تراجع حاد في صادرات القمح الروسي وسط منافسة شرسة

شهدت صادرات الحبوب الروسية انخفاضًا غير مسبوق في فبراير 2025، حيث تراجعت بمقدار 2.4 مرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتصل إلى 2.3 مليون طن فقط، وفقًا لاتحاد الحبوب الروسي. ويعد هذا أدنى مستوى لصادرات روسيا في شهر فبراير خلال تسع سنوات، مما يثير مخاوف بشأن قدرتها التنافسية في السوق العالمية.
تراجع حاد في الأسواق التصديرية
من بين الكميات المصدرة، بلغ القمح 1.77 مليون طن، بينما تم شحن 181 ألف طن من الشعير و166 ألف طن من الذرة. وعلى الرغم من أن مصر ظلت المستورد الرئيسي للقمح الروسي، إلا أن الطلب انخفض بشكل كبير في كل من السعودية وتركيا. ويرجع ذلك إلى أن بعض الدول المجاورة بدأت ببيع الحبوب بأسعار أقل بنحو 4 إلى 5 دولارات للطن، ما جعل المنافسة أكثر تعقيدًا. ونتيجة لذلك، ارتفع سعر القمح الروسي إلى 250 دولارًا للطن، متجاوزًا أسعار الموردين الأوروبيين، لكنه لا يزال غير كافٍ لتغطية تكاليف المصدرين الروس.
التحديات التنظيمية والاقتصادية
من بين العوامل التي زادت من تعقيد الوضع، فرض الحكومة الروسية حصصًا على التصدير، مما حدّ من إمكانيات بيع الحبوب في الخارج. ويتوقع المحللون انخفاض صادرات القمح الروسي خلال الموسم الحالي إلى ما بين 40 و41 مليون طن، وهو تراجع ملحوظ عن السنوات السابقة. في الوقت نفسه، يواجه العديد من المصدرين هوامش ربح سلبية، حيث يضطرون إلى بيع الحبوب بخسارة بسبب انخفاض الأسعار في السوق المحلية.
كما أن المخاوف بشأن محصول 2025 تزيد من تعقيد المشهد، حيث يؤدي نقص الرطوبة في بعض المناطق الروسية إلى توقعات بحصاد ضعيف. ويؤثر هذا على المزارعين الذين يواجهون ارتفاع تكاليف الإنتاج مع بقاء الأسعار المحلية منخفضة.
تداعيات اقتصادية واحتمالات مستقبلية
في ظل تراجع الصادرات، تواجه الشركات الروسية تحديات مالية كبيرة، إذ تجد صعوبة في تحقيق أرباح بسبب ارتفاع التكاليف وانخفاض الطلب العالمي. ويخشى المحللون من أن يؤدي استمرار هذا الاتجاه إلى انخفاض إضافي في الصادرات، مما سيؤثر سلبًا على الاقتصاد الروسي.
وفي محاولة للحفاظ على استقرار السوق المحلية، لم تستبعد الحكومة الروسية اتخاذ تدابير إضافية للحد من التصدير في حال تراجع المحصول هذا العام. ومع ذلك، قد يؤدي ذلك إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار المحلية، مما يزيد من تعقيد التوازن بين العرض والطلب داخل البلاد.