الأرض
السبت 6 يوليو 2024 مـ 09:23 صـ 30 ذو الحجة 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

يوم أوبرالي في تاريخ نقابة أطباء بيطريين مصريين بقيادة النقيب الدكتور مجدي حسن

حينما غنى البيطريون في الأوبرا المصرية .. باتونس بيك

مجدي حسن .. أم توت عنخ أمون .. لقطة معبرة لنقيب أطباء بيطريين مصر أمام مدخل المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية
مجدي حسن .. أم توت عنخ أمون .. لقطة معبرة لنقيب أطباء بيطريين مصر أمام مدخل المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية
الجيزة

ـ 1200 طبيب بيطري من 27 محافظة مصرية غنوا "جيالك نخلي الدنيا .. طول ما احنا سوا حاجة تانية"

لم يكن المصريون يتخيلون أن الطبيب البيطري - الذي يعلم لغة الطير والحيوان الصامت ويفسر دموعه ولهاثه، يعرف الغناء أو يستأنس به، إلا في يوم موعود حفرته الأقدار في السجل الصخري لنقابة أطباء بيطريين مصر، في عهدها الجديد بقيادة النقيب الدكتور مجدي حسن.

1200 طبيب بيطري رفعوا على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية لافتة "كامل العدد" 25/5/2024

اليوم الموعود كان السبت السادس والعشرين من مايو الجاري، الذي حدده الاتحاد العالمي للطب البيطري، للاحتفال باليوم العالمي لأعضائه من الأطباء البيطريين، على مستوى العالم، وكانت مصر تشارك في هذا الاحتفال سنويا، وفق قاعدة "على قد لحافك"، ولذلك لم يكن في مصر من يعرف أن هناك يوما عالميا للطبيب البيطري.

حقا، كان احتفال نقابة أطباء بيطريين مصر، احتفالا بمناسبة عالمية، وكانت نقابة الأطباء البيطريين في مصر تشارك فيه من باب "رفع العتاب"، بواسطة مجموعات متحابة أو متقاربة من خريجي كليات الطب البيطري، أو من طلبة الكليات ذاتها القريبين من عتبة التخرج والحصول على الشهادة واللقب، كما كان يتم إحياء هذا الاحتفال بمحاضرات متناثرة في الكليات أو بعض أماكن التقاء المجموعات المتقاربة من أبناء المهنة، كما جاء على لسان عدد كبير منهم (أطباء وطبيبات)، أدلوا بتصريحات قلبية وهم يتحلقون حول مجسمات أم كلثوم، ومحمد عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، في باحات حدائق الأوبرا المصرية الغناءة، مغرب السبت 25/5/2024.

وحينما يلبي نحو 1200 طبيب بيطري من جميع محافظات مصر، دعوة مجلس نقابتهم في عهدها الجيديد بقيادة الدكتور مجدي حسن، للاحتفال بيومهم في أروقة دار الأوبرا المصرية، في لقاء غير محسوب، فتلك علامة فارقة في تاريخ نقابتهم التي ما ظلمها إلا أهلها خلال تاريخ طويل مضى، أبكى آباء وأمهات خريجي هذه الكلية على حصاد أعمارهم، بداية من السهر على شمعة أبنائهم وهم في المرحلة الثانوية، ونضح زغاريد القلوب يوم إعلان نتائجهم والحصول على درجات تمكنهم من دخول كليات تمهر خريجيها بلقب "دكتور" بملو الفم.

عظمة المفاجأة في احتفالية نقابة أطباء بيطريين مصر في دار الأوبرا 2024، ليست فقط في فكرة إضاءة شعار النقابة على مسرح الأوبرا المصرية، لكن في ترشيح المطربة الطبيبة البيطرية نادين العمروسي، التي صدحت بأجمل الأغنيات ذات الرقة والعذوبة اللفظية، والتي تحمل كلماتها صورا شاعرية، صيغت في ألحان مبهجة أجبرت جموع الحاضرين على التغني والتناغم الروحي، لتنجح في إخراج الطبيب البيطري عن بروازه التقليدي المتعارف عليه، والراسخ في ذهن الشخصية المصرية، حتى كاد يتمايل رقصا مع الطرب الأصيل.

المطربة الطبيبة البيطرية نادين العمروسي تشدو بأغنيات وردة الجزائرية في الاحتفال باليوم العالمي للطبيب البيطري في دار الأوبرا المصرية 25/5/2024

نادين العمروسي .. باتونس بيك

غنت نادين العمروسي "باتونس بيك"، تلك الأغنية التي تمايلت بها المطربة الراحلة وردة الجزائرية، والتي صاغها في ألحان تجبر الروح على التمازج مع نسيج الأجساد فتخرجها جبرا عن جمودها رغبة في التمايل الرصين.

