«الزراعة»: تعميم اللحوم المصنعة يسد الفجوة الغذائية في مصر
شهدت السنوات الأخيرة في سنغافورة وأمريكا وهولندا وألمانيا طفرة صناعية أطلق عليها اللحوم المصنعة أو النظيفة، ويتم إنتاجها داخل المعامل بإستخراج الخلايا الجذعية ذاتية التجدد من الحيوانات الحية، والتي تزرع بعد ذلك في المختبر على مدى أسابيع، وتعتبر غنية بالبروتين، كما يمكن التحكم في المحتوى الغذائي عن طريق تعديل مستويات الدهون والأحماض الدهنية المشبعة وغير المشبعة الصحية، إضافة لإمكانية استبدال بأنواع أخرى، مثل «أوميجا 3»، الموجودة بنحو طبيعي في الأسماك، ومن المستبعد أن تتلوث بالبكتيريا الضارة.
وقال الدكتور عادل السيد التراس، أستاذ الهندسة الوراثية بكلية الزراعة جامعة القاهر، ومستشار وزير الزراعة للتحسين الوراثي، إن المقصود باللحوم المصنعة هي محاولة لسد الفجوة الغذائية من خلال تصنيع اللحوم معمليا، ويتم ذلك عن طريق استخدام ما يسمي بالخلايا الجذعية للأنواع المختلفة من اللحوم وبعض الهرمونات والخلايا الأخري اللازمة لعملية التصنيع.
وأوضح «تراس»، خلال تصريح لموقع «الأرض»، أن هذه اللحوم يطلق عليها في الخارج اللحوم النظيفة، حيث يتم تصنيعها من خلال طلب المستهلك بزيادة بعض الدهون أو الأملاح أو بعض السكريات، فهي تصنع، وتكون خالية تمامآ من الفيروسات والبكتريا، لذا تعتبر من اللحوم النقية أو الخالية من الأمراض.
ولفت أستاذ الهندسة الوراثية، إلي أنه في الوقت الحالي انتشر وبصورة كبيرة في سنغافورة، حيث يتم تحضير تلك اللحوم حالياً في المطاعم، وبالفعل يوجد أكثر من شركة عالمية كبيرة تقوم بتصنيع تلك اللحوم في أمريكا وألمانيا.
وتابع: «العمل علي تصنيع اللحوم الأصطناعية بدأ في هولندا عام 2013 وكان اول منتج هو الهامبورجر الهولندي داخل المعامل، ثم أنتقل بعد ذلك إلي أمريكا في عام 2017، وتقدم حاليآ بشكل كبير في المطاعم بهولندا كغذاء نقي نظيف خالي من الأمراض، كما هو متوقع أن تشهد السنوات المقبلة انتشاره بشكل كبير في كل مطاعم المانيا»، مؤكدًا أن المستقبل القريب سوف يشهد تعميم لفكره اللحوم الاصطناعية أو في كل الدول، ويتم إنتاجها بكميات كبيرة نظراً لأن إنتاجها يتم خلال المعامل».
وأشار أستاذ الهندسة الوراثية، إلى أن دول أمريكا وهولندا وسنغافورة وألمانيا تشهد إقبال كبير علي اللحوم الإصطناعية بشكل أكثر من اللحوم الحية، حيث أنه تصنع علي حسب الطلب فنجد من يريد أن تكون اللحوم بها زياده في نسبة الأحماض الدهنيه أو الثلاثية فيتم تركيبها علي حسب الطلب وذوق المستهلك، ويعتبر مذاق اللحوم الأصطناعية أفضل كثير من مذاق اللحوم العادية لما تتصف به من تركيبات للمواد التي يحتاجها ذوق المستهلك.
وقال «التراس»، إننا في معامل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بدأنا في الإنتاج المعملي منذ 2017، ولكن بشكل ضيق من خلال المعامل فقط ولم يتم تطبيقها وطرحها للسوق المحلي لما تحتاج له من دراسة كافية لطبيعة المستهلك علي حسب النوع والسن والجنس الديانة والدولة وغيرها، ومدي درجة تطبيق الآمان الحيوي لتلك اللحوم.