الأرض
الإثنين 3 فبراير 2025 مـ 05:51 صـ 5 شعبان 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

نتيجة وصول أسعار البن لرقم قياسي..

محمصو القهوة يلجأون إلى الذرة والأرز والفول السوداني

محصول البن
محصول البن

سجلت أسعار محصول البن، رقماً قياسياً، جعله أكثر المنتجات ارتفاعاً سعرياً، بنحو أكثر من 93% خلال عام 2024 الماضي، مما تسبب في انخفاض ملحوظ في نسب الطلب في معظم الأسواق الرئيسية، حيث وصل - حتى يناير 2025، إلى أدنى نسب استهلاك في أغلب البلدان.

و باتت صناعة القهوة، تعتمد بشكل متزايد على المستهلكين في بلدان العالم النامي والاقتصادات الناشئة، ولكن - منذ مطلع العام الجاري، بدأ يتلاحظ ان الاستهلاك في هذه الأسواق يشهد تذبذب واضح وانخفاض ملحوظ، في ظل ضعف نمو الطلب للولايات المتحدة ودول أوروبا ذات الدخل المرتفع.

وكشفت وزارة الزراعة الأمريكية، ان آخر بيانات قطاع القهوة، تؤكد أن الأسعار المرتفعة جعلت بعض الأسواق لا تقوم على جودة زراعة البن، بل تحولت بعض المحامص إلى استخدام حبوب البن الأقل جودة، في الوقت التي انخفض الطلب فيه على البن البرازيلي، أكبر منتج للقهوة عالمياً، وانخفض حجم الطلب عليه من جانب الصين وشرق آسيا، خاصة فيتنام وإندونيسيا.

خسائر ضخمة مرتقبة لمصنعي القهوة

من جانبه، أكد مركز أبحاث وتحليل القهوة في شركة سوكريس إيه دينريس إس إيه للتجارة، ان الدول ذات الدخل الأقل، ستنكمش في حجم الطلب، في ظل أسعار التجزئة المرتفعة، مما سيسبب في خسارة كبيرة لمصنعي القهوة.

يأتي هذا التحول بعد أن قفزت أسعار الحبوب من صنف أرابيكا، المستخدم في الخلطات الفاخرة، بنسبة 94% في الأشهر الـ 12 الماضية، لتصل إلى مستوى قياسي جديد هذا الأسبوع، كما ارتفعت العقود الآجلة لصنف الروبوستا، بعد أن أدى الطقس السيئ في البرازيل، وفيتنام، ثاني أكبر مورد للقهوة، إلى خفض المحاصيل وأثار المخاوف بشأن العجز العالمي.

وشوهد زيادة في استهلاك القهوة للدول المنتجة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إذ بلغ الاستهلاك المحلي نحو كيس واحد من كل 3 أكياس قهوة منتجة في هذه البلدان، وفق بيانات منظمة القهوة الدولية.

وأفادت جمعية صناعة القهوة البرازيلية (أبيك)، إن المستهلكين من المرجح أن يصبحوا "أكثر تحفظًا"، كما أن أكبر مزارع في العالم (فيتنام) هي ثاني أكبر سوق للطلب.

اللجوء للذرة والأرز والفول لخفض تكاليف البن

وقالت جمعية مصدري وصناعات القهوة الإندونيسية، إن محمصي القهوة المحليين يتحولون الآن إلى استخدام حبوب منخفضة الجودة للسيطرة على التكاليف، وأضافت أن مكونات مثل الذرة المحمصة والأرز والفول السوداني تتم إضافتها لتحل محل حبوب البن في المنتجات المستهدفة للمقاهي الصغيرة منخفضة التكلفة.

أما جمعية بون ما ثوت للقهوة في مقاطعة داك لاك الواقعة في المرتفعات الوسطى، وهي أكبر منطقة لزراعة القهوة في أكبر بلدان العالم الإسلامية، إن أسعار القهوة المرتفعة جعلت بعض المشترين في أسواق فيتنام، مترددين في تقديم طلبات كبيرة.

أما الصين، باعتبارها مشتريًا رئيسيًا للعديد من السلع الزراعية، لا تزال مبتدئة في مجال القهوة، ويظل الشاي المشروب الأكثر شعبية بها، ومع ذلك، أصبح شرب القهوة في المناطق الحضرية الصينية ملحوظًا، حيث قدرت وزارة الزراعة الأمريكية مؤخرًا أن الاستهلاك زاد بأكثر من الضعف في العقد الماضي.

ولكن في عام 2024، تراجعت شحنات القهوة من البرازيل إلى الصين، وفقًا لمجموعة سيكاف، وهي مجموعة مصدرين في الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية، وذلك بعد طفرة في عام 2023.