السكريات الكحولية جيل جيد من التسميد تحت تغيرات المناخ.. فيديو
مع تزايد حدة الضطرابات المناخية تتعرض النباتات لحالة من الاضرابات التي تحدث خلل في العمليات الحيوية المختلفة ما يجعل النباتات في حاجة ماسة إلى مركبات غذائية سهلة الدخول سريعة الامتصاص قوية التأثير الأمر الذي استدعى الخبراء للتوجه نحو استخدام السكريات الكحولية .
ما هي السكريات الكحولية؟
أوضحت مراجع الكيمياء الحيوية أن السكريات الكحولية عبارة عن مركبات عضوية بسيطة تصنع بصورة طبيعية داخل النبات وهي من أهم نواتج عملية البناء الضوئي فهي كربوهيدرات مهدرجة اختزلت فيه مجموعة الالديهايد(CHO) الى مجموعة الهيدروكسيل (CH2OH) وعددها أكثر من (17) نوع .
وقد سميت كحولية بسبب تركيبها الكيميائي حيث يشتق اسم السكريات الكحولية من الاسم العام لمجموعة ذات الكربون السداسي وهذه السكريات لها القدرة على الدخول إلى أوعية النبات بسهولة بموجب تركيبها الخيطي السلس كذلك سهولة التحرك بحرية داخل الأوعية النباتية مع امكانية تحميل أي عنصر غذائي عليها.
مزايا التسميد بالسكريات الكحولية
أكد خبراء تغذية النبات أن هناك ميزات نسبية لاستخدام السكريات الكحولية كحول غير تقليدية في تسميد النباتات من خلال الرش الورقي وذلك لأنها تتميز بمايلي:-
1- سريعة الإمتصاص من قبل النبات لصغر حجمها الجزيئي جدا.ً
2- سريعة الحركة داخل النبات مما تساعد على تسهيل حركة نقل العناصر الغذائية داخل النبات بسهولة .
3- قابليتها على ترطيب سطح الأوراق النباتية لقدرتها على إمتصاص بخار الماء من الهواء الجوي مما يعمل على زيادة الوقت اللازم للامتصاص مما يزيد كفاءة إمتصاص العنصر.
4- مركبات لها قابلية ذوبان عالية سهلة التطبيق والإستخدام.
5- قدرتها على توافق الخلط مع المبيدات ومع جميع العناصر الغذائية .
6-. مركبات نقية خالية من العناصر الثقيلة مثل النيكل والكادميوم والرصاص.
7- تحتاج الى طاقة قليلة لتكوين المعقدات مع العناصر الغذائية وذلك لصغر وزنها الجزيئي.
8- تمنع إحتراق سطح الأوراق الناتج عن زيادة تركيز العنصر.
9- عالية الثبات في محاليل PH المختلفة .
10- مغذيات طبيعية تغطي كامل مساحة الورقة وتعمل على زيادة الوقت اللازم للإمتصاص مما يزيد كفاءة امتصاص العنصر.
آلية عمل الأسمدة (السكريات) الكحولية داخل النبات
كشفت عدد من الأبحاث العلمية، أهمية السكريات الكحولية العملية في أنها تزيد من كفاءة التسميد الورقي حيث إنها تعمل على نفاذ العناصر الغذائية من خلال طبقة الكيوتكل الى الفراغات البينية بين الخلايا في الورقة و ذلك من خلال الثغور الموجودة داخل طبقة الكيوتكل مستغلة بذلك الحجم الجزيئي للسكريات الكحولية الصغير جداً ومن المعروف إن إنتقال الماء والعناصر الغذائية داخل النبات يكون عبر الخشب واللحاء فقط التي ترتبط بالقنوات الايضية لكن المشكلة الرئيسية إن المدخل الرئيسي للخشب هو القمم النامية في الجذور فقط وليس الأوراق أما اللحاء فهو لا يسمح بدخول أي شي إلى داخله بسهولة .
أفادت الأبحاث، عملية التسميد الورقي عند استخدام الأسمدة الأعتيادية تحتاج إلى طاقة ووقت من أجل تكسير هذه المغذيات وبالتالي فان جزء ضئيل منها فقط يستطيع الدخول وهذا ما استطاعت السكريات الكحولية من التغلب عليه باعتبارها مكون طبيعي يسمح اللحاء بمروره بسهولة مما يؤدي الى إيصال اكبر كم ممكن من العنصر الى داخل النبات وبذلك تعتبر السكريات الكحولية أفضل نظام توصيل تتميز بالمرونة والقدرة على توصيل مجموعة كبيرة من المغذيات الصغرى للنبات من خلال اللحاء والخشب.
نتائج المعاملة بالسكريات الحكولية على النباتات
أثبتت التجارب العلمية أن الرش بالسكريات الكحولية (السوربيتول والمانيتول) يؤدي إلى تحسين نمو النبات وزيادة إنتاجه لما لها من تأثير في نفاذية الأغشية الخلوية نظراً إلى صغر حجم جزيئاتها مما يسهل عملية اختراق ا للأوراق فتتراكم في أنسجة النبات.
وهذا سيؤثر في العمليات الحيوية للنبات والتنفس وتحرير الطاقة وإنتاج (ATP) والتي تشترك في نمو النبات من خلال زيادة الانقسام والاستطالة للخلايا إضافة إلى دورها في تنظيم الجهد الأسموزي عندما تتراكم داخل النبات ومن ثم ستؤدي إلى تحسين امتصاص النبات للماء والمغذيات من التربة واستخدامها في زيادة النمو الخضري عدد أوراق ومساحة ورقية.
ويمكن أن تفسر زيادة عدد الأزهار كنتيجة لتحفيز التصنيع الحيوي للأحماض الأمينية والنووية وتكوين البروتينات والذي يدفع بشكل مباشر في اتجاه تكوين البراعم الزهرية وتطور مبايضها ويساعد تسهيل حركة السكريات الذائبة المنتجة في الأوراق في التركيب الضوئي إلى أماكن استهلاكها في تحسين وزن وحجم الثمار ومن ثم في إنتاج النبات إضافة إلى زيادة العمليات الفيزيولوجية والحيوية المختلفة لنمو النبات حيث تعمل السكريات الكحولية مستقبلاً للهيدروجين فتزيد من نشاط الإنزيمات التي تؤدي دوراً مهماً في التفاعل.