الأرض
الخميس 24 أبريل 2025 مـ 10:33 مـ 25 شوال 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

عاصفة برد كارثية تضرب ليدا.. خسائر فادحة في المحاصيل والعمالة مهددة

عاصفة برد كارثية تضرب ليدا
عاصفة برد كارثية تضرب ليدا

شهدت مقاطعة ليدا في إسبانيا الأسبوع الماضي عاصفة بَرَد عنيفة أسفرت عن تدمير أكثر من 40 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، في توقيت وصفه المزارعون بأنه الأسوأ على الإطلاق.

وتُظهر التقديرات الأولية أن نسبة الأضرار في بعض المناطق تراوحت بين 60% و100%، مما يُنذر بموسم زراعي قاسٍ.

وقال بير روكي، رئيس منظمة "أساخا ليدا" الزراعية وأحد المتضررين، إن العاصفة ضربت في لحظة حساسة من نمو الثمار، إذ كانت قد خرجت للتو من مرحلة الإزهار وبدأت في التكوين. وأضاف: "الكمثرى والتفاح والخوخ والنكتارين والمشمش كانت في أوج نموها، والضرر طال أيضًا أشجار اللوز والزيتون والحبوب الشتوية".

وأشار روكي إلى أن حوالي نصف المساحات المتضررة مخصصة للفواكه الحلوة، ما يُفاقم من حجم الخسائر. ومما زاد الطين بلة أن 95% من شبكات الحماية من البَرَد لم تكن قد نُصبت بعد، إذ أن تركيبها عادة ما يبدأ بعد 23 أبريل، موعد انتهاء موسم الصقيع. وفي الحالات القليلة التي كانت فيها الشبكات موجودة، تسببت كثافة البَرَد في انهيار بعضها.

وأوضح روكي أن بعض المزارعين لم يتمكنوا من تأمين كامل محاصيلهم بسبب التعديلات الأخيرة في تغطية شركة "أجروسيجورو"، إذ اقتصرت وثائق التأمين في كثير من الحالات على 50% فقط من الإنتاج.

ورغم ذلك، لا يزال التأمين الزراعي يشكل حجر الزاوية في استقرار القطاع. فبحسب بيانات "أجروسيجورو"، تم تأمين 92% من إنتاج الفاكهة العام الماضي، بقيمة تقارب 400 مليون يورو، معظمها في محاصيل الخوخ والكمثرى والتفاح.

لكن هذه الأزمة تكشف هشاشة المنظومة عند حدوث كوارث من هذا النوع، حيث أشار روكي إلى ضرورة التوصل إلى حلول بالتعاون مع وزارة الزراعة الإسبانية وحكومة كتالونيا، قائلاً: "لم نشهد عاصفة بَرَد بهذه الشدة وفي مثل هذا التوقيت منذ 40 عامًا".

وفي الوقت الراهن، يسابق المزارعون الزمن في ليدا وبعض مناطق تاراجونا وأرض إيبري لتنفيذ معالجات وقائية للحد من انتشار الفطريات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المحاصيل.

الضرر لا يقتصر على الإنتاج الزراعي فحسب، بل يهدد أيضًا فرص العمل الموسمية التي توفرها هذه المحاصيل، والتي تُقدَّر بين 25 إلى 30 ألف وظيفة في الحقول ومراكز الفرز والتعبئة. باختصار، هذه العاصفة لم تترك حجرًا على حجر في أحد أهم القطاعات الاقتصادية في كتالونيا.