عادة سنوية.. اختفاء تقاوي الذرة و450 جنيها للكيلو

اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة صفحات المهتمين بالزراعة، بحملات تدعو إلى مقاطعة زراعة الذرة كرد فعل سنوي لاختفاء التقاوي، وارتفاع أسعار المتاح منها إلى نحو 450 جنيها للكيلو.

وقال مزارعون وناشطون زراعيون إن ثمن الكيلو من التقاوي هذا الموسم بلغ سعر الشيكارة سابقا، حيث كانت الأخيرة زنة 5 كيلو جرامات تتراوح بين 275 و450 جنيها، حسب الصنف، والشركة المنتجة، بينما لامس سعر الكيلو هذا الموسم سقف 450 جنيها.

تقاوي الذرة الأكثر طلبا

ويبحث المزارعون في مثل هذه الأيام سنويا عن تقاو بعينها، خاصة لشركتي: هاي تك، وبايونير، إضافة إلى ما يوازي أصنافهما من تقاوي الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي بوزارة الزراعة.

وتبادل الناشطون الزراعيون دعاوى مقاطعة زراعة الذرة، خاصة بعد انخفاض أسعارها إلى نحو 10500 جنيه، نزولا من 22000 جنيه للطن قبل صفقة "رأس الحكمة" العقارية التي وفرت كميات كبيرة من الحصيلة الدولارية في البنك المركزي المصري، ما أعاد الاستيراد إلى وتيرته السابقة لأزمة كورونا.

البحث عن محصول صيفي بديل للذرة

وبدأت حسابات المزارعين مبكرا للبحث عن محصول صيفي بديل لمحصولي الذرة الشامية وفول الصويا، بفعل توقعات خبيرة حول تراجع سعرهما إلى ما دون حد التكلفة، وذلك بفعل توافر الحصيلة الدولارية التي تعيد المنظومة إلى استيراد خامات الأعلاف مرة أخرى، بدلا من تشجيع الزراعة المحلية.

وكانت مصر تستورد نحو 9 ملايين طن ذرة صفراء ونحو 4 ملايين طن فول صويا لزوم صناعة أعلاف الدواجن والماشية، قبل أن تتأزم إتاحة النقد الأجنبي اللازم للإفراج عن الواردات المصرية، وبالتالي أتيحت للمزارعين المصريين زراعة المحصولين الصيفيين كبديل لزراعة الأرز.

المحاصيل البديلة لزراعة الذرة

وقال مزارعون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن المحاصيل البديلة لزراعة الذرة صيفا، هي: اللوبيا، والفاصوليا، والعدس، ولب السوبر، مع العودة لزراعة الأرز، هربا من البحث المضني عن تقاوي الذرة التي ترفع تكلفة بند الزراعة فقط إلى نحو 6000 جنيه للفدان، مع توقع انخفاض أسعار الذرة والصويا لتقترب من حدود ما قبل أزمة كورونا.

واردات مصر من الذرة والصويا

ووفقا لتقارير مكتب الشئون الزراعية الأمريكية بالقاهرة، كانت واردات مصر من الصويا قد بلغت نحو 4 ملايين طن في العام التسويقي 2022/2023، بزيادة بلغت 400 ألف طن عن العام السابق له.

وسجل إجمالي واردات الذرة في 2023 نحو 6.3 مليون طن فقط، هبوطا من نحو 8.3 ملايين طن في العام السابق مباشرة، بتراجع قدره نحو مليوني طن.

وقال خبراء اقتصاد مصريون، إن تراجع الصادرات خلال موسم 2022/2023، كان بفعل عدم توافر النقد الأجنبي لدى البنوك، وبالتالي ارتفاع كلفة التدبير الدولاري من السوق الموازية، ما وفر الفرصة لارتفاع سعر الذرة والصويا إلى مستويات غير مسبوقة، حيث سجل الأول 24000 جنيه للطن، مقابل نحو 50 ألفا للطن من فول الصويا.