محصول القمح القياسي في الهند مهدد بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتلوث

تسعى الهند إلى تحقيق إنتاج قياسي من القمح لموسم 2024-2025، مستهدفة 115 مليون طن، مدعومة بتوسع المساحات المزروعة إلى مستوى غير مسبوق بلغ 324.38 مليون هكتار، بفضل ظروف مناخية مواتية وبرامج الدعم الحكومي. ومع ذلك، يواجه هذا الهدف تحديات مناخية وبيئية قد تؤثر على المحصول.
ارتفاع درجات الحرارة يهدد الإنتاج
تشير التوقعات الصادرة عن إدارة الأرصاد الجوية الهندية (IMD) إلى ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2-3 درجات مئوية خلال الأسابيع المقبلة في مناطق زراعة القمح، لا سيما في ولاية أوتار براديش.
درجات الحرارة الدنيا تجاوزت بالفعل 15 درجة مئوية في بعض المناطق، مما قد يؤثر سلبًا على نمو المحصول ويقلل من الإنتاج النهائي.
في حالة استمرار هذا الاحترار غير الطبيعي، فقد تتراجع الكميات المنتجة عن المستوى المستهدف، وربما تنخفض إلى أقل من 110 ملايين طن وفقًا لبعض المحللين.
استراتيجية حكومية لموازنة السوق
لمعالجة التقلبات المحتملة في الإنتاج والأسعار، اتخذت الحكومة الهندية إجراءات مثل:
زيادة حجم مبيعات القمح في إطار برنامج السوق المفتوحة (OMSS) من 1.5 مليون طن إلى 4 ملايين طن أسبوعيًا، مما قد يساهم في خفض الأسعار المرتفعة.
رغم ذلك، قد يؤدي وصول المحصول الجديد إلى انخفاض إضافي في أسعار الحبوب، ما قد يؤثر على دخل المزارعين.
كما تدرس أستراليا احتمال تخفيض رسوم واردات القمح الهندية بحلول نهاية 2025، في خطوة استباقية لاحتمال عدم تحقيق الهند لمستويات الإنتاج المستهدفة.
تلوث الهواء وتأثيره على المحصول
إلى جانب تغير المناخ، يشير الباحثون إلى أن التلوث البيئي يمثل تهديدًا آخر لمحاصيل الحبوب:
دراسة أجرتها جامعة ستانفورد أكدت أن انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين الناتجة عن محطات الفحم تؤدي إلى انخفاض إنتاج القمح والأرز بنسبة 10%.
قد يفاقم هذا العامل من التحديات الزراعية التي تواجه الهند، مما يجعل تحقيق الإنتاج القياسي أكثر صعوبة.
التوقعات المستقبلية
رغم التوسع الزراعي والدعم الحكومي، فإن نجاح محصول القمح الهندي لعام 2024-2025 يعتمد بشكل كبير على التطورات المناخية والإجراءات الحكومية المستقبلية. أي اضطرابات مناخية إضافية أو استمرار التلوث قد يستدعي تعديلات على سياسات الاستيراد، مما قد يؤثر على ديناميكيات السوق الهندية والعالمية في الأشهر المقبلة.