عاصمة البندق التركية تواجه تهديدات تغير المناخ
هل تعلم أن معظم البندق الذي تتذوقه في الشوكولاتة والحلويات يأتي من تركيا، وتحديدا من سلسلة جبال ساحلية في منطقة البحر الأسود؟ هذه المنطقة التي اشتهرت منذ آلاف السنين بزراعة البندق أصبحت اليوم مهددة بسبب تغير المناخ.
تقع مدينة غيرسون التاريخية على سفوح جبال بونتيك في شمال شرقي تركيا، حيث يزرع البندق منذ العصور القديمة.
وتنتج تركيا أكثر من 72% من البندق في العالم، وأكثر من 60% من هذا الإنتاج يأتي من منطقة شرق البحر الأسود، وبالتحديد من مدينة غيرسون. يعود تاريخ زراعة البندق هنا إلى قرون بعيدة، حيث ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت، في القرن الخامس قبل الميلاد، وفرة البندق في هذه المنطقة.
لكن على الرغم من هذه الجذور التاريخية العميقة، فإن صناعة البندق في غيرسون تواجه تحديات جديدة. يؤثر تغير المناخ بشكل متزايد على المحصول، مع زيادة الرطوبة وانتشار الآفات التي تهدد نمو الأشجار وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض. تقول عالمة وقاية النبات والمزارعة سيبات أوزمان سوليفان: "انتشرت آفات جديدة في السنوات الأخيرة بسبب تغير المناخ، وهذا يمثل تهديدًا حقيقيًا للزراعة هنا".
ورغم هذه التحديات، تبذل النساء في المنطقة جهودًا كبيرة للحفاظ على هذه الصناعة التي تشكل جزءًا من تراثهن الثقافي. فالعديد من النساء، مثل ساياري سونجور، إحدى مالكات شركة "هوم أوف هازلنت" التي تديرها ثلاث شقيقات، يسهمن بشكل كبير في إنتاج البندق وبيعه. تقول سونجور: "في هذه المنطقة، تنتج النساء 80% من محصول البندق، ونحن نسعى لتشجيعهن على أن يكنّ أكثر فاعلية في اتخاذ القرارات الزراعية."
على الرغم من التحديات المناخية، يظل مزارعو غيرسون فخورين بنجاحهم ويعملون جاهدين للحفاظ على تقاليدهم الزراعية. تلتزم المنطقة بالحفاظ على نظامها البيئي الفريد، الذي يجمع بين الجبال والبحر، لضمان استدامة زراعة البندق للأجيال القادمة.