الأرض
الأربعاء 3 يوليو 2024 مـ 05:30 مـ 27 ذو الحجة 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مزارع زيتون يسأل: ما فوائد الرش بمضادات الإجهاد؟

مظاهر التأثيرات السلبية للإجهاد الحراري على نبات الطماطم
مظاهر التأثيرات السلبية للإجهاد الحراري على نبات الطماطم

جواب "الأرض":

تفرض التغيرات المناخية شتاء أو صيفا، وما بينهما من خريف وربيع، تقلبات عجيبة، تتسبب في إرباك النبات، واختلال وظائفه الفيسيولوجية (البناء، التزهير، العقد، والتحجيم)، وحتى النمو وتكوين خلايا جديدة.

- ومع تعرض النبات لظواهر غريبة، مثل صقيع بارد، أو حر لاهب، يجتهد في صد آثارها، ولذا يستخدم وصيده المخزن من الكربوهيدرات فيحرقها أثناء هذا المجهود، وبالتالي يكون عرضة للفقر منها مع استمرار هذا المجهود فترات طويلة، ومتقطعة، ومتباينة الطبيعة.

أنواع الإجهاد على النبات

هذا المجهود، تم تعريفه علميا باسم "إجهاد" stress، وتتعدد أنواعه، حسب الفعل الضار الذي يتعرض له النبات، مثل: الأجهاد الحراري، الإجهاد الملحي، الإجهاد المائي (العطش)، والإجهاد الكيماوي (رش الأسمدة أو المبيدات)، والإجهاد الحيوي (الإصابات الحشرية أو الفطرية أو بحيوان النيماتودا).

- كل هذا المجهود يُدْخِل النبات في معركة رد الفعل، ولا يجد أسلحة لخوض هذه المعارك الفيسيولوجية سوى رصيده من الخزن الكربوهيدراتي الاستراتيجي، الذي كونه بعملية البناء الضوئي في الفترات الطبيعية (ضوء تحت درجة حرارة أقل من 35 درجة مئوية).

رسم توضيحي لأثر الإجهاد الملحي على النبات

سؤال: ما فائدة التدخل بمعاملات مضادات الإجهاد؟

نخطئ كثيرا حينما نطمع في حلب الحليب، دون التفكير في صحة البقرة الحلوب.

فالشجرة أو النبات بشكل عام، سواء كان حملها خفيف أو ثقيل، تقع عليها مسؤولية تجاه البراعم الجديدة اللي ظهرت في الربيع، وهي التي تقع عليها العين والقلب في الموسم المقبل.

كما أن الشجرة في حاجة دائمة إلى البناء ( تخزين الكربوهيدرات)، إما لتوجيهها إلى الثمار طمعا في الحجم المناسب الجيد، أو لحرقها كوقود أثناء الانقسامات الخلوية في النموات الجديدة (ورق، زهر، ثمار، أو حتى خشب)، وكلها عمليات نمو تُبنى فيها غرف وجُدُر وصفائح وسطى، تتطلب توافر المواد الخام التي يتكون منها هذا البناء، أو يساهم في تدعيمه (كالسيوم، مغنيسيوم، حديد، منجنيز).

- توظيف هذه العناصر في البناء يلزمه كما أسلفنا (طاقة)، ومصدر الطاقة هو الدهون، وهو الجزء الناتج عن تحولات الكهربوهيدرات داخل الخلية، وبالتالي نعاود الكرّة بذكر أهمية البناء الضوئي لتخزين كربوهيدرات في الثمار الموجودة للتحجيم، أو لجننة البراعم الربيعية (تدعيمها بطبقة اللجنين، والسليلوز، والهيميسليلوز)، أو تخزنها كطاقة للحرق في التنفس الظلامي والتنفس أثناء الظهيرة.

الإجهاد الحراري على النباتات

- فلو تعرض النبات لإجهاد حراري عالي، يغلق الثغور لمنع النتح، فيحافظ على محتواه المائي اللازم لاستمرار حياته، وبالتالي يتوقف الامتصاص في عملية متناغمة، وبالتالي تتوقف عملية البناء الضوئي الورقي، فتصدر الإشارة التلقائية لوقف الامتصاص الجذري الأرضي.

- والمشكلة ليست هنا فقط، وإنما في توقف البناء، وبدء عمليات الهدم .. حرق النشويات المخزنة لاستخدامها في التنفس، وبالتالي يتوقف التحجيم، وتتوقف عمليات لجننة البراعم الجديدة.

أهمية استخدام مركبات منع الإجهاد الحراري

- استخدام مركبات منع الإجهاد الحراري، مهمة للغاية، لإعانة النبات على مواجهة المجهود الناتج عن إفراز الإيثيلين في الحرارة العالية (الشيخوخة)، كما أن الحرارة العالية تدفع النبات لإفراز الحمض الأميني (البرولين)، لمعادلة الضغط الإسموزي داخل الخلية، فيكلف النبات حرق المزيد من مخزونه الكربوهيدراتي، وبالتالي يتوجب علينا إضافته - أي البرولين، من الخارج جاهزا، حيث يفيد - بصفته أهم الأحماض الأمينية الحرة - في بناء الجهاز المناعي للنبات.

الإجهاد الملحي على النبات

الإجهاد الملحي، هو المجهود الذي يبذله النبات لمواجهة تعرضه في منطقة الجذور لزيادة عنصر الصوديوم، أو زيادة تركيز أملاح الأسمدة في مياه الري أو التربة.

ومن الطبيعي أن يرتفع الضغط الإسموزي نتيجة زيادة تركيز المواد الصلبة الملحية في الماء الموجود في منطقة انتشار الجذور، خاصة بعد إغلاق الثغور بفعل الحرارة العالية أو نقص البوتاسيوم، وبالتالي وقف الامتصاص الأرضي.

والنتيجة هنا: تدفق المحتوى الرطوبي في الاتجاه المعاكس، أي من القنوات العصارية للنبات تجاه الأرض، فيحدث الذبول.

خطورة إفراز الإيثيلين .. هرمون الشيخوخة أو النضج

الإيثيلين (هرمون الشيخوخة)، يتم استدعؤه بواسطة هرمون التساقط (الأبسيسيك)، والأخير يُفرزه النبات كنتيجة طبيعية للإحساس بالحرارة العالية أو تراجع مستوى المحتوى الرطوبي داخل سيتوبلازم الخلية (العطش)، وهنا يرتفع الضغط الإسموزي في الخلية نتيجة زيادة تركيز العناصر في محتوى رطوبي قليل، فتحدث الربكة الكبرى والخلل الأعظم، الذي يستدعي إفراز الأبسيسيك، والأخير يدعو لحضور عامل إطفاء أنوار المشهد، وهو الإيثيلين (هرمون الشيخوخة)، ومعه تراجع تخليق الأوكسينات، وبالتالي استدعاء إنزيم البكتنيز الذي يذيب البكتات من منطقة اتصال الأوراق أو الثمار بالأم، وبالتالي تحدث منطقة انفصال فيتم التساقط.

مظاهر الآثار السلبية لإجهادات الملوحة والإصابات الحشرية

خطة التدخل السريع لوقف آثار الإجهاد على النباتات

* السالسيليك والإسكوربيك والبرولين كلها أحماض تعمل على معادلة الضغط الأسموزي داخل الخلية، نتيجة سحب عمود الماء الصاعد إلى الشجرة بالخاصية الشعرية والإسموزية، وبالتالي وقف إفراز الأبسيسيك، وسد الطريق على الإيثيلين، فيستمر تخليق الأوكسين، وبالتالي وقف البكتنيز، ومعه وقف التساقط، شرط توافر الري الآمن، أي توافر المحتوى الرطوبي الجيد في منطقة انتشار الجذور، واستخدام معالجات الملوحة (الكالسيوم، النيتريك، الأحماض الكربوكسيلية مثل السيتريك، الأحماض العضوية الدبالية مثل الفولفيك، إضافة إلى الكبريت.

فوائد توافر الماء في صد عوامل الإجهاد الحراري والملحي

العمليات الحيوية (الفيسيولوجية) السابق سردها، لا تتم بمعزل عن توافر الماء الجيد في منطقة انتشار الجذور، وفي حضور البوتاسيوم والبرولين والسالسيليك والإسكوربيك، وجميعها يرفع الضغط الإسموزي، فيدعو عمود الماء المتوافر بالخاصية الشعرية للصعود إلى أعلى، ومعه تمتلئ الخلايا الحارسة حول الثغور، فتنتفخ وترتخي في اتجاه الجاذبية الأرضية، وهنا تنفتح الثغور ميكانيكيا، فيحدث النتح جبريا، ومعه إطلاق الإشارة إلى الجذور لبدء الامتصاص، ومعه انتظام كل العمليات السابق ذكرها بأمان.

الإجهادات الأخرى (الكيماوية والحشرية والفطرية والنيماتودية)

يتعرض النبات لأفعال سيئة أيضا نتيجة التعامل بالمبيدات أو الرش الورقي بتركيزات أعلى من الحد المسموح في محلول الرش، كما ينزعج بفعل الوخذ أو قرض أجزاء منه بفعل حشرة أو فطر أو حيوان النيماتودا، ومع هذه الأفعال تتعدد وتتباين أيضا ردود الأفعال لمواجهة الآثار السلبية، ومع هذه الآثار يدخل النبات في حروب الصد للحيلولة دون إفراز الأبسيسيك، ثم الإيثيلين، ومعه توقف إفراز الهرمونات أو منظمات النمو الطبيعية، وبالتالي اكتمال الدورة سالفة الذكر بتخليق إنزيم إذابة البكتات (البكتنيز).

نهاية معارك الأجهادات على النباتات

ونتيجة الدخول في هذه المعارك، كما أسلفنا، يتم حرق المزيد من المخزون الكربوهيدراتي الإستراتيجي، ومعه اختلال المنظومة الكلية، فتنهار مناعة النبات، وهو ما يفسر تساقط الأزهار، والثمار حديثة العقد، أو اختلال تكوين هرمونات التزهير، أو الخلل في البناء السليم أو المثالي للأزهار، فتُختَزَل المبايض، أو تضمر المياسم، وهو ما يفسر تكوين ما يعرف بالأزهار المذكرة، سواء في الخضر، أو الفاكهة.

#ودمتم