الهند تدرس زيادة الرسوم الجمركية على الزيوت النباتية لدعم المزارعين

تتجه الهند نحو رفع الضرائب على استيراد الزيوت النباتية، في خطوة تهدف إلى دعم المزارعين المحليين بعد انخفاض أسعار البذور الزيتية في البلاد، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام هندية عن مصادر حكومية مطلعة.
وقد تؤدي هذه الزيادة، التي ستكون الثانية خلال ستة أشهر، إلى ارتفاع أسعار الزيوت النباتية والبذور الزيتية المحلية، لكنها قد تؤثر سلبًا على الطلب وتقلل من واردات البلاد من زيت النخيل وزيت فول الصويا وزيت عباد الشمس.
تعديلات ضريبية متوقعة
في سبتمبر 2024، فرضت الهند رسومًا جمركية أساسية بنسبة 20٪ على الزيوت النباتية الخام والمكررة. وبعد المراجعة، تمت زيادة الرسوم على زيت النخيل الخام وزيت فول الصويا الخام وزيت عباد الشمس الخام من 5.5٪ إلى 27.5٪، بينما بلغت ضريبة استيراد الدرجات المكررة من هذه الزيوت 35.75٪. ومع ذلك، لا تزال أسعار فول الصويا المحلية أقل بنسبة 10٪ من السعر الذي حددته الحكومة كحد أدنى للدعم، مما دفع السلطات إلى التفكير في رفع جديد للضرائب.
وصرّح مسؤول حكومي لم يكشف عن اسمه: "نظرًا لانخفاض أسعار البذور الزيتية، فمن المنطقي رفع الرسوم الجمركية على الزيوت المستوردة لحماية المزارعين المحليين." ومع ذلك، لم يتم تحديد نسبة الزيادة الجديدة بعد.
تأثير على الواردات والإنتاج
يؤدي الاعتماد الكبير للهند على استيراد الزيوت النباتية - حيث يتم استيراد ما يقرب من ثلثي احتياجاتها - إلى جعل أي تعديل ضريبي مؤثرًا على السوق العالمية. تأتي معظم واردات زيت النخيل من إندونيسيا وماليزيا وتايلاند، بينما يتم شراء زيت فول الصويا وزيت عباد الشمس من الأرجنتين والبرازيل وروسيا وأوكرانيا.
في سياق متصل، أفادت وسائل الإعلام في 20 فبراير بأن المصافي الهندية ألغت طلبات شراء 100 ألف طن من زيت النخيل الخام، والتي كان من المقرر تسليمها بين مارس ويونيو، وسط توقعات بارتفاع الرسوم الجمركية.
تراجع إنتاج بذور اللفت
على صعيد آخر، توقعت وزارة الزراعة الأمريكية انخفاض إنتاج الهند من بذور اللفت وزيتها في موسم 2024/2025، حيث يُقدر الإنتاج بنحو 11.7 مليون طن، مقارنة بـ 12.3 مليون طن في العام السابق. ويُعزى هذا الانخفاض إلى التحول نحو زراعة محاصيل أكثر ربحية، مما أدى إلى تقليص المساحة المزروعة من 9.3 مليون هكتار إلى 8.9 مليون هكتار.
ورغم انخفاض الإنتاج بنسبة 5٪، ظل معدل الإنتاج لكل هكتار مستقرًا عند 1.3 مليون طن/هكتار، بفضل الظروف الجوية الملائمة والأسمدة الفعالة. ومع ذلك، تم تعديل إنتاج زيت بذور اللفت إلى 4 ملايين طن، بانخفاض 5٪ عن التوقعات السابقة.
الطلب المحلي على الزيوت
يظل زيت بذور اللفت عنصرًا أساسيًا في المطبخ الهندي، حيث يُستهلك محليًا بشكل شبه كامل مع تجارة خارجية محدودة. بينما تزداد شعبية الزيوت الأخرى، مثل زيت عباد الشمس والزيوت المكررة، في المناطق الحضرية بسبب مذاقها الأخف.
ورغم انخفاض الإنتاج، حافظت وزارة الزراعة الأمريكية على تقديراتها لسحق بذور اللفت عند 10.5 مليون طن، بسبب الطلب المستمر. كما تم تعديل المخزون النهائي من زيت بذور اللفت إلى 358 ألف طن، بعد أن كان التقدير الأولي 490 ألف طن، نتيجة لانخفاض الإنتاج وزيادة استهلاك الزيوت الصالحة للأكل.
مع استمرار الهند في مراجعة سياساتها التجارية لدعم المزارعين المحليين، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تأثير هذه التعديلات الضريبية على أسعار الزيوت النباتية محليًا وعالميًا خلال الأشهر المقبلة.