيضانات شرق آسيا وتراجع مساحات زراعته في مصر

ـ وقف تصدير البصل المصري 60 يوما لن يحل مشكلة أسعاره .. لكن سيوقف ارتفاعه نحو الـ 50 جنيه قبل اختفائه أول ديسمبر

توقع مصدرون مصريون غيورون أن تستورد مصر البصل من اليمن قبل حلول ديسمبر المقبل، إذا استمر تصدير هذا المنتج المحلي الاستراتيجي بالكميات الحالية، خاصة مع تحقيقه خسائر فادحة في الخليج العربي، قدرها أهل المهنة بنحو 90 ألف جنيه لكل حاوية زنة 30 طنا.

وقال المصدرون الوطنيون في تصريح خاص بموقع "الأرض"، إن البصل المصري يُباع في السعودية حاليا بسعر 2.5 ريال، وفي سوق دبي بسعر 1.7 درهم إماراتي، أي بأقل من سعر بيعه للمستهلك المصري، بدون خصم تكاليفه البالغة 0.73 ريال سعودي للكيلو.

حساب خسائر تصدير البصل المصري

وأوضح المصدرون في صرخاتهم إلى موقع "الأرض"، أن حاوية البصل البالغة 30 طنا، تباع في السعودية بـ 75 ألف ريال، وتبلغ نفقاتها داخل مصر وخارجها نحو 22 ألف ريال، أي أن صافي العائد منها نحو 52 ألف ريال، أي بنحو 520 ألف جنيه، بسعر السوق الموازية، وليس السعر الرسمي للعملة.

وأضاف المصدرون في حساباتهم من واقع دفاترهم، أن صافي عائد الحاوية يُتَرجم إلى 17.4 جنيه للكيلو في السعودية، وهو أقل من شرائه من الفلاح بنحو ثلاثة جنيهات، وأقل من سعر بيه للمستهلك بنحو 10 جنيهات، بعد أن سجل حاليا نحو 27 جنيها للكيلو، أي أن المصدرين يخسرون ما يتراوح بين 80 و90 ألف جنيه مصري عن كل حاوية بصل زنة 30 طنا، "ما يوصف بأنه هدر عمدي لاقتصاد الدولة".

دعوة مجلس الوزراء لوقف تصدير البصل المصري

ودعا المصدرون أصحاب هذه الصرخة، مجلس الوزراء، ووزارة التجارة الخارجية، ووزارة التموين والتجارة الداخلية، إلى ضرورة التدخل العاجل بوقف تصدير البصل 60 يوما على الأقل، لحقن نحو 30 ألف طن تكفي تأمين السوق المحلية حتى مطلع فبراير 2024، وقت حلول محصول البصل الفتيلة الذي تنتجه منطقة سوهاج.

ولفت هؤلاء المصدرون النظر إلى أن وقف تصدير البصل المصري حاليا لمدة 60 يوما، لن يهوي بأسعاره الحالية، وذلك لقلة المعروض في مفارش الفلاحين والتجار، مؤكدين أن مناطق إنتاجه المعروفة خاوية حاليا، "منطقتي نوسا وسلكا بالدقهلية لم يعد فيها بصل، ومنطقتي بني عبيد والكردي بالدقهلية أيضا، توجد فيها كمية تكفي الدقهلية فقط حتى أول فبراير، طنطا والبحيرة وكفر الشيخ، تكفي سكانها مع الإسكندرية فقط".

وأضاف المصدرون في شكواهم إلى موقع "الأرض"، أن هذه الإحصاءات دقيقة من واقع السوق، "وتلك إشارة واضحة وصريحة إلى أن استمرار التصدير بهذه الوتيرة سوف يضطر الحكومة المصرية إلى استيراد البصل من اليمن، التي يدخل إنتاجها رسميا بقوة مطلع ديسمبر، ويغرق الخليج".

وعاد المصدرون للتحذير من سعر البصل في السعودية سوف ينخفض إلى واحد ريال للكيلو مع دخول البصل اليمني أول ديسمبر المقبل، في الوقت الذي يكون فيه سعر البصل المصري بلغ نحو 50 جنيها للمستهلك المصري، "إذا لم يكن قد اختفى تماما من الوجود".

البصل "المقور" لن يحل المشكلة

وردا على من يدعون أن البصل الأبيض "المقور" الذي يظهر إنتاجه في السوق منتصف نوفمبر المقبل، سوف يحل المشكلة، قال المصدرون أصحاب دعوى وقف التصدير، أن تكاليف إنتاج هذا النوع من البصل مرتفعة جدا، حيث تتطلب زراعة الفدان طنين من التقاوي (30 ألف جنيه)، كما أن إنتاجيته منخفضة جدا قياسا بالبصل الأحمر، ما يعني أنه لن يحل المشكلة سعريا، ولا استهلاكيا.

المجلس التصديري يدعم وقف تصدير البصل

في الوقت ذاته، يدعم النائب عبد الحميد الدمرداش عضو لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي بالبرلمان المصري، ورئيس المجلس التصديري للحاصلات البستانية، دعوة وقف تصدير البصل مدة لا تقل عن 60 يوما، تضامنا مع المستهلك المصري، مؤكدا أنه طالب بذلك رسميا لدى وزارتي الزراعة والتموين والتجارة الخارجية، "لكن الأمر يخص المصدرين أنفسهم، ويجب أن تكون خطوة تنظيمية بينهم، ولديهم شعبة خاصة داخل المجلس التصديريط.

شعبة البصل تدعم وقف التصدير .. لن تنخفض أسعاره للمزارعين

أما النائب عز الدين جودة رئيس شعبة البصل والثوم بالمجلس التصديري، وعضو لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ المصري، فأكد أهمية إيجاد معادلة سعرية عادلة بين شقا الفلاح، وحالة المستهلك المصري، "ولذلك فإن وقف تصدير البصل شهرين على القل، يضمن استمرار سعره في السوق المحلية عند هذا الحد".

وأكد جودة في تصريح خاص بموقع "الأرض"، أن المزارعين في أمان، سواء استمر التصدير أو توقف، حيث لا يمكن أن يهبط سعره عن الحد الحرج الحالي (1150 جنيها للقنطار 60 كيلوجرام)، أي أن سعر الكيلو من المزارع حاليا نحو 19 جنيها، أي أنه أعلى من سعر حرقه في الخليج العربي.

ارتفاع صادرات البصل المصري في 2023

يُذكر أن مصر حققت رقما قياسيا في تصدير البصل خلال الموسم الجاري، (من أول سبتمبر 2022 حتى آخر يوليو 2023)، إذ بلغت الكمية التي تم تصديرها حتى نهاية يوليو، وبدون حساب كميات أغسطس، نحو 612 ألف طن، بقيمة 215 مليون دولار، بدلا من 330 ألف طن بقيمة 100 مليون دولار في الموسم السابق مباشرة، أي بزيادة بلغت كميتها 273 ألف طن، وقيمتها 114 مليون دولار.

وقال النائب عبد الحميد الدمرداش إن زيادة صادرات البصل هذا الموسم، كانت بسبب الفيضانات التي ضربت بعض دول آسيا، مثل: باكستان، وبنجلادش، إضافة إلى تراجع مساحات البصل المنزرعة في مصر خلال الموسم الماضي بسبب خسائر المزارعين عامين متتالين في هذا المحصول.