الأرض
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 10:47 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

المانجو المصرية الفائقة تستعد لغزو جنوب شرق آسيا

قد تصبح منطقة جنوب شرق آسيا قريبًا سوقًا تصديريًا جديدًا لواحدة من أكثر الفواكه غير المتوقعة في مصر، وهي المانجو.

ويبدو هذا غير واقعي، بالنظر إلى أن المنطقة هي موطن لما لا يقل عن خمسة من منتجي المانجو المشهورين ومصدرين كبار: فيتنام، والفلبين، وتايوان، وتايلاند، وإندونيسيا، حيث تعد الأخيرة ثاني أكبر مزارع للمانجو على مستوى العالم! ومع ذلك، فإن بعض الأسواق في جنوب شرق آسيا يمكن أن تصبح وجهات واعدة لصادرات المانجو المصرية، والتي تتطور الآن بنشاط في مناطق أخرى مثل أوروبا أو الشرق الأوسط.
على الرغم من كون جنوب شرق آسيا مصدرًا عالميًا رئيسيًا للمانجو، إلا أن المنطقة تستورد أيضًا كمية كبيرة من هذه الفاكهة. تعد ماليزيا وهونج كونج وسنغافورة وتايلاند من بين أكبر 20 مستوردًا عالميًا. وأغلب الواردات تتم داخل المنطقة، وتساهم فيها أيضاً الصين والهند، مما يترك حصة أصغر لبلدان أخرى. ومع ذلك، حتى جزء صغير من إجمالي الحجم السنوي، والذي يمكن أن يصل إلى 150.000 طن، يمثل فرصة كبيرة ومكانة سوقية جديدة واعدة.
على سبيل المثال، تستورد سنغافورة وحدها ما بين 20 ألف إلى 25 ألف طن من المانجو سنويًا، وتمثل تايلاند وماليزيا 80 إلى 85% من إجمالي الواردات من خلال الكميات المزروعة محليًا والمعاد تصديرها. ومن بين الموردين الآخرين الأقل أهمية دول آسيوية مثل الهند والصين وإندونيسيا وميانمار وباكستان والفلبين وفيتنام وتايوان، بالإضافة إلى أستراليا. تقوم أستراليا بتزويد السوق السنغافورية بشكل أساسي في الخريف والنصف الأول من الشتاء، في حين يوفر الموردون الآسيويون إمدادات على مدار العام، وتبلغ ذروتها من مارس إلى يونيو.
إن استهداف السوق في سنغافورة أو دول جنوب شرق آسيا الأخرى سيشكل بلا شك منافسة شديدة للموردين المصريين، نظرًا لوجود مزارعين محليين وموردين من دول مجاورة. ولذلك، فإن الإستراتيجية المصرية التقليدية المتمثلة في بيع كميات كبيرة من أصناف السوق الشامل بأسعار منخفضة ليست قابلة للتطبيق في هذه الحالة. وبدلاً من ذلك، فإن التركيز على ما يسمى بالمانجو الفائقة، والتي لا يعرفها المستهلكون خارج مصر إلى حد كبير، يمكن أن يستهدف شريحة السوق المتميزة، وبالتالي تجنب المنافسة المباشرة مع غالبية الموردين.
تعد مصر موطنًا لأكثر من 200 نوع من أنواع المانجو، معظمها غير معروف عالميًا. ولا يستخدم المصدرون المصريون عادة سوى عدد قليل من الأصناف، التي يتم اختيارها لقابليتها للنقل وليس لطعمها ونكهتها. ومع ذلك، يمكن اعتبار الأصناف المحلية الأخرى الأقل شهرة "مانجوًا فائقًا" نظرًا لحلاوتها الاستثنائية ونكهتها المميزة ورائحتها وطعمها.
إن الشحن الجوي لهذه المانجو المحلية الحلوة إلى وجهات مثل سنغافورة وهونج كونج وماليزيا يمثل فرصة قيمة للمصدرين المصريين الذين يركزون على الصادرات عالية القيمة. ويتراوح سعر الجملة المحلي للمانجو المصري حاليًا من 0.25 دولارًا إلى 0.90 دولارًا للكيلوجرام. وعندما تقترن تكاليف الشحن الجوي اللوجستية إلى سنغافورة بحوالي 1.20 دولار أمريكي للكيلوجرام الواحد، فإن هذا يخلق فرصة مثالية لاستهداف القطاع المتميز في المنطقة.
علاوة على ذلك، فهو يزيل المخاطر اللوجستية البحرية المرتبطة بحصار البحر الأحمر ويسمح للمصدرين المصريين بتجاوز المنافسة من موردي السوق الشامل، سواء كانوا إقليميين أو من دول مثل باكستان أو الصين.
سيتم تقديم معلومات تفصيلية حول فرص تصدير الفواكه والخضروات المصرية في جنوب شرق آسيا في جلسة خاصة لمؤتمر الفاكهة الآسيوي خلال مؤتمر Asia Fruit Logistica في 6 سبتمبر. كما ستتاح لزوار المعرض فرص كبيرة لتأمين أفضل صفقات المنتجات مع المصدرين المصريين. طوال المعرض التجاري الذي يستمر ثلاثة أيام في هونغ كونغ.