الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 01:17 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

وكيل زراعة سوهاج يناقش كيفية مواجهة التغيرات المناخية

عقد الدكتور عبد اللطيف دياب وكيل وزارة الزراعة بسوهاج إجتماعا مع الدكتور أحمد حمدي مدير عام الطب البيطري بسوهاج، والمهندس مجدي إبراهيم وكيل وزارة الري بسوهاج والمهندس محمد عيسى رئيس جهاز شئون البيئة بسوهاج والمهندس محمود عبد العال مدير المكتب الفني بمديرية الزراعة بسوهاج والصحفي إسلام موسى، ومهندس محمود عبد العال مدير المكتب الفني بمديرية الزراعة بسوهاج وذلك لمناقشة تأثيرات التغير المناخي وسبل مواجهته.

وجاء ذلك تنفيذاً للتوجيهات الرئاسية بتعميم الممارسات الجيدة ومن خلال نشر مفاهيم الزراعة العضوية وتنمية البيئة بما يتوافق مع رؤية مصر 2030 والإستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وضمن التجهيز للمشاركة في فعاليات توزيع حوافز سندات الكربون للمزارعين تحت رعاية جامعة هليوبوليس بالتعاون مع الجمعية المصرية للزراعة الحيوية ومركز البصمة الكربونية وفي إطار مشروع مركز المعرفة بشمال أفريقيا، جمهورية مصر العربية والممول من وزارة الإتحادية للتعاون الإقتصادي والتنمية بألمانيا والتي من المقرر تنفيذ فعالياتها في 15 أغسطس 2024 بمحافظة سوهاج.

أوضح الدكتور عبد اللطيف دياب وكيل وزارة الزراعة بسوهاج، أن التغير في الظروف المناخية يشمل ثلاثة محاور وهما، الحرارة حيث يلاحظ فيها حدوث اختلال كبير في درجات الحرارة وأرتفاع عن درجات الحرارة المسجلة خلال السنوات السابقة، والأمطار معدلاتها وتوزيعها أوقاتها حيث نلاحظ تغير في مواسم سقوط أمطار وحدوث فيضانات في أماكن كانت تتميز بمناخ جاف ومناطق أخري قل بها سقوط الأمطار وربما تعرضت للجفاف ومحور الرياح حيث نلاحظ تعرض بعض المناطق للأعاصير خلال السنوات السابقة.

وأشار إلى أن السبب الرئيسي في ظاهرة التغيرات المناخية يعود إلى غازات الاحتباس الحراري وهي ست غازات مسئولة عن الاحتراز العالمي حيث يعمل تراكم تلك الغازات في الغلاف الجوي علي منع إشعاع الأرض للحرارة الزائدة إلي الفضاء الخارجي (ظاهرة الصوبة الزراعية) مما أدي إلي حدوث ارتفاع في الحرارة ويهمنا في هذا السياق عدد 3 غازات مرتبطة بالنشاط الزراعي وهي، غاز ثاني أكسيد الكربون وذلك ينتج عن حرق المخلفات الزراعية مثل قش الأرز إلي جانب عوادم المصانع والسيارات إضافة إلى غاز الميثان وينتج عن مزارع الأرز ومخلفات مواشي المزرعة ثم غاز ثاني أكسيد النيتروز وينتج عن عمليات التسميد الكيماوية للأراضي الزراعية واستخدام المبيدات الزراعية في المكافحة.

ولفت د. عبد اللطيف دياب إلى أن العلماء المعنيين بالتغيرات المناخية أجمعوا على أن مصر من بين الدول النامية الأكثر عرضة للتأثيرات السلبية المحتملة لتغير المناخ، فهي تقع في منطقة جغرافية فقيرة وهشة مناخيا، الأمر الذى يشكل تحدياً كبيراً أمام تحقيق خطط التنمية المستدامة، مؤكداً على أن حصة مصر تصل إلى 0.6% من الإجمالي العالمي من حجم ثلوث الهواء بغاز ثاني أكسيد الكربون.

ونتيجة للتقارير الصادرة عن منظومة الإنذار المبكر بوزارة البيئة، توقع وكيل وزارة الزراعة بسوهاج تعرض مصر وبشكل كبير لعدد من المخاطر والتهديدات والتي تتمثل في أرتفاع مستوى سطح البحر، وأرتفاع درجات الحرارة؛ وما يتبع ذلك من نقص موارد المياه وتأثير الإنتاجية الزراعية وصعوبة زراعة بعض أنواع المحاصيل وتأثر المناطق السياحية، وكذا الصحة العامة والبنية التحتية؛ وبالتالي تأثر قطاعات الطاقة والصناعة وأمن الغذاء والإقتصاد القومي.

وأضاف مهندس محمود عبد العال مدير المكتب الفني بمديرية الزراعة بسوهاج، أن التأثيرات المتوقعة على القطاع الزراعي في الآتي: نقص في إنتاجية المحاصيل الزراعية يصل إلى نحو 15%، مع زيادة الاحتياج إلى الماء وتزايد معدلات تآكل التربة وتغير خريطة التوزيع الجغرافي للمحاصيل الزراعية، وتأثير الزراعات الهامشية وزيادة معدلات التصحر إضافة إلى التأثير على المناطق الساحلية وغرق بعض المناطق الساحلية في حالة أرتفاع مستوى سطح البحر إلى 50 سم بجانب زيادة معدلات نحر الشواطئ وتغلغل المياه المالحة في التربة وتأثر الإنتاج السمكي نتيجة تغير الأنظمة الايكولوجية في المناطق الساحلية وأرتفاع حرارة مياه البحار وأيضاً، والتأثير على الصحة والارتفاع الشديد في درجات حرارة الجو يسهم في حدوث الوفيات الناجمة عن الأمراض القلبية التنفسية، وخصوصاً بين المسنين، إلى جانب إنتشار الأمراض المعدية المختلفة.

وأضاف وكيل زراعة سوهاج، أن القيادة السياسة قد فطنت لحجم الأضرار المترتبة علي ظاهرة التغيرات المناخية ونهجت العديد من السبل للحد من تلك التأثيرات الضارة والتي تعوق قاطرة التنمية وتولى رؤية مصر 2030 أهمية كبيرة لمواجهة الآثار المترتبة على التغيرات المناخية، من خلال وجود نظام بيئي متكامل ومستدام يعزز المرونة والقدرة على مواجهة المخاطر لذا أطلقت الحكومة المصرية فى 19 مايو 2022 "الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050" كأحد أركان ضمان جودة واستمرار مشاريع التنمية، والنجاة من كوارث المناخ، الأمر الذى عكس الخطوات الكبيرة التي قطعتها مصر وما زالت فى طريق العمل المناخي محلياً ودوليا لمواجهة أزمة تغير المناخ التي تشكل تهديداً لكافة مناحي الحياة بخطين متوازيين هما تقليل الانبعاثات والتعامل مع التغيرات المناخية المحتملة وذلك من خلال تشارك جميع الأطراف الحكومية والمجتمع المدني وكل الجهات ذات الصلة بهذا الشأن.

السندات الكربونية الخضراء" سيطرت علي مناقشات مؤتمر المناخ COP27

وأوضح أن تداول أرصدة الكربون شيء مهم لمساعدة أصحاب الأراضي الزراعية بجانب استخدام أساليب الري الحديث لتحقيق الاستدامة الزراعية وخفض الانبعاثات الكربونية.

وقال وكيل زراعة سوهاج، إن جامعة هليوبوليس قد تبنت من خلال مجموعة شركات سيكم ومشروع (إقتصاد المحبة ) نشر ثقافة الزراعات العضوية والتحول إلي نهج الزراعة المستدامة من خلال تقديم حوافز ودعم فني لعدد من المزارعين بمحافظة سوهاج عن طريق تقليل انبعاثات الكربون من خلال التسميد العضوي (الكمبوست) بديلاً عن الأسمدة الكيماوية المعدنية حيث يتم تعليم المزارعين طرق تصنيع الكمبوست وإضافته للأرض حيث يحصل المزارع علي مبلغ 100 جنية عن كل طن يتم إضافته إلي المزرعة و نشر ثقافة التشجير حيث يحصل كل مزارع علي مبلغ 20 جنية عن كل شجرة يزرعها في مزرعته كمحصدات للرياح كي تستطيع الشجرة الواحدة تثبيت ما يقرب من 30 كجم من ثاني أكسيد الكربون.

وأشار إلى أن تطبيق تلك الممارسات يؤدى إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وعلي رأسها ثاني أكسيد الكربون والميثان وثاني أكسيد النيتروز مع توفير غذاء آمن خالي من المبيدات وتحقيق عوائد مادية عالية للفلاح.

وأكد أن وسائل الإعلام من أهم الوسائل التي تلعب دوراً مهماً في تنمية الوعي بقضايا البيئة، وإقناع المواطن بدوره وواجباته ومسئولياته تجاه البيئة، وفهمه لقضايا مثل التنمية المستدامة، ومعرفته لتأثير الكوارث والحوادث البيئية والتغيرات المناخية على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.

من جانبه أضاف الدكتور أحمد حمدي مدير عام الطب البيطري بسوهاج، أن هناك تعاون كبير مابين مشروع التغيرات المناخية ومديرية الطب البيطري بسوهاج من ناحية رفع وتطوير كفاءة الوحدات البيطرية المختلفة، مشيراً إلى أن مشروع البط يساعد العديد من الأسر الفقيرة إضافة إلى تدريب الأطباء البيطريين على أعمال الطب البيطري.

وأوضح مدير عام الطب البيطري، أنه تم خلال الفترة الماضية تطوير وحدة ساقلته البيطرية وبنى هلال بمركز المراغة كما تم تدريب عدد من الأطباء على أعمال الطب البيطري والتخصصات المختلفة من خلال دورة تدريبية في محافظة الشرقية تكفل بها مشروع التغيرات المناخية، كما تم تسليم أكثر من 20 دفعة بط لبعض الأسر المحتاجة بمحافظة سوهاج بالتعاون مع الطب البيطري.

وأضاف الدكتور أحمد حمدي، أنه يوجد طفرة كبيرة في تطوير أعمال الطب البيطري منذ الفترة الأخيرة وهناك 30 وحدة بيطرية تتبع مشروع حياه كريمة تم رفع كفاءتهم وامدادهم بالأجهزة الحديثة، لافتاً أنه سيتم تجديد مجزرين وتحويلهم إلى مجازر نصف الآلية وهما مجزر سوهاج الرئيسي ومجزر أخميم الرئيسي إضافة إلى وجود 25 مجزر يعملون بكامل طاقتهم بالمحافظة.