"الأرض" تحاور طبيبات بيطريات في حفل النقابة بدار الأوبرا

وبسؤال عدد كبير من الأطباء والطبيبات البيطريات عن سر اختيار هذه الأغنية، لم ينكر أي منهم أن القصد بلغ ذروته في توثيق رسالة مفادها: استئناس نقابة الأطباء البيطريين بعضو ينتمي إليها منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، لكنه لم يكن متداخلا مع تشكيلاتها النقابيّة السابقة، التي فرضت الجمود على طبيعتها، وتركت غبار الزمن للتراكم على مفاصلها، فتعرضت للشيخوخة دون تجديد.

ثلاث عالمات من الطبيبات البيطريات يتحدثن لقناة "الأرض" عن اليوم التاريخ لاحتفال نقابتهم في دار الأوبرا المصرية

نعم كنا نقصد النقيب الدكتور مجدي حسن، الذي أضاءت أفكاره ولمساته الغرف المظلمة - ليس في نقابتنا فقط، ولكن في نفوسنا وأرواحنا نحن الأطباء البيطريين، الذين طالما شعرنا باليتم والإهمال، وكم حصدنا طعم الحسرة في وجوه آبائنا وأمهاتنا، كما انتقلت إلى أزواجنا"، هذا ما قاله أطباء بيطريون التقاهم موقع "الأرض" على هامش الاحتفال بيومهم العالمي في دار الأوبرا المصرية.

قالت الطبيبات اللائي التقيناهن ـ في بهجة أضاءت عيونهن، حتى لمعت بدموع الفرحة: دخلنا كليات الطب البيطري، بعد فوزنا بدرجات عليا في الثانوية العامة، وحلمنا كثيرا بلقب "دكتور"، لكن تحطمت أحلامنا بعد التخرج على صخرة البطالة.

ـ وتقول طبيبة ثانية: درسنا نحو 50 فرعا من علوم الطب البشري والبيطري، ومعها دروس التغذية وعلاقتها بالصحة العامة، إضافة إلى علوم الفيروسات والبكتريولوجي، وكان البالطو الأبيض بشعار كلياتنا يزين صدرونا حتى مرحلة التخرج، لكن أحلامنا تكسرت على أعتاب الواقع .. فمنا من جرفته البطالة إلى أشغال أخرى، ومنا من اكتفى بالزواج .. ومنا من طاردته مسميات لا تليق بأحلامنا، منها: "دكتور بهائم"، وكل ذلك بسبب عدم تسليط الأضواء على حقيقة مهنتنا، ودورها في الحفاظ على سلامة الأغذية، ومنع الأمراض الحيوانية من الانتقال إلى الإنسان.

ـ وتقول طبيبة ثالثة: دخلنا كلية الطب البيطري طمعا في علم ننفع به ذواتنا ومجتمعنا، وتهيأت نفوسنا للاندماج مع لقب "دكتور"، لكن للأسف، لم نعد نشعر بقيمة ما نحمله من علم وأسلحة ندفع بها عن أنفسنا ومجتمعنا سموم الأغذية والأضرار الناجمة عن اختلال التوازن الإحيائي في البيئة التي نعيش فيها.

نقيب لأطباء بيطريين مصر يستلهم روح جده "توت عنخ أمون"

د. مجدي حسن نقيب أطباء بيطريين مصر يستلهم شموخ "توت عنخ أمون" في لفتة تاريخية تربط بين الطب البيطري المصري وتاريخ الفراعنة

الحقيقة التي اتفق عليها الحضور في ليلة حفرتها نقابة الأطباء البيطريين في ذاكرة ليالي الأوبرا المصرية، هي أن عهدا جديدا قد بدأ للطبيب البيطري، بقدوم نقيب مهني يعرف جيدا كيف يمزج بين مهنة الطب البيطري، وإدارة المنظومة البيطرية بأسلوب لا يهمل حق زميل المهنة، ولا يصادر حق المواطن في غذاء آمن خال من الأمراض، كما يؤمن بحق عضو نقابته في التمتع نفسيا وماليا واجتماعيا بما يتمتع به جميع أعضاء المهن الطبية في مصر (بشري، صيدلي، وبيطري) على السواء، وهو ما جعلهم يرددون بتجرد وسمو مع زميلتهم الدكتورة نادين العمروسي "أنا باتونس بيك"، بعدما رحب بهم النقيب الدكتور مجدي حسن وهو يقف في زهو على المسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية، بجوار جده "توت عنخ أمون".