الأرض
السبت 22 فبراير 2025 مـ 09:36 صـ 24 شعبان 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

توترات دبلوماسية تهدد صادرات جنوب إفريقيا

باتت صادرات جنوب إفريقيا من الفواكه، وخاصة الموالح، في خطر بعد أن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا مفاجئًا يوم الجمعة (7 فبراير 2025)، يقضي بتقييد التمويل المقدم للبلاد. ويهدد هذا القرار حوالي 110,415 طنًا سنويًا من الموالح التي تدخل السوق الأمريكية معفاة من الرسوم الجمركية، مما يثير مخاوف كبيرة لدى قطاع الزراعة الجنوب إفريقي.

يرتبط هذا الإجراء بتدهور العلاقات بين واشنطن وبريتوريا، حيث برر ترامب قراره بالإشارة إلى قانون "نزع الملكية دون تعويض" الذي أقرته جنوب إفريقيا في 2024، معتبرًا أنه يستهدف الأقليات العرقية الأفريكانية، إلى جانب سياسات أخرى يراها معادية لفرص العمل والتعليم والتجارة. كما أشار إلى مواقف جنوب إفريقيا العدائية تجاه الولايات المتحدة وحلفائها، مثل اتهامها لإسرائيل بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وتعزيز علاقاتها التجارية والعسكرية مع إيران.
ويخشى مراقبون أن يكون هذا القرار خطوة أولى نحو استبعاد جنوب إفريقيا من برنامج "قانون النمو والفرص في إفريقيا" (AGOA)، الذي يمنح صادراتها ميزة الوصول إلى السوق الأمريكية دون رسوم جمركية. وإذا تحقق ذلك، فإن تأثيره سيمتد إلى قطاعات أخرى، مثل صناعة السيارات، ما قد يؤدي إلى خسائر بمليارات الدولارات.
ردود فعل داخلية وتحذيرات اقتصادية
أعرب نوكو ماسيبا، رئيس اللجنة البرلمانية الدائمة للزراعة والتنمية الاقتصادية، عن معارضته لسياسة مصادرة الأراضي دون تعويض، مشيرًا إلى أن الأوامر التنفيذية الأمريكية ستضر بالمزارعين، خصوصًا في مقاطعتي كيب الغربية والشمالية. وأكد أن قانون AGOA ساهم في دعم آلاف الوظائف، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا، محذرًا من أن السياسات القائمة على التمييز العرقي ستعمق الفجوة الاقتصادية وتؤدي إلى مزيد من الفساد.
بدوره، حذر جاستن تشادويك، الرئيس التنفيذي لجمعية مزارعي الموالح في جنوب إفريقيا، من أن استبعاد بلاده من AGOA سيضعف قدرتها التنافسية أمام دول مثل بيرو وتشيلي، التي تصدر الموالح إلى الولايات المتحدة بتكاليف أقل وبفترات عبور أقصر. وأوضح أن الرسوم الجمركية المحتملة، التي قد تصل إلى 9 سنتات لكل كيلوجرام، ستشكل عبئًا كبيرًا على المنتجين، مما قد يؤدي إلى خسائر تفوق مليار راند وفقدان آلاف الوظائف في المناطق الريفية.
دعوات للحوار وإعادة ضبط العلاقات
وفي محاولة لتجنب تداعيات الأزمة، أرسل وزير الزراعة جون ستينهاوزن ممثلًا عن وزارته إلى واشنطن لبحث إمكانية التوصل إلى حلول. وأكد أن هذا التوتر يشكل فرصة لإعادة تقييم العلاقة بين البلدين، مشددًا على أهمية السوق الأمريكية لاقتصاد جنوب إفريقيا، حيث بلغت صادراتها إليها أكثر من 3.1 مليار دولار في 2023، مع ارتفاع متواصل في 2024.
مخاوف من تصعيد اقتصادي ودبلوماسي
مع تصاعد التوترات، تبقى المخاوف قائمة بشأن تأثير هذه الأزمة على قطاع الزراعة، خاصة أن الموالح الجنوب إفريقية تلعب دورًا مهمًا في السوق الأمريكية، حيث توفر تنوعًا في المواسم وتساعد على استقرار الأسعار. يرى الخبراء أن الضغط الأمريكي قد يدفع حكومة جنوب إفريقيا إلى إعادة النظر في بعض سياساتها، لكن مدى استجابتها لهذا التحدي لا يزال غير واضح